الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الضوضاء تلوث يهاجم الإنسان في سريره

الضوضاء تلوث يهاجم الإنسان في سريره
17 مايو 2009 02:59
أصوات تحيطنا، تتجمع بسرعة وتزداد، موسيقى، أحاديث، ثرثرات، سيارات، وآلات بناء، خلاطات اسمنت، ومطارق نجارة، أصوات.. أصوات.. أصوات.. يلاحقنا الصوت إلى أسرتنا، ويتسرب لآذاننا بلا استئذان ونحن نيام، كل ذاك الضجيج لم يعد عادياً، فالحياة المعاصرة أفرزت نوعاً جديداً من التلوث، هو التلوث السمعي. يقول يحيى الريس (خبير بيئي في الضوضاء) عن التلوث بالضجيج: يفسر العلماء مفهوم "الضوضاء" تلك الأصوات التي لا ينسجم لسماعها الإنسان ولا يرتاح، فهي أصوات خشنة غير منتظمة، لا تؤدي في مجملها إلى معنى واضح، بعكس الأنغام الموسيقية التي يطرب لها الإنسان، بالإضافة إلى إنها أصوات ذات تردد عال، وتؤدي إلى اهتزاز طبلة الأذن بشدة. والضجيج من أنواع التلوث القليلة التي يصعب على الانسان العادي تجنبها، يقول يحيى: يحصل التلوث بالضجيج في كل مكان، فأحيانا يكون داخل المنزل ممثلاً بأصوات أفراد العائلة (صراخ، بكاء، شجار) أو ناتجة عن الآلات والأدوات الكهربائية. ويكون بشكل أكبر خارج المنزل- يتابع يحيى- ممثلاً بأصوات وسائل النقل (سيارات، باصات، شاحنات، طائرات... الخ) وأصوات المعامل والورش وعمليات الحفر والبناء وغيرها، وهناك الأصوات الناتجة عن الكائنات الحية وأصوات الرياح والعواصف والرعد والبراكين والزلازل وأصوات المدافع والانفجارات في البلاد الخاضعة للحروب. وعن طريقة قياس الضجيج، يقول الريس: يقاس الضجيج بوحدة تدعى "ديسبل" ويرمز له بالرمز(db). وعادة ما تصل المحادثة الطبيعية بين الأشخاص في الحالة الاعتيادية إلى حوالي (40db)، بينما تتضاعف درجة الصوت في شارع مزدحم أو عند سماع صوت ناتج عن عزف فرقة الاوركسترا (الموسيقية) فيقدر حدوده بحوالي ( 70db)، وتصل قوة الصوت عند استخدام الثاقب الكهربائي إلى حدود (110 db). تأثيره على السمع وفيما يخص تأثير التلوث بالضجيج على صحة الإنسان، يقول أخصائي الأنف والأذن والحنجرة الدكتور حسين قاسم عبدالغفور: أدخلتنا الحياة المعاصرة في درب كبير مملوء بالأصوات، وصار الضجيج ملاحقاً لنا في كل مكان، وتحول الإنسان فجأة من القرى الهادئة الوادعة التي يعتبر فيها نباح كلب واحد مصدر إزعاج، إلى مدن تعج بالازعاج. هذا التحول الذي يصفه الدكتور حسين ساهم في إيذاء الانسان، يتابع: كأطباء أذن تصلنا حالات كثيرة لأطفال وكبار مصابين بالتشويش أو بالطنين والرنين داخل الأذن، أو انخفاض حاسة السمع مؤقتاً، وهي إصابات ازدادت في السنوات الأخيرة بسبب ازدياد الضوضاء في الأماكن التي نعيش فيها. وتاريخياً بدأ الربط المباشر بين ضعف حاسة السمع والتعرض للضوضاء منذ عام ،1880 عندما ظهرت آثار ضعف السمع لدى العاملين في محطات السكك الحديدية، ومنذ ذاك الحين بدأت البلدان الصناعية الكبرى بإصدار نصوص قانونية تحكم هذه الظاهرة. تأثيره على الأذن وعن التأثير المباشر على الأذن يقول الدكتور حسين: يتأثر غشاء طبلة الأذن بالأصوات العالية والحادة وقد يتمزق، وتعاني الأذن الوسطى من آلام مؤقتة أو مستمرة بسبب التعرض المستمر للضجيج، مما ينتج عنه إصابات الأذن الداخلية وعصب السمع بفقدان السمع الجزئي أو الكلي أو نقص حاسة السمع للأصوات بصفة عامة. ويفند الدكتور حسين العوامل المؤثرة في التلوث السمعي: يتناسب التأثير ودرجة الخطورة طردياً مع طول فترة التعرض، وكذلك شدة الصوت ودرجته، فكلما اشتد الصوت كان تأثيره السلبي أكبر، وهناك أيضا حدة الصوت، فالأصوات الحادة أكثر تأثيراً من الأصوات الغليظة، والمسافة بين مصدر الصوت والسامع فكلما قرب الإنسان من مصدر الصوت كان تأثيره به أبلغ وأقوى، ومن العوامل المهمة فجائية الصوت، لأنَّ الصوت المفاجئ أو المتقطع أكثر تأثيراً من الضجيج المستمر على الإنسان. من جهتها تبذل هيئة البيئة في ابوظبي جهوداً كبيرة للحد من مصادر الإزعاج والضجيج في المدينة، ومؤخراً تمكنت الدوريات البيئية من إيقاف محول كهرباء وضعته إحدى الشركات العاملة في مصفح، بسبب الازعاج الذي كان يسببه للسكان والعاملين في المكان.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©