يستعد الاتحاد الأوروبي للرد على اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن فرض تعريفة جمركية على الواردات من الحديد والألومنيوم، وبعث الاتحاد الأوروبي برسالة مفادها أنه يتمتع بالسلطة والخبرة لمحاربة قرارات الحماية على الصناعة الصادرة من واشنطن.
ويستعرض كبار المسؤولين التنفيذيين في المفوضية الأوروبية نهجاً ذا ثلاثة محاور، بما في ذلك فرض رسوم بالمليارات على المنتجات الأميركية.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي نجح في عام 2003 في التغلب على قرارات مشابهة صدرت من واشنطن.
وستتعارض تدابير الدفاع عن التجارة مع الحملة العالمية المستمرة التي تقوم بها المفوضية الأوروبية من أجل مبدأ التجارة الحرة، وهي الحملة التي تكثفت منذ تولي ترامب منصبه. إلا أن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي قالوا إنهم مستعدون للرد إذا ما تعرضوا للاستفزاز.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر رداً على إعلان ترامب «إن اتخاذ مثل هذه الإجراءات أمر غبي حقاً، ولكن علينا أن نفعل ذلك». وأضاف: «نحن أيضاً يمكن أن نقوم بأعمال غبية».
وينتظر الاتحاد الأوروبي تنفيذ الولايات المتحدة لقرار ترامب بشأن فرض الرسوم الجمركية، وذلك قبل اتخاذ خطوات عملية لمواجهتها. وكان الرئيس الأميركي قد قال في نهاية الأسبوع الماضي، إنه سيكشف عن تفاصيل خطته خلال أيام.
ويخطط الاتحاد الأوروبي لأول مرة لفرض رسوم تصل إلى 3.5 مليار دولار على الواردات الأميركية من منتجات الزراعة والصلب، وأيضاً الواردات من المنتجات الأميركية ذات الشهرة العالمية، مثل الدراجات النارية من طراز هارلي ديفيدسون والجينز والملابس من ماركة ليفايس والمشروبات الكحولية من ماركة بوربون.
وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي: «إنه سيتم اختيار هذه المنتجات لتتناسب مع الخسائر التي ستتعرض لها الشركات الأوروبية بفرض الولايات المتحدة للتعريفة الجمركية الجديدة. واختيار الرموز التجارية والصناعية الأميركية المستهدفة للرد على قرار ترامب ليس عشوائياً، فالاتحاد الأوروبي يأمل في تقليص الدعم لسياسات الرئيس الأميركي من خلال نقل المعركة إلى الدوائر الانتخابية الرئيسية لحلفائه».
وفي إشارة إلى الانقسام بين البيت الأبيض والمشرعين الجمهوريين بشأن التداعيات الاقتصادية من التعريفة الجمركية التي أعلن ترامب عنها، حث رئيس مجلس النواب بول ريان الرئيس على التراجع عن الخطة. وقالت أشلي سترونغ المتحدثة باسم ريان: «إننا نشعر بقلق بالغ إزاء العواقب المتوقعة من شن حرب تجارية».
وسيكون التحدي الثاني الذي ستواجهه أوروبا هو التدفق المحتمل على أسواقها من منتجات الصلب الأجنبية إذا تم تحويلها من الأسواق الأميركية التي ستغلق أمام العديد من البلدان.
ويراقب مسؤولو الاتحاد الأوروبي بالفعل التطورات التي يشهدها السوق العالمي في ظل القرارات الأميركية الأخيرة، وفي حالة زيادة الصادرات كما هو متوقع فسيكون على بروكسل فرض تدابير وقائية لحماية الشركات الأوروبية.
وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي: «إن الاتحاد مع شركاء تجاريين آخرين في منظمة التجارة العالمية سيواجهون قرارات ترامب بشأن فرض التعريفة الجمركية».
ويعد ملف التجارة الخارجية واحداً من الملفات القليلة التي يتحدث فيها الاتحاد الأوروبي إلى العالم بصوت واحد من خلال المفوضية الأوروبية. أما في معظم القضايا الدولية الأخرى، مثل الدفاع والضرائب، فيحتفظ أعضاء الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 28 عضواً برأيهم بمعزل عما يراه الأعضاء الآخرون.
وفي الوقت ذاته، حث الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الاتحاد الأوروبي على الرد على قرار ترامب «بسرعة وبشكل مناسب» من خلال منظمة التجارة العالمية.
عدد اليوم
