الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مفهوم الإخراج المسرحي وتطوره التاريخي في "ملتقى الأوائل"

مفهوم الإخراج المسرحي وتطوره التاريخي في "ملتقى الأوائل"
21 مارس 2017 19:18
الشارقة (الاتحاد) ضمن فعاليات ملتقى الشارقة السادس لأوائل المسرح العربي، أقيمت صباح أمس (الثلاثاء) في فندق الهيلتون، ورشة "جماليات إخراجية جديدة في المسرح العربي" قدمها المخرج المسرحي المغربي أحمد أمل. تناولت الورشة مفهوم الإخراج المسرحي وتطوره التاريخي حتى يومنا المعاصر، والدور الرئيس للمخرج في العملية المسرحية، خصوصاً وأن هذه المادة قليلة التدريس في معاهد المسرح العربية، وتكاد تكون غائبة في بعض الأحيان، لذا فمن الضروري ترسيخ أركان هذا العلم في أذهان كل مشتغل في المسرح. عرج "أمل" خلال الورشة على النشأة التاريخية لوظيفة الإخراج المسرحي وتطورها، حيث ارتبط الإخراج في بداية الأمر بالمؤلف المسرحي، الذي كان يبدع النص ويرفقه بمجموعة من الإرشادات والنصائح والتوجيهات الإخراجية، التي توجه الممثلين وتقدم لهم مجموعة من الملاحظات، التي قد تنفعهم في التشخيص والأداء والنطق والتحرك فوق الخشبة، وهذا الأمر كان سائداً في المسرح اليوناني والمسرح الروماني والمسارح الغربية، وخاصة مسرح شكسبير، الذي طعم بالكثير من هذه التوجيهات الإخراجية. وبعد ذلك، انتقلت مهمة الإخراج إلى أبرز عضو في الفريق، وأحسن ممثل له تأثير كبير في إدارة الفرقة وتسييرها. ولم يظهر المخرج المسرحي بشكله المستقل، إلا في منتصف القرن التاسع عشر، ويعد الدوق جورج الثاني، حاكم مقاطعة ساكس ميننجن، أول مخرج في تاريخ المسرح الغربي، الذي حاول تطوير المسرح الحديث على أسس إخراجية جديدة. وقد أسهم في إنتاج الصورة المسرحية التشكيلية ذات البعد الجمالي، التي تشمل كل عمليات العرض المسرحي. ثم ظهر الاتجاه الطبيعي في الإخراج المسرحي، مع أندريه أنطوان، بين الطبيعية ونظرية الجدار الرابع، حيث امتاز أندريه أنطوان صاحب المسرح الحر، بالواقعية الفوتوغرافية في المسرح الحديث، متأثرا في ذلك بالمذهب الطبيعي لدى إميل زولا. ثم ظهرت المدرسة الرمزية، التي ابتعدت عن تصوير الحياة بالشكل الطبيعي، وإنما استخدمت مجموعة من الرموز والإحالات للمواقف والأفعال، دون أن تنسخ ما يحدث في الحياة على الخشبة. وصولاً إلى مدرسة الواقعية السيكولوجية، مع قنسطنطين ستانسلافسكي، الذي اعتمد في تدريبه الممثلين على الجوانب النظرية والجوانب التطبيقية، وكان يوفق في منهجه بين المقاربة الواقعية، والمنزع السيكولوجي. وكان ستناسلافسكي يحث ممثليه على الصدق والإيمان والتفاعل مع الدور ومعايشته عن قرب، والاندماج في الشخصية، ونقل الحياة الواقعية إلى الخشبة، وفهم الشخصية فهماً دلالياً ونفسياً. كما قدم أمل مجموعة من الأمثلة التي استمدها من المسرحيات والأفلام العالمية، ليبين دور العملية الإخراجية في صنع الفرجة وجذب المتلقي، وإحلال الجماليات الفنية التي تحتاجها المسرحية، مؤكداً أن المهمة الأساسية للمخرج هي قول ما لم يقله المؤلف، وتبيان تلك المكامن النفسية العميقة التي أرادها المؤلف ولم يكتبها، وتحويل النص المكتوب إلى عرض نابض بالحياة. كما شدد أمل على أهمية اختزال الحالات الحياتية في الفضاء المسرحي، فالخشبة لا تحتمل رتابة الحياة، وإنما يجب تقديم علامات تشير إلى جوهر الحياة فقط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©