الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تأثير غير مباشر

27 ابريل 2016 03:35
ميسرة عفيفي - طوكيو لم يبدأ التلاقي بين العرب واليابان إلا مع بداية عصر التحديث في اليابان بنهاية القرن التاسع عشر. لذا فتأثير ابن رشد وغيره من العلماء والفلاسفة العرب والمسلمين على اليابان بدأ في مرحلة التحديث في هذه الدولة في نهاية القرن التاسع عشر، خاصة من خلال الغرب. بدأت الدراسات الخاصة بابن رشد مع البروفيسور تشيساتو تاناكا (1924 – 1998) الأستاذ بجامعة كينكي في غرب اليابان، والذي يعتبر أول وأشهر من بحث في فلسفة ابن رشد، وقدمه للقارئ الياباني. فبعد تاريخ طويل من البحث أصدر البروفيسور تاناكا كتابه المميز «الثقافة الإسلامية وغرب أوروبا: دارسة في فكر ابن رشد» في عام 1991، وكان قبل ذلك قد نشر كتابه «نشر الدين والعلم - أوروبا في العصور الوسطى والشرق الإسلامي» عام 1962. وكذلك ترجم تاناكا كتاب «تهافت التهافت» الذي كتبه ابن رشد رداً على كتاب أبي حامد الغزالي «تهافت الفلاسفة»، وصدرت ترجمة الكتاب عام 1996 من دار نشر كينداي بونغيشا. ولكن الملاحظ أن تاناكا لم يكن يعرف اللغة العربية واعتمدت أبحاثه ودراسته على اللغات الأوروبية، خاصة اللاتينية والإنجليزية. أما عن تأثير ابن رشد في المجال الأدبي، فيعتبر الروائي الياباني المعاصر كيئتشيرو هيرانو المولود عام 1975، أحد أبرز المتأثرين بابن رشد من أدباء اليابان. حيث اعتمد بشكل كبير على حقيقة وجود فكر ابن رشد والفلسفة الرشدية في أوروبا في العصور الوسطى في كتابة أولى روايته «الكسوف» التي نُشرت عام 1998 في اليابان وحازت جائزة أكوتاغاوا المرموقة في عام 1999 (صدرت الترجمة العربية عن المركز القومي للترجمة بمصر في ديسمبر من عام 2015)، وتدور أحداثها حول الصراع الفكري الذي كانت كتابات ابن رشد وغيره من الفلاسفة المسلمين أحد أسبابه، وتأثر أغلب فلاسفة ومفكري أوروبا بها، ومنهم توماس الأكويني، الذي يتخذه بطل الرواية الراهب الكاثوليكي نيقولا قدوة له في محاولته إخضاع كتابات «الأغيار» وعِلْمهم للاهوت المسيحي بعد دحض ما بها من أفكار تتناقض مع الفكر المسيحي. ويحشد هيرانو في صلب روايته عدداً كبيراً من الفلاسفة والعلماء الغربيين الذين تأثروا بالفكر والفلسفة الرشدية، ويذكر كذلك بعض الكتب العربية التي تُرجمت للغات أوروبية، خاصة اللاتينية، ومن ضمنها كتب ابن رشد التي نقل فيها فلسفة أرسطو للغرب مع تعليقاته عليها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©