الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بريشة فرنسية.. ماء الذهب يخلّد معدن الرجال

بريشة فرنسية.. ماء الذهب يخلّد معدن الرجال
27 مارس 2010 21:33
خلّد اسمه على صفحات دفاتر التاريخ، وحفرت صورته في حنايا الوجدان، صوته الرخيم يطرب آذاننا كلما سمعناه مسجلا، أعماله الخيرية التي عمت الانسانية تركت بصماتها عند العرب والغرب، فراحوا يعبّرون عن مدى حبهم لهذا الرجل العظيم، حكيم العرب وقدوة الغرب. كان فخرا لنا ومازال، وسيبقى كذلك بل وأكثر مدى الدهر، إنه “زايد”. يكفي أن نذكر اسمه فتتجلى صورة الاحسان والخير، رمز الرحمة والعطاء، حاضر رغم غياب الجسد، ذكراه راسخة بعقول الجميع، لأن الجميع أحبه، صغارا وكبارا، نساء ورجالا، عربا وأجانب، فراح الكاتب أو الشاعر يعبر عن حبه لشخصه الكريم بما يستطيع قلمه أن يخط من خواطر أو قصائد، والفنان يرسم لوحات أو ينحت مجسمات، يلحن مقاطع موسيقية وسيمفونيات، أو يطرب بصوته العذب مرددا اسم زايد الوالد، لأن “حبه وسط الحشا سادي”. لوحات من ذهب شهد قصر الإمارات الأسبوع الماضي، ولمدة خمسة أيام كاملة، معرضاً للوحات والساعات، للفنان والمصمم الفرنسي باسكال سالينو، حيث ارتأى هذا الفنان التشكيلي أن ترسم ريشته لوحات للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مستعينا في ذلك بماء الذهب، حيث لا شيء أفضل من الذهب لرسم معالم وخطوط وجه شخصية حفرت اسمها بسجلات الدهر من ذهب. إنه زايد، الحكيم الذي لم ولن تنساه الذاكرات والقلوب، فبريق الذهب قد يعكس ولو جزءا بسيطا من بريق اسمه وسجله الحافل بالعطاءات، ولقد حاول باسكال سالينو أن يبرز للفنانين أمثاله ولعشاق الفن التشكيلي جانبا فنيا فريدا من نوعه، ميزه عن غيره لأن رسم هذا الوجه بحد ذاته شيء عظيم وشرف كبير. رد لجميل أم الإمارات عن مشاركته الأولى في دولة الإمارات العربية المتحدة، يقول باسكال سالينو: “إن معرضي هذا هو الأول بالنسبة لي على هذه الأرض الطيبة والدولة المعطاءة، التي ورثت عن مؤسسها وبانيها معنى التعامل الحسن والأخلاق الحميدة مع اخوانه العرب وأصدقائه الغرب، وقد أقمته كي أرد ولو جزءاً بسيطا من جميل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات» الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام فقطعت عهدا على نفسي منذ ذلك الوقت أن أهديها هذا المعرض الذي رأى النور اخيرا، ضمنته مجموعة من لوحات لبورتريه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، ولوحات أخرى تحمل آيات قرآنية وبعضا من أسماء الله الحسنى بالخط العربي، مستخدما الذهب، فالذهب لا يهدى الا ذهبا”. لكل دقيقة على غرار اللوحات التي شارك بها باسكال سالينو والتي تعدى عددها الواحد والعشرين لوحة تشكيلية، فقد تضمن المعرض الذي نظمته “آدبوكس” لتنظيم المؤتمرات والمعارض، التي يرأس مجلس إدارتها الدكتور محمد النعيمات، عرضا لأربع ساعات نادرة وفخمة ابتكرها الفنان وأبدع في صناعتها، وعن هذه التصميمات يقول باسكال: “لقد ابتكرت هذه الساعات، التي زينتها بفصوص الألماس الأصلي، فمثلا هذه الساعة مميزة جدا -مشيرا إلى احدى الساعات-، حيث تتكون من ستين فص ألماس حسب عدد الدقائق، كما أنني غيرت الطريقة التي تعود جميع المصممين عليها، حيث استبدلت الأرقام اللاتينية بأرقام عربية، واستعنت بجلد نوع نادر من الأسماك لصناعة حزام الساعة، مما جعل أسعار هذه الساعات باهظا، حيث يتراوح متوسط سعر الساعات الأربع ما يقارب 150 ألف دولار”. من كل الأقطاب ازدحمت قاعة العرض بجموع الزوار، من سفراء ومسؤولين، وكل من يتذوق الفن التشكيلي، فقد زار خلال الخمسة أيام أعداد معتبرة ممن دفعهم فضولهم لاستكشاف ابداع الفنان باسكال سالينو، ولعل النصيب الأكبر قد كان للفرنسيين المقيمين في دولة الامارات العربية المتحدة. يقول سيمون فدريك، فرنسي مقيم بأبوظبي: “لقد حضرت الى قصر الإمارات خصيصا كي أشاهد لوحات فناننا الرائع باسكال، وقد سررت كثيرا أنا وزوجتي عندما سمعنا بخبر اقامته للمعرض، فاصطحبتها فور افتتاح أروقته، وها نحن نحس وكأننا نحن من نرد جزءا من جميل هذا البلد المعطاء”. أما سيلينا، وهي ايطالية مقيمة في دبي، فتقول: “لقد أتيت مسرعة من دبي كي أستكشف سر استخدام الذهب في رسم بورتريهات ولوحات عربية لشخصية أحببناها، بل وعشقناها من غير أن نراها”. ومن جانبها، تقول أم خالد، مواطنة من أبوظبي: “ان زايد لم ولن يغيب عنا، فهو في قلوبنا وعقولنا، هو الوالد والباني، ومهما فعلنا فلن نوفيه حقه !”. كما زار المعرض مجموعة من طلبة المدارس الاعدادية داخل أبوظبي، يرافقهم المرشد محمد كمال، الذي أخبرنا قائلا: “لقد اختارت مدرستنا أن تصطحب مجموعة من الطلبة الى قصر الامارات، كي يزوروا أروقة معرض اللوحات للفنان التشكيلي العالمي باسكال سالينو، من ناحية كنوع من ترسيخ شخصية القائد القدوة في ذاكرة الطلاب، والاقتداء بأخلاقه الحميدة وروحه الطيبة، طيب الله ثراه، ومن ناحية أخرى كي نعلمهم تذوق الفنون المحلية والعالمية، من رسم تشكيلي أو موسيقى كلاسيكية، فنكون بذلك قد كونا جيلا ذواقا للفن، متشبعا بثقافة العرب والغرب”. اللوحات المشاركة قدم الفنان التشكيلي ومصمم المجوهرات العالمي، الفرنسي باسكال سالينو، خلال معرضه، مجموعة من اللوحات التي بلغ عددها واحداً وعشرين لوحة، قسمت الى ست لوحات بورتريه للشيخ زايد، رحمة الله عليه، وخمس عشرة لوحة تمثل الفن العربي والألوان من خلال نظرة باسكال، وقد حملت عناوين وأسماء عربية، كتلك الآيات القرآنية من كتاب الله المقدس، وبعضا من أسماء الله الحسنى، نذكر منها: القدوس، محمد رسول الله، إن الله مع الصابرين، ما شاء الله....، ولوحات أخرى لونها بألوان البهجة والحياة والماء، وقد استخدم الفنان الذهب في كل اللوحات، فزادت الرسم جمالا والابداع بريقا.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©