واشنطن (ا ف ب) - تحتفل الولايات المتحدة غداً بمرور 50 عاماً على الرحلة المدارية الأميركية الأولى، لكن شعوراً بالمرارة يرافق هذه الذكرى لأن غزاة القمر القدامى باتوا يعتمدون على روسيا لتنفيذ رحلاتهم المأهولة إلى الفضاء.
تمكن رائد الفضاء الأميركي جون جلين في 20 فبراير 1962 من الإقلاع من محطة “كاب كانافيرال” على متن صاروخ “أطلس”، ليدور حول الأرض 3 مرات خلال أقل من 5 ساعات. وأعادت هذه المهمة الناجحة إلى أميركا الثقة في قدرتها على غزو الفضاء وحولت جلين إلى بطل قومي، لأنها جاءت بعد نحو سنة من مهمة رائد الفضاء السوفييتي يوري جاجارين. وبعد 50 سنة لم ينس جلين في سن الـ90 البعد السياسي الذي حمله إنجازه. وقال أمس الأول خلال مؤتمر صحفي في كاب كانافيرال إن السوفييت “كانوا يؤكدون وقتها أنهم متقدمون علينا تقنياً، لأن صواريخهم تطير فيما تميل صواريخنا إلى الانفجار عند منصة الإقلاع، وأن نظامهم الاجتماعي أهم من نظامنا أيضا”. وأضاف “في تلك الفترة، كثرت التكهنات حول الدور الذي يمكن أن تضطلع به الشيوعية في العالم”.
وقال سكوت كاربنتر، ثاني أميركي يقوم برحلة مدارية في 24 مايو 1962، إن “الرحلات المدارية الأولى مهدت الطريق لغزو الإنسان للقمر”. وأضاف في المؤتمر نفسه أن “هذه الرحلات أظهرت أننا نستطيع تخطي الاتحاد السوفييتي رغم تأخرنا عنه وتنفيذ ما طلبه (الرئيس جون) كينيدي بغزو القمر قبل الروس”. ووجد رائدا الفضاء السابقان صعوبة في تقبل فكرة أن رواد الفضاء الأميركيين أصبحوا يعتمدون على صواريخ “سويوز” الروسية لبلوغ محطة الفضاء الدولية بعد توقف مكوكات الفضاء الأميركية عن العمل في يوليو الماضي.
وقال جلين “لم يعد لدينا نظام نقل للذهاب إلى محطتنا الفضائية”. واتهم جلين إدارة الرئيس السابق جورج بوش بالتضحية بطموحات الولايات المتحدة في غزو الفضاء، بالاقتطاع من ميزانية وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”. وأضاف “أجد ذلك مؤسفاً. وآمل أن تنجح جهود إعادة إنشاء نظام نقل خاص بنا”.
وتعتمد “ناسا” حالياً على القطاع الخاص لتطوير نظام يحل محل المكوكات بعد 5 سنوات على الأكثر. ومن المتوقع أن تنفذ الشركة الأميركية “سبايس إكس” عملية الإطلاق التجريبية الأولى بدءاً من 20 مارس. وبينما تسعى الصين إلى إرسال رواد فضاء إلى القمر، تأسف كاربنتر على رؤية الولايات المتحدة “تفقد عزمها”.
وقال “عندما كنت أنا وجون نعمل مع ناسا من أجل بلدنا، كانت الولايات المتحدة تعتبر أمة قادرة على كل شيء. لكننا أصبحنا بلداً يستحيل فيه كل شيء، وهذا مؤسف”.
عدد اليوم
