الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرفاعي.. من عربة صغيرة إلى أشهر «كبابجي» في مصر

الرفاعي.. من عربة صغيرة إلى أشهر «كبابجي» في مصر
27 مارس 2010 21:47
دون منازع يعد الحاج محمد الرفاعي أشهر كبابجي في مصر.. ورغم أن مطعمه يكاد يختفي في تضاريس حارة المنجي، وفي شارع لا يزيد عرضه على 3 أمتار إلا أن شهرته تخطت كل الحدود.. فهو علامة مميزة في حي السيدة زينب، تأتيه الزبائن من كل الأماكن.. وخلال فصل الصيف يكثر الزحام في شارع بورسعيد أمام مسجد السيدة زينب بسبب مشاهير ومواطنين عرب وغيرهم يقصدون مطعم الرفاعي.. المطعم يعمل من الرابعة عصراً حتى السادسة صباحاً، وهناك مقاعد انتظار للزبائن، ومساحته لا تزيد على 30 متراً وتعتلي جدرانه صور المشاهير الذين زاروا المطعم من قبل وباتوا زبائن دائمين. الرفاعي بدأ مشواره بعربة صغيرة للكباب والكفتة أمام مسجد السيدة زينب، حتى وصل به الحال إلى كبابجي المشاهير والساسة ورجال الأعمال، ورغم شهرته إلا أنه شخص متواضع لأقصى درجة فهو يعمل بيديه، رغم أن عدد العاملين بالمطعم يزيد على 25 شخصا. حكايته مع المشاهير وحول تردد بعض أهل الفن والمشاهير على محله يقول: “هذا فضل من الله.. فنحن نراعي ضميرنا، واللحوم عندنا طازجة تذبح في نفس اليوم وتأتي لنا فور إعدادها ولا توجد قطعة لحم واحدة تبقى في المطعم لليوم التالي.. فأنا أتعامل مع جزار خاص بي. أحصل منه على أفضل اللحوم، ولكن غير اللحوم نتميز بالخلطة السحرية، التي لها مذاق خاص يعجب به الزبون”. والكل يعرفنا بسمعتنا الطيبة لأننا نتعامل بمبدأ ممنوع الغش.. الزبون يأخذ حقه وزيادة! وهذا مبدأ أؤمن به منذ عملي في مهنة الكبابجي، وهذا المكان له أهمية في مسيرتي وساعدني كثيراً على الشهرة.. أنا قريب من ضريح السيدة زينب رضي الله عنها، وهذا المكان يقصده الكثيرون.. ومنذ أن بدأت كان من زبائني نجوم كبار منهم، محمد نوح، وحسن حسني، وفاروق الفيشاوي، ومحمد سعد، ونبيلة عبيد، وليلى علوي، والذين أعرفهم منذ بداياتهم في الفن وقبل أن يصبحوا نجوما كبارا.. وعندما ذاعت شهرتهم لم ينسنِ أحدهم وكانوا يأتون للمطعم من وقت لآخر، ومعهم أصدقاؤهم مما زاد من شهرتي وشهرة مطعمي. أنا وأحمد زويل أما عن بدايتي فقد عملت مع صاحب محل كباب وكفتة بالسيدة زينب، وذلك منذ 45 سنة.. أحببت المهنة وتعلمتها جيداً. وتعلمت من صاحب المطعم أن النجاح لن يتحقق إلا بالأمانة. ووجدت عمري يضيع، ومازلت كما أنا ولم أتقدم في مهنتي.. فقررت أن أقف “بفاترينة” أمام مسجد السيدة.. وبدأت أشتغل.. ومرت الأيام وكان رضا الله عليّ، كان رزقي واسعا لدرجة لم أصدقها، ولم تصدقها زوجتي، وتحسن حالي حتى جاءت فرصة استئجار مطعم، وكان ذلك عام 1967، ومنذ ذلك الوقت وأنا أراعي الله في عملي، بالإضافة إلى أنني أقدم وجبة صحية غير مضرة، ولا تزيد نسبة الكوليسترول في الدم. وعن حكايته مع العالم المصري أحمد زويل يشير: العالم المصري الكبير أحمد زويل شرفني بمجيئه للأكل في محلي، وأعجبه ما قُدِّم له من طعام.. وقتها سعادتي كانت لا توصف.. لأننا جميعاً نفتخر به فهو وجهة مشرفة للمصريين داخل مصر وخارجها. كما جاء للمطعم أيضا في نفس اليوم الإعلامي الكبير عمر بطيشة ومعه الإعلامية الكبيرة آمال فهمي. ويضيف الحاج محمد الرفاعي: مشاهير كثر جاؤوا إلى المطعم وأعجبهم الأكل وأكثر شيء يفرحني عندما يأكل الزبون ويعجب بالأكل ويدعو لي.. ومن ضمن هؤلاء المشاهير الذين كانوا من زبائني فريد شوقي، وسعاد حسني، رحمهما الله، والفنان الكبير عادل إمام، وعمرو عرفة، ومن الساسة أسامة الباز. كما اختار بعض المخرجين محلي لتصوير بعض المشاهد من الأفلام، مثل “الحريف” لعادل إمام، و”الشبح” لأحمد عز.. مشويات للعرب وحول الزوار العرب الذين يقصدونه، يوضح: هم أحبائي ويعشقون المشويات، فالمواطن العربي يقبل على تناول المشويات وخصوصاً الكباب، فهو يبحث عن أكل صحي، وليس هناك طعام صحي أكثر من الكباب، والحمد الله الزائر العربي عندما يأتي إلى مطعمي يشعر بالأمان، ويشعر أنه في منزله ويجد حفاوة بالغة، ولا نتطلع إلى ابتزازه أو إكرامية فنحن نؤدي عملنا فقط. وأنا أحرص على الاحترام والتعامل بأدب وذوق مع الناس، وأؤمن بمبدأ “الزبون دائماً على حق”. أما عن إمكانية اتخاذ قرار بالراحة من هذا العمل لكبر سنه فيقول: أشتغل بيدي حتى الآن.. فجسدي اعتاد التعب والعمل على الرغم من أن ابني يساعدني، لكني لا أعتمد عليه.. فأنا أشعر بالاطمئنان من خلال متابعتي لكل شيء.. وسوف أظل لآخر يوم في عمري هكذا.. ليس من أجل المال لكن لإرضاء نفسي.. المال لا أفكر فيه، فأهم شيء الصحة والستر، وكلمة الحمد لله تغني عن كل شيء.. ويكفيني أنني أرى بناتي الأربع وابني أمام عيني بخير، وربنا يبارك لي فيهم.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©