الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبقرية مورينيو.. الملل!

17 فبراير 2015 22:33
* الإنسانية شيء رائع. لذلك أعجبني اهتمام البرتغالي جوزيه مورينيو حين رد على طفل صغير يشجع أستون فيلا، طالبا منه إنقاذ الفريق وتولي المهمة بدلاً من الأسكتلندي بول لامبرت، وقد أرسل مورينيو خطابا إلى الطفل يعتذر فيه لتعاقده مع تشيلسي. وكانت تلك لفتة إنسانية. وهي من أهم مهام النجوم في شتى المجالات.. وكان أستون فيلا يعاني من تدهور نتائجه في الدوري الإنجليزي، الذي بيعت حقوقه التلفزيونية مقابل 7 مليارات يورو من 2016 إلى 2019. تولى مهمة أستون فيلا المدرب الجديد تيم شيروود، وحقق الفوز على ليستر سيتي في كأس إنجلترا، إلا أن مورينيو فاز بنقطة برده على الطفل الصغير، وهو مدرب عبقري في نظر الملايين من أنصار تشيلسي، وله جمهور غفير في عالمنا العربي. لكني لست من جمهوره، وقطعا لا يضيره ذلك. أما السبب أني لست من جمهوره، فيرجع إلى أسلوبه في اللعب بأغلب مبارياته، وعندما نمزج الأسلوب بالطريقة نصل إلى التكتيك، ولكن بعض المدربين يصلون إلى «الفنكوش» حين يمزجون بين أسلوبهم وطريقة اللعب. بالنسبة لي يحقق مورينيو نتائج ممتازة مع الفرق التي تولى قيادتها، إلا أنه صنع نجوميته عبر الصحافة والإعلام بتعليقاته، وتصريحاته، وحركاته، قبل أن يصنعها بالأداء الجميل. وعلى النقيض تفوق عليه جوارديولا بجمال الأداء فأصبح نجما هو الآخر. وأنا شخصيا أختار جمال كرة القدم قبل بلاغة مدرب كرة القدم. في جميع الأحوال يصنف مورينيو كأحد أفضل المدربين في العالم لأنه يلعب على النتائج، وفي آخر مبارياته مع سيتي لعب مدافعا لآخر حبة عرق يفرزها جميع اللاعبين.. ووصف أنشيللوتي مورينيو وفريقه بأنه عنوان الملل بالفعل كان أداء الفريق مملا، وبخطة مملة، وبمدرب ممل، وسط حفلة كبيرة للملل.. حتى أصبح مورينيو عبقرياً مملاً.. فهل يمكن أن يصبح الملل اختراعا عبقريا؟.. نعم هذا وارد فى كرة القدم، إلا أن رجلا مثل الأرجنتيني دييجو بابلو سيميوني (وهو مثل سجين مكسيكي بملابسه السوداء وعصبيته) يعد بالفعل مدرباً موهوباً بأسلوب لعبه «طريقته مع أتلتيكو مدريد»، فهو فريق بارع في الهجوم المضاد وفي إنهاك الخصم.. وفي أداء الفريق متعة تعلو على متعة خطاب مورينيو بغض النظر عن متعة أداء تشيلسي إذا أمتع!.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©