الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الدول الكبرى تبدأ التحرك لمواجهة أزمة الغذاء

15 ابريل 2008 23:07
قال البيت الأبيض إن الرئيس الاميركي جورج بوش أمر أمس الأول بصرف مبلغ إضافي قدره 200 مليون دولار في صورة معونة غذائية عاجلة للمساعدة في تخفيف حدة الازمة الغذائية في افريقيا وأماكن أخرى· واتخذ بوش هذه الخطوة بعد يوم من دعوة كبار المسؤولين الماليين ومسؤولي التنمية في شتى أنحاء العالم الى القيام بتحرك عاجل لوقف ارتفاع أسعار المواد الغذائية محذرين من خطر انتشار الاضطرابات الاجتماعية ما لم يتم احتواء ارتفاع اسعار المواد الغذائية الأساسية· وقال البيت الابيض في بيان: ''ستتصدى هذه المعونة الغذائية الإضافية لتأثير ارتفاع أسعار السلع الأساسية على برامج المعونات الغذائية الاميركية العاجلة وسيستخدم في تلبية الحاجات غير المتوقعة للمعونة الغذائية في أفريقيا وغيرها''، واضاف البيان أن المساعدات ستقدم من خلال وكالة التنمية الدولية الاميركية· وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو أمس الأول إن بوش ناقش القضية بشكل موسع مع اعضاء الحكومة وانه: ''قلق للغاية ويعتقد ان الدول (المتقدمة) تقع على عاتقها مسؤولية مساعدة المحتاجين''· وتتخذ المخاوف من كلفة الطعام صورة ملحة جديدة في الوقت الذي خلع فيه نواب في هايتي رئيس الوزراء بعد اسبوع من اعمال شغب متعلقة بالغذاء قتل فيها خمسة اشخاص على الأقل، واندلعت أيضا احتجاجات في الكاميرون والنيجر وبوركينا فاسو في افريقيا وفي اندونيسيا والفليين· وفي الامم المتحدة قال الامين العام للمنظمة الدولية بان جي مون ان نقص الغذاء الذي يزداد سوءا بسرعة في انحاء العالم ''وصل الى مستويات خطيرة''، وقال بان: ''نحن لا نريد فقط اجراءات عاجلة على المدى القصير لمواجهة الاحتياجات العاجلة الحرجة وتفادي المجاعة في كثير من المناطق في انحاء العالم وإنما نحتاج ايضا الى زيادة كبيرة على المدى الطويل في انتاج حبوب الغذاء·'' وقال في اجتماع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للامم المتحدة مع المنظمات التجارية والمالية الدولية ''سيضطر المجتمع الدولي ايضا الى القيام بعمل عاجل ومنسق من أجل تفادي العواقب السياسية والأمنية الأكبر حجما لهذه الأزمة المتزايدة·'' إلى ذلك قال وزير الزراعة الفرنسي ميشيل بارنييه أمس الأول إنه يجب على الحكومات أن تتحرك لوضع ضوابط لأسعار الأغذية المتزايدة ومنع قوى المضاربة من التحكم فيها، وقال بارنييه لإذاعة بي·اف·ام: ''لا ينبغي لنا ويجب علينا ألا نترك الغذاء لهؤلاء الناس·· لرحمة حكم السوق وحدها وللمضاربات الدولية''، واضاف: ''أعتقد انه يجب علينا نحن الأوروبيين أن نثير هذا السؤال في كل المنظمات الدولية''، وقال انه لا توجد قواعد عالمية رشيدة كافية في هذا الشأن· وأدى ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية إلى تأثيرات متباينة على دول الجنوب، فالطفرة الزراعية لم تنجح بعد في خفض معدلات الفقر بنسبة ملحوظة في الدول الكبرى المنتجة للغذاء في المنطقة وأن حسنت الماليات الحكومية، وفي البرازيل المجاورة اكبر مورد للفول الصويا في العالم سمحت عائدات الصادرات الزراعية بجمع احتياطيات ضخمة من النقد الاجنبي تعتبر بمثابة وثيقة تأمين وسط التقلبات المالية العالمية· ويقول يوشياكي ناكانو من جامعة ومؤسسة جيتوليو فارجاس في ساو باولو: ''استفادت البرازيل بشكل واضح من اسعار السلع الاولية المرتفعة· قبل سنوات قليلة لم تكن البرازيل لتصمد امام ازمة الائتمان العالمية الحالية على هذا النحو الطيب·'' وتشجع الاسعار المرتفعة المزارعين على العودة لأراض هجروها بين عام 2004 و2006 حين اشرف كثيرون على الافلاس بسبب الجفاف والآفات والارتفاع الحاد في سعر الريال البرازيلي مقابل الدولار· ولكن السباق نحو التوسع في الزراعة اثار مخاوف بيئية وبصفة خاصة في الأمازون، وأظهرت بيانات اخيرة تم جمعها عن طريق الاقمار الاصطناعية زيادة مساحة الغابات التي قطعت اشجارها بنسبة 13% معظمها في أكبر ولاية منتجة للفول الصويا في البرازيل وهي ماتو جروسو· كما تعاني الدول المنتجة للحبوب من ارتفاع تكلفة الغذاء بالنسبة لمشترين محليين تمشياً مع زيادة الطلب على التصدير، وسعت الحكومات الى تهدئة ارتفاع الأسعار بإجراءات ومستويات نجاح متباينة· وحظرت بعض الدول تصدير المواد الغذائية الأساسية أو فرضت قيوداً على الأسعار، ففي بيرو يجري الترويج لدقيق (طحين) البطاطا (البطاطس) كبديل للقمح بينما تشجع الارجنتين مواطنيها محبي اللحم البقري على تناول الدواجن لمواجهة ارتفاع اسعار اللحم البقري· واقتصرت جهود مكافحة التضخم في البرازيل على رفع أسعار الفائدة ولكنها لم تكن في مأمن، ويقول فيرناندا بارزيريس وهو في طريقه لشراء الخبز: ''هذا غير معقول· ربما اضطر للامتناع عن شراء الخبز بهذه الأسعار''· وارتفعت اسعار الخبز أكثر من عشرة في المئة في البرازيل هذا العام ويرجع ذلك في جزء منه للقيود على التصدير التي فرضتها الأرجنتين، وإذا كان متسوقون يتحملون عبء ارتفاع اسعار المواد الغذائية فينبغي ان يحتفل المزارعون· ولكن الانتعاش الزراعي في الارجنتين تسبب في نزاع مرير بين المزارعين والحكومة منذ ثلاثة أعوام ورفعت الحكومة الضريبة على صادرات فول الصويا في الشهر الماضي ووصفته بانه خطوة مهمة لتوزيع العائدات على السكان الفقراء في المدينة· ووصفت الرئيسة الارجنتينية كريستينا فيرنانديز الإضراب الأخير ضد زيادة الضرائب بانه ''احتجاجات الوفرة'' مضيفة ان المزارعين يتمتعون بأرباح قياسية بفضل سياسات الحكومة مثل إبقاء سعر البيسو ضعيفاً· وكثيراً ما تقارن بين الوضع في بلادها والوضع في البرازيل حيث أرباح مزارعي الفول الصويا أقل ويرجع ذلك إلى حد كبير لقوة العملة المحلية مقابل الدولار مما يرفع تكلفة الانتاح ويقلل العائدات بالمعايير المحلية· وفي بيرجامينو يشعر المزارعون بالإحباط، ويقول روبرتو كامبي رئيس فرع الجمعية الريفية الارجنتينية في البلدة ''لا أدري ما ذنب فول الصويا حتى يلقي مثل المعاملة·· يرجع اليه الفضل في انتعاش الاقتصاد الارجنتيني أو الريف على الأقل''·
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©