الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البحث عن التميز

27 مارس 2010 22:07
التميز كلمة تعشقها الأنفس الطموحة، المتطلعة لغدٍ مشرق، التواقة لما يحقق لها الرفعة والسمو والعلو والمكانة. فالطالب يجتهد في دروسه ومذاكراته ليحقق التميز، والمدرس يتفانى في تدريسه ليحقق التميز لنفسه ولطلبته. والموظف يطور نفسه ويجتهد في فهم واستيعاب المهام وكسب خبرات عملية وعلمية ليكون موظفاً متميزا. والأم المحبة والمبدعة تبحث وتسأل وتستشير وتقرأ وتشارك في المحاضرات والبرامج التدريبية لتتميز في بناء أسرة سعيدة وناجحة ومتميزة عن غيرها من الأسر. فالكل يسعى بطبيعة الحال لتحقيق التميز؛ لأن التميز عبارة عن فكرة يتبناها الفرد والمؤسسة والمجتمع فيسعون للوصول إليها بالتخطيط والجهد الفكري والمال والعمل. أن تكون متميزاً أمر ليس بالسهولة على الإطلاق في كثير من الأمور خاصة في زماننا هذا لكثرة المنافسة والتقدم والتطور، إلا إذا كنت أهلاً له. والأهلية هنا ليست بالعبارات والأماني والأحلام كما يفعل بعض الناس، وإنما هي تصميم وإرادة وصبرٌ جميل، فمن طلب العلا سهر الليالي. أن تكون متميزاً فهذا يعني أن هناك من تريد أن تتفوق عليه، فالضد يظهره حسنه الضد. ولولا التنافس لما ظهرت الإمكانات لدى البشر، ولما قامت كبريات الشركات بمنافسة مثيلاتها كل في مجاله واختصاصه، ولما ارتقت صغار الشركات لتنافس عمالقة الأسواق العالمية بالإبداعات والمخترعات وتنوع الإنتاج والأفكار التسويقية والدعائية، فالعقول طالما غذيت بالعلم والمعرفة والثقافة وسمح لها أن تفكر وثم تطرح مخاضها فيما يميزها ويظهر بصمتها الخاصة. انتهى ملتقى التميز يوم الأربعاء الماضي والذي أقيم في غرفة تجارة وصناعة أبوظبي على مدى ثلاثة أيام، تم فيه تقديم الأفكار والمعلومات والخبرات للمشاركين من قبل خبراء مختصين في مجال التنمية البشرية، حيث سعينا جاهدين أنا ومن كان معي من المحاضرين في نشر وعي فكرة «التميز» في مجالات عدة منها الشخصي والوظيفي والإداري والاجتماعي والتجاري والتربوي وغيرها. ولقد سعدنا كثيراً بما أبداه المشاركون من حماس وهمة ونشاط وتفاعل خلال الملتقى، واظهروا شغفهم في تطوير ذواتهم وتنمية أنفسهم. فهكذا هي همة أصحاب الهمم العالية، من لا يرضى بالقليل طالما لا يزال في الأفق سعة، وطالما لا تزال الأنفس حية متشوقة للتميز في مجتمع يمنح جوائز وشهادات التميز للأفراد والشركات والمؤسسات والأقسام والأعمال. وسؤالي لك عزيزي القارئ هو: هل تنتظر من يدعوك لتكون متميزاً؟!! عبداللطيف العزعزي dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©