قناة إيرانية جديدة بإدارة القطاع الخاص وإقفال صحيفة إصلاحية مشهورة

في الوقت الذي تزايدت فيه انتقادات الدول الغربية ومنظمات حقوق الإنسان والحريات الصحفية لإيران متهمة إياها بالتضييق على وسائل البث الفضائي والإعلام عامة أطلقت طهران قناة تلفزيونية جديدة (Samen TV) على القمر “أوتلساتز هوت بيرد” (E telsat’s Hotbird) بدأ من الرابع من مارس حسب نشرة “رابيد تي في نيوز” المتخصصة في متابعة البث الفضائي التلفزيوني. والقناة الجديدة مدعومة من “المعهد الثقافي ـ الفني للإمام أبو الحسن الرضا” حيث نقلت شبكة “بي بي سي” عن عضو مجلس المديرين في المعهد محمد كاشاني قوله إن “شعار هذه القناة الفضائية موجود على قمر “الهوت بيرد” منذ 30 أكتوبر الماضي الذي صادف عيد مولد الإمام الرضا إلا أن فترة البث التجريبي بدأت مطلع هذا الشهر”. وأضاف كاشاني أن “سامان تي في” ستركز على القيم الإسلامية والرؤى الدينية والمناقشات الاجتماعية معتبرا أن القناة مستقلة وممولة من الجمهور وليس لها ارتباط مع المؤسسات الحكومية او غير الحكومية معلناً أن القناة سوف تشغل كلياً بواسطة القطاع الخاص من خلال مجلس علماء دين وأساتذة جامعات وأن البداية سوف تكون بثلاث ساعات من البرامج بدء من الساعة السادسة مساء بتوقيت طهران. واستبعد مراقبون أن يكون للقناة الجديدة أي أثر إيجابي فيما خص الحريات الصحفية، ففي وقت متزامن مع إطلاقها تم إغلاق جريدة “اتماد” (Etemaad) وهي أهم صحيفة إصلاحية، ومطبوعتين أسبوعيتين هما “إيران دوخت” و”سينا” ليرتفع بذلك عدد الصحف المقفلة منذ انتخابات رئاسة الجمهورية في يونيو الماضي إلى ثمانية في حين تم منذ ذلك التاريخ سجن أكثر من مائة صحفي ومدون لا يزال 65 منهم على الأقل في السجون، حسبما ذكر سعيد كمالي دهغان في صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية (8 مارس الجاري) مضيفاً أن “اتماد”، التي تصدر منذ ثماني سنوات كانت تتمتع بنسبة توزيع مرتفعة نسبيا مع أكثر من 100 ألف نسخة و”كانت واحدة من أهم المطبوعات تأثيرا في إيران وخاصة في أوساط المثقفين”. ونقل عن رئيس تحرير الصحيفة، بهروز بهزايد، قوله لصحيفة “الغارديان” البريطانية: “إن مجلس الإشراف على الصحافة” أقفل صحيفتنا دون أن يعطينا أي سبب معين. إنه بالتأكيد قرار اعتباطي”. ومع ذلك فإن السلطات عادت وأفرجت مؤخراً عن أربعة من الصحافيين الذين سبقوا واحتجزوا في تظاهرات 27 ديسمبر الماضي الدامية، وذكرت “سي إن إن” في منتصف مارس الجاري نقلاً عن وكالة أنباء العمال الإيرانية أن الإفراج جاء مقابل كفالات مالية وصل بعضها إلى مائة ألف دولار وشمل عبد الرضا طاجيك وماشاء الله شمس الواعظين وبهرانغ تونكانبوني ومحمد جواد مظفر.. وأفرجت معهم عن البروفيسور محمد صادق رباني.