الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غادة الشقفة: أقفاص عصافيري من «الشيش طاووق» وأنحاز للفقراء بفن الكولاج

غادة الشقفة: أقفاص عصافيري من «الشيش طاووق» وأنحاز للفقراء بفن الكولاج
18 مايو 2009 00:59
يتسم فن الأشغال اليدوية بصبغة خاصة تتناغم فيها الموهبة مع الذوق والحس الفني الراقي، إذ يستخدم المرء يديه وحواسه في عمله فيغدو الإنجاز مختلفا عما لو قامت به أفضل أنواع الماكينات والآلات الحديثة. ينطبق ذلك على غادة الشقفة- المشرفة الفنية في "ملتقى أسرة جامعة الإمارات" التي شاركت مؤخراً في معرض للملتقى استقطب نتاج المبدعات والموهوبات في مجال الأشغال اليدوية. هواية واحتراف تبادر الشقفة بالتعريف عن هواياتها الفنية المتنوعة، وتقول: "مكنتني دراستي للتربية الفنية من تعلم تفاصيل فنية كثيرة غير الرسم بأنواعه (الزيتي والمائي والفحم والباستيل) فقد تعلمت الخياطة والحرق على الخشب وغيرها من الفنون التي دربت نفسي عليها، واكتشفت أنني قادرة على أدائها دون معلم، مثل فن "الديكوباج" وتغليف الهدايا بتصاميم مختلفة، وتطريز ونقش لآيات قرآنية داخل براويز.. وغير ذلك من الأشغال اليدوية التي يصنفها كثر على أنها فن سهل صعب". مشاركة فاعلة قدمت الشقفة في معرض الملتقى نماذج متنوعة من أشغالها، ولم تقتصر مشاركتها على فن محدد، تقول في ذلك: "قدمت خلال المعرض بعضا من أشغالي اليدوية، منها صناعتي من أعواد "الشيش طاووق" أقفاصا للعصافير، وكراسي وأغلفة للمصاحف، وعلب المناديل الورقية، وأباجورات يوضع بداخلها المصباح، وذلك عبر شراء هذه الأعواد الخشبية جاهزة من السوق وهي زهيدة الثمن، ثم قصها ورصفها بطريقة دقيقة جدا بحيث أحافظ على ترك مسافة محددة بين العيدان قبل عملية إلصاقها بمسدس الشمع اللاصق، وأستخدم كذلك خيوط القش وأضع قاعدة من الفلين لأثبت عليها القفص وبنفس الطريقة مع أشكال أخرى لا تتطلب قاعدة فلينية.. كما شاركت بأشغال فنية أخرى". فنون جديدة توضح الشقفة جماليات الأشغال اليدوية عامة، فهي تبهج النفس وتوحي بالجمال والأناقة، وتعرج إلى فن "الديكوباج" الذي مارسته بمحض الصدفة وقدمت أعمالا تجسده في المعرض، تقول عنها: "يعني فن "الديكوباج" القص واللصق، وهو شبيه بعض الشيء بفن "الكولاج" لكنه يعتبر من الفنون التي ظهرت بين طبقة الفقراء في أوروبا، وذلك لأنهم كانوا يستفيدون من مخلفات الأغنياء التي تشتمل على ورق الصحف والمجلات والصور وغيرها ويلونون بها أسقف وجدران بيوتهم، وذلك عبر قص هذه الصور جيدا مع لصقها على الجدار بلاصق الخشب الأبيض ثم وضع الألوان عليها بطريقة فنية حتى يضيع حد الصورة الحقيقي، ثم تمديدها وتكرارها لتبدو في النهاية وكأنها لوحة رسم فنية كبيرة الحجم وليست صورة تم لصقها! وقد طبقت هذا الفن على الفخار وصناديق المناديل الورقية وغيرها". ثمة لمسات إبداعية ابتكرتها الشقفة وأضفت من موهبتها على ذلك الفن الجديد، بحيث قامت بتحديثات عليه، تقول: "لا أقتصر في اشتغالي على فن "الديكوباج" على السائد من ابتكاراته الورقية كصور الصحف والمجلات! بل قمت بتحديث الفكرة واستعنت بأقمشة طبع عليها صور مثل القمصان والعقود والمناديل الورقية الملونة الجاهزة في الأسواق وتحتوي على صور للبحر أو الطبيعة وغيرها، وفي نهاية العمل يتم دهنه بالورنيش ليمنحه لمعانا ودواما أكثر.. فصعوبة هذا الفن تكمن في حرفية وبراعة قص الصورة بحيث نحافظ على حدها ولصقها بطريقة فنية". دقة ومهارة تعتبر غادة عملية صنع البراويز وما بداخلها من نقوش لآيات قرآنية، عملية غير مكلفة مادياً على الرغم من كونها تتطلب الدقة والمهارة، وتبين كيفية ذلك إذ تقول: "أشتري كرتونا صلبا جدا ثم أختار آية قرآنية مكتوبة بالخط العربي، سواء كانت متوفرة في شبكة الإنترنت أو في الصحف، وأقوم بطباعتها على الكرتون عبر ورق الكربون، ثم أقص الأحرف وأمسك كل حرف على حدة لألصق عليه خيوطا ذهبية أو فضية رقيقة جدا، وبعد الانتهاء من جميع الأحرف ألصقها على قطعة قماش سوداء، مستعينة في الآية الأصل بتجميع الأحرف لتكون نسخة مطابقة، ثم يتم تركيب البرواز الخشبي المناسب لها".
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©