الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كل عام وأنت أمي

21 مارس 2017 21:49
إليك يا مربية الأجيال.. وصانعة الرجال .. إليك يا نبض العطاء والخير والبركات .. إليك يا ينبوع الحب والحنان .. إليك أجمل تحية، وأعذب السلامات المغلفة بورود الياسمين ... أمي ... بالأمس كنت فوق الأرض مع الأحباب تمشين واليوم رحلت عن هذه الدنيا وودعت الأصحاب وفارقتي الخلان... أمي.. اسم لم أناديه منذ أكثر من 17 سنة، وها نحن اليوم ندخل في السنة الثامنة عشرة، لماذا لم أنادي به؟ لأنني منذ تلك الفترة وفي شهر رمضان فقدت والدتي وحبيبتي وقرة عيني رحمها الله، وطيب الله ثراها، والدتي التي شاءت إرادة الرحمن أن أحرم منها طوال هذه السنين التي تمر من حياتي، فسرقت مني الابتسامة والأمان، ولم تترك في قلبي سوى الهموم، السنين تركض بسرعة، ولكنني ما زلت مصدومة بعد مرور كل هذه السنين، فحبي لك محفوظ ومصان في القلب، وهو يكبر يوماً بعد يوم، ويحتاجك أكثر وأكثر، والهموم في عادتها تنسى بسرعة، إلا حزني وهمي على رحيلك عني سيبقى في عمق القلوب، ليس لأنك كنت تساعدينني وتعاونني يا أمي فقط،، بل لأنك أمي وحبيبتي وغاليتي وقرة عيني ومهجة فؤادي وكل شيء في حياتي، وذكراك لم ولن تمحوها السنين مهما طالت، لأن ذكراك خالدة يا أمي أنت الصدر الحنون للجراح الثقيلة والهموم المؤرقة. أنت الينبوع، الذي لا ينضب أبداً.. أنت الورد اليانع في طرق الشوك.. أنت الزهرة الفواحة، التي تنشر عبيرها في كل الأرجاء، ولا تبخل على أحد بهذه الرائحة. أنت الرئة التي أتنفس بها .. أنت قطعة من الكبد قد ذهبت مني من دون وداع أو سلام ولكن: وجود الناس ما فيه اختيار، فدنيانا ابتلاء واختبار، ولا يرجى لدنيانا دواء، ومن موت فلا يجدي فرار في الختام: لست ممن يؤمن بيوم الأم.. فكل الأيام هي لك يا غاليني لذا أسأل الله لي ولمن عانى مثلي الثبات في هذا الزمان، وجعل الله القرآن ربيع قلبي، وجلاء وذهاب همي وغمي وغم أبناء المسلمين جميعاً.... وأهمس في أذن أمي الحبيبة إن كانت تسمعني: إن كان قد عز في الدنيا اللقاء فمواقف الحشر القاك ويكفينا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©