السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمزجة الناس تصعب الأمر أو تسهله

أمزجة الناس تصعب الأمر أو تسهله
18 مايو 2009 01:00
تطرح بعض المشاكل والمعوقات نفسها بشدة، مما يستدعي البحث عن الحلول الناجعة لتجاوزها، حتى ترجع الأمور إلى نصابها، أو على الأقل يتم التخفيف منها، يمثل الازدحام والاختناقات المرورية التي تشنج الأعصاب وتقف مرات عديدة في وجه من هو مستعجل لقضاء حاجة ما بعض المشاكل المطروحة في الشوارع، يحصل ذاك أثناء التسوق أو لدى حضور إحدى الفعاليات التي تدأب أبوظبي على القيام بها، وخلال السنوات الأخيرة عندما طفت مشكلة "الباركينج" على السطح، ظهرت بعض الشركات التي تعمل في ميدان استيقاف السيارات وصفها بالسرعة اللازمة، حتى لا يضطر الشخص للبحث عن موقف قد يأخذ من وقته ساعات طويلة، أو قد يرجع لبيته دون القيام بالمهمة التي خرج من أجلها. الزبون ملك من بين هؤلاء الذين يعملون في هذا الميدان تامر فؤاد، مدير إداري لإحدى الشركات الكبرى التي تتولى استيقاف السيارات وصفها. يقول تامر فؤاد عن هذه المهمة: درست في مصر، وحصلت على شهادة جامعية في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في القاهرة، بدأت عملي في هذه الشركة برتبة مشرف، ومع مرور الوقت تعلمت أصول العمل وتدربت في الميدان فتغير وضعي الوظيفي من مشرف إلى مدير إداري في نفس الشركة لفرع أبوظبي، واليوم أنا أقف بنفسي في الميدان، حيث يتجاوز عملي الإدارة ويمتد لمواقف السيارات، فأعمل بنفسي وأنسق بين الناس والسائقين، وذلك لتقديم خدمة في المستوى المطلوب، حيث نستقبل الناس من مختلف فئات المجتمع، كما نستقبل السيارات المختلفة الأنواع التي تستدعي جميعها عناية فائقة، ولا فرق عندنا بين زبون وآخر، فكل من لجأ إلينا، وطلب هذه الخدمة هو جدير بأن يحظى بعنايتنا. خاصة أننا نتعامل من منطلق أن "الزبون ملك"، ويجب الاهتمام به إلى أقصى حد ممكن. لكن تبقى الضغوط ومفاجآت العمل واختلاف الأمزجة، جميعها تشكل صعوبات وتحديات يجب رفعها. صعوبات المهنة لا يخلو عمل من صعوبات، لكن بعض المهن تتميز بشيء من الخصوصية، ويتحدث تامر فؤاد عن عمله وعن المشاكل التي تعترض هذا العمل قائلاً: "بدأت الشركة بهذا العمل في صف السيارات في دبي، وبعد نجاح المشروع بدأنا التوسع في مختلف الإمارات، وعندما جئنا إلى أبو ظبي، لم تكن هذه الخدمة متوفرة فيها، طلبنا الترخيص من البلدية، وحصلنا عليه. الفكرة معتمدة في أمريكا بالأصل، وقد باشرنا العمل في كل من سوق الشانجريلا وفندقها، وكذا في فندق المنزل بأبو ظبي، كما نتعامل مع بعض المؤسسات التي تطلب منا تقديم خدمة صف السيارات خاصة أثناء قيام بعض الفعاليات، كالمؤتمرات والندوات والاجتماعات. ومن الصعوبات التي تطرح غالباً في ميدان العمل أن كل الزوار أو كل الزبائن يطلب خدمة رجال الأعمال، ومعاملة الناس المهمين (vIP) ويلحون على معاملتهم معاملة خاصة، وصف سياراتهم في أماكن مخصصة لفئة قليلة من الناس، كمن يطلب صفها مباشرة أمام الفندق، أو على مقربة من مكان الحفل، ومن الصعوبات الأخرى أيضاً أنَّنا عندما كنَّا نتفق مع إحدى المؤسسات التي تقيم الفعالية أو الحفل على صف 200 سيارة ونجهز المواقف لذلك ،فنتفاجأ بأضعاف مضاعفة من السيارات، مما يضعنا أمام موقف صعب يستدعي الكثير من الحذر في التعامل والفطنة، حتى تسير الأمور في هدوء دون إثارة مشاكل. فالمهم هو احتواء غضب الناس، خاصة أنّ العديد من زبائننا كانوا سريعي الغضب، الأمر الذي يعرض السائقين للضغط، البعض كان يطلب الحصول على الخدمة بأسرع مما هو ممكن، وآخرون كان يحلو لهم المكوث في السيارة أوقاتاً طويلة لتعديل ملابسهم، والنظر في المرآة، أو يتحدث في الهاتف، ومن النساء من تمضي وقتاً في تعديل مكياجها وتتعطر قبل الدخول، وربما يقومون بذلك للفت الانتباه والقول: "نحن مهمون"، ولكن الحاصل أن طابوراً من السيارات يقف خلفهم ينتظر دوره في صف سيارته." لوحة المفاتيح يقف تامر وسط الميدان يستقبل السيارات القادمة يوقفها ويطلب المفاتيح، ويسلم ورقة تحمل رقماً، فيما يضعها تامر ومعاونوه على لوحة كبيرة، عن سر هذا الاجراء، يقول تامر:"هذه العملية تسهل العمل وتقلل نسبة الخطأ الذي قد يحصل، أحياناً يحصل تشابك في المفاتيح والايصالات، ويأخذ أحد السائقين مفتاح سيارة أخرى، مرات، مما قد يسبب بعض الإرباك، وفي مثل هذه الحالات هناك من يتفهم الوضع وهناك من يصب غضبه علينا، وهذا من التحديات الكبيرة بالنسبة لنا حيث أمزجة الناس تختلف بين شخص وآخر. وهناك بعض الزبائن الذين لا يرغبون في الانتظار ولو دقائق قليلة، وما يحصل أيضاً أن مرتادي حفلة يتجاوز عددهم 600 شخص يخرجون دفعة واحدة، والكل يريد تسلم سيارته في نفس الوقت، أمر كهذا يمثل بالنسبة لنا صعوبة كبيرة، في تسليم السيارات لأصحابها، أما إذا كانت المؤسسة أو الشركة أو الجهة الراعية تعمل على إخراج الناس على شكل مجموعات صغيرة، فإنَّ الأمور كلها ستكون في أحسن حال، في بعض النشاطات قد يتطلب الأمر أكثر من 25 سائقاً خلال حفل واحد ضخم، لتوفير خدمات، ولعدم حصول إرباك في العمل." خدوش السيارة يحصل في بعض الأحيان، ونظراً لضغط العمل، أن تخدش بعض السيارات، فما العمل؟ وما هي الإجراءات المتبعة لإرضاء الزبون وتفادي غضبه؟ عن هذا يقول تامر:" نحن نعمل في ميدان يحتمل وقوع الأخطاء، وما قد يحصل معنا ونحن نقوم بخدمة صف السيارات، قد يحصل لصاحب السيارة نفسه، ولذلك نحن نتحمل كل التبعات، ونقوم بكل الإجراءات لتصليح السيارة، نأخذها إلى الورشة ونتابع إجراءات التصليح، وفي هذا الإطار فإننا لا يمكننا أن نشغل أي سائق دون رخصة سياقه، كذلك فإن كل السائقين والعاملين في الشركة هم على إقامتنا، وفي حالة كرر أحدهم حادثاً ثلاث مرات فإنه يفصل من العمل، أو يحول لعمل إداري أو يستقيل بنفسه، لأن سمعتنا في الأساس متوقفة على نظافة العمل، والسائق هو محور العملية كلها. ذروة العمل ويتحدث تامر عن الأوقات المزدحمة والتي تتطلب الكثير من النباهة موضحاً:نحن نعمل في أماكن مميزة جداً، ويطلب خدماتنا أناس مميزون، وتصل ذروة العمل خاصة في المساء عند حفلات العشاء، وأحياناً في الصباح حيث تقيم بعض الفنادق فعاليات خاصة، وكذا عند أبواب بعض الفنادق التي يغلب عليها طابع البيزنس، وفي كل الأوقات فإنَّ عملنا يستدعي الكثير من الصبر والحنكة والنظافة حتى نرضي جميع الزبائن، ولأنَّنا تعمل في الخارج فنحن نواجه صعوبات الطقس. نوفر سيارات بديلة ومن الأشخاص الذين يقومون بنفس العملية ويقدمون نفس الخدمة، تامر هاشم سعيد، وهو مشرف في إحدى الشركات، ويقول عن عمله: نقوم بخدمة صف السيارات خاصة أمام مركزي "الخالدية مول" و "الوحدة مول". وفي كل موقع لدينا ثلاثة سائقين خلال كل أيام الأسبوع، باستثناء أيام الخميس والجمعة والسبت فإن العمل يكون في ذروته، لهذا السبب نوفر أكثر من خمسة سائقين حتى نقوم بعملنا على أحسن وجه، وننظم عملنا بطريقة لا تسمح بالأخطاء الكثيرة، حيث نسجل نوع السيارة ورقم هاتف صاحبها وكذلك الخدوش فيها ومكانها إن وجدت، ويتسلم الزبون جزءاً من الورقة، ويبقى الجزء الآخر في حوزتنا، وهكذا إذا وقع أي خطأ فإننا نكون في مأمن، ومن الصعوبات التي تعترض عملنا هي توافد السيارات بأعداد كبيرة في وقت واحد، واستعجال الناس على صف سياراتهم واستلامها على وجه السرعة، ونواجه صعوبة في التعامل مع بعض الناس الذين يغضبون بسرعة ويصبون جام غضبهم على السائقين، لكن هناك بالمقابل أناسا يتفهمون ظروف عملنا، ويتجاوزون بعض الأخطاء التي يمكن أن تحصل، حتى أنَّ بعض الزبائن يأخذون مفاتيحهم ويذهبون للبحث عن السيارة دون إثارة أي مشاكل. وتعترضنا صعوبات كبيرة في حال حصول بعض الاصطدامات بين السيارات أو حصول بعض الخدوش فيها، وهنا يمكن اتخاذ بعض الإجراءات، التي تختلف حسب الزبون، فمثلاً هناك من يكون مؤمناً تأميناً شاملاً على سيارته فيأخذها ويذهب لتصليحها، وهناك من يرغب في تحميلنا المسؤولية كاملة، وبالتالي نقوم بكل الإجراءات ونأخذ السيارة للورشة لتصليحها وتوفير سيارة بديلة للزبون طوال مدة التصليح، حيث توفر الشركة سيارات بديلة احتياطا لوقوع بعض الحوادث.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©