الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحكم الإضافي» غريب في دورينا.. يرضي «اللجنة» ولا يقنع الأندية

«الحكم الإضافي» غريب في دورينا.. يرضي «اللجنة» ولا يقنع الأندية
17 فبراير 2015 21:55
معتز الشامي (دبي) مرت 16 جولة من دورينا، كان فيها الحكم الإضافي خلف المرمى، هو الضيف الجديد، وانتظر الجميع أداء تحكيمياً مختلفا، وإسهاماً في تقليل الأخطاء، ومعاونة قضاة الساحة على تقديم الأفضل، لكن هل تحقق شيء من ذلك؟!. خلال الجولات الماضية وبعد العودة من توقف الدوري لفترة بسبب كأس آسيا، ظن الجميع أن الأمر سيكون مختلفا والأداء أفضل، والمردود الفني مميزاً، ولكن لم يحدث ذلك، حيث تكررت الأخطاء نفسها، بل حدثت حالات جدلية أغلبها وقع أمام أعين الحكم الإضافي، وظن البعض رغم ذلك أن «الإضافي» لم يتخذ فيها قرارا يعين به حكم الساحة على الفصل في مثل تلك الحالات، ما جعله علامة استفهام كبيرة، أو لدى الكثيرين ممن انتقدوا دوره، وغريبا في دورينا، لعدم قناعة بعض مسؤولي الأندية بدوره، في الوقت الذي ترضى فيه اللجنة تماما عن المستوى الذي يقدمه، ما جعله صداعا في رأس الأندية واللجنة على حد سواء، ما أدى لزيادة الأصوات المطالبة بالبحث عن حلول أخرى والسماح بالحكم الأجنبي، بل وتعالت أصوات للمرة الأولى تطالب بالبحث عن بديل طالما كان يتعلل البعض بأن دوره ينحصر في التأكد من دخول الكرة للمرمى من عدمه، وليس التدخل لضبط حالات المخالفات الصريحة داخل منطقة الـ 18 أو خلافه. والبديل في نظر هؤلاء هو الاستعانة بتقنية عين الصقر، أو التي يطلق عليها تكنولوجيا خط المرمى، وهي التي رفضها اتحاد الكرة ولجنة دوري المحترفين بسبب ارتفاع تكلفتها التي تتخطى مليوني دولار في الموسم الواحد، أي ما يوازي ميزانية لجنة الحكام بالكامل طوال الموسم بما فيها تكاليف المعسكر. وعلى الجانب الآخر يرى المعسكر المؤيد للتجربة ضرورة الصبر على «الإضافي» وعدم التسرع في التعامل معها خاصة وأنها تتطلب وفرة العناصر القادرة على إدارة مباريات بحجم دوري الخليج العربي، لاسيما أن معظم من تتم الاستعانة بهم، هم من قضاة الدرجتين الأولى والثانية وأغلبهم لم يتول إدارة مباريات دوري الخليج العربي، ويحتاج للخبرة للتعاطي مع ضغوط مثل هذه المباريات. ويرى أصحاب هذا الرأي أن نسبة الأخطاء داخل منطقة الـ 18 بالنسبة لقرارات القضاة، قلت كثيرا ولكنها لا تزال موجودة، في ظل أن القرار في النهاية تقديريا يخضع لتفسيرات مختلفة، بحسب زاوية الكاميرا التي سجلت المشهد الخاص بنفس اللعبة الواحدة، التي قد يختلف عليها رأيان تحكيميان. والمجمل العام كانت المقارنات الرقمية الخاصة بالأداء التحكيمي لدى لجنة الحكام مرضية للغاية، حيث أدار 16 حكم ساحة مباريات الدور الأول، بجانب 21 مساعدا و29 حكما إضافيا، بينما النسبة الخاصة بالحالات الصحيحة التي حدثت داخل منطقة الجزاء بلغت 88% عكس الموسم الماضي الذي كانت النسبة فيه 71%، من واقع أرقام وإحصائيات اللجنة، كما أن التدخل الصحيح في حالات التسلل وصل إلى 85% بينما الموسم الماضي بلغ 78%، والنسبة الخاصة بالأخطاء وسوء السلوك كانت 71% وفي الموسم السابق 63%، أما الحالات الصعبة في تجاوز الكرة لخط المرمى من عدمه كان 100% مثل العام الماضي. من جانبه، رفض محمد عمر رئيس لجنة الحكام الانتقادات التي توجه للحكم الإضافي والتي يعتقد أصحابها أن الحكم الإضافي مطلوب منه الإشارة بيده أو التدخل في الكرات المختلفة للعب، مشيرا إلى أن الهدف من الدفع بالحكم الإضافي ليس ذلك تماما. وقال: «الحكم الإضافي قراره استشاري ويجب أن يعي الناس ذلك، فهو دوره ليس إلا دعم حكم الساحة عبر تقديم مشورته صوتيا عبر الهاتف المشترك بينهما، ورغم ذلك هناك حالات يتدخل فيها الحكم الإضافي وكل التدخلات التي قام بها خصوصا في مسألة مدى عبور الكرة لخط المرمى من عدمه، كانت صحيحة تماما». وأضاف: «لدينا براهين وأدلة على أن الحكم الإضافي حقق النقلة المطلوبة وقدم مستويات مميزة منذ بداية الموسم، عبر رصد الحالات الصحيحة ونسبة القرارات السليمة التي اتخذت، وتقليل الأخطاء الفنية والإدارية، ولكن البعض يعتقد أن وجوده سيمنع الأخطاء ويقضي عليها تماما، وهذا كلام غير دقيق، لأن الأخطاء جزء أصيل في كرة القدم، خاصة وأنها تقديرية». وتابع: «حالات مباريات الظفرة وعجمان، والفجيرة والإمارات، الكل تحدث عن أن الكرة عبرت خط المرمى ولكنها لم تعبر أبدا، ما يعني أن كل قرارات الحكم الإضافي التي تدخل فيها مع حكم الساحة كانت سليمة 100%، وبالتالي من ينتقد الحكم الإضافي أو يتحدث عن عدم أهميته، هو يبحث عن شماعة لخسارة فريقه فقط، وحتى إذا لم يتدخل في قرار حكم الساحة فالأمر يعتبر تقديريا وليس ضروريا بالنسبة له. أمين: المردود أقل من الطموح دبي (الاتحاد) أبدى صلاح أمين الحكم الدولي السابق، وخبير التحكيم وعضو مجلس دبي الرياضي حاليا، أنه غير مقتنع بوجود مردود إيجابي مميز للحكم الإضافي بعد 16 جولة من بداية الدوري، وهي فترة يراها كافية لضرورة الوقوف لتقييم العمل بشكل عام بالنسبة للقضاة. وقال: «كان من المفترض أن نرى مردودا أفضل للحكم المساعد الإضافي، وليس أن تكون اغلب القرارات منحصرة بين قاضي الساحة وقضاة الراية فقط، وبالتالي أرى أن المردود قليل وليس على مستوى الطموح وهناك أخطاء لا تزال تتكرر بالفعل وبعضها يتسبب فيها تردد الحكم الإضافي أو عدم إسهامه بجرأة في قرارات حكم الساحة». ولفت إلى أن دور الحكم الإضافي مهم للغاية ويقوم بمهام واسعة في الدوري الأوروبي، لذلك تم تعميمه من قبل الاتحاد الأوروبي، بينما في دورينا لا يزال الأمر بعيدا عن المستوى المنتظر. وأضاف: «هناك حالات وقعت بالفعل تعكس ضعف مستوى الحكم الإضافي في كثير من المباريات، وهي أدت لخسارة فرق لنقاط مباريات، واعتقد أن مستوى الحكام الإضافيين المساعدين، ليس على نفس مستوى قضاة ملاعب الساحة، الذين عادة ما يكونون حكام درجة أولى ودوليين، وبالتالي تسند لهم مباريات دوري المحترفين، بينما الحكم الإضافي اما من الدرجة الأولى الذين لم يقودوا من قبل مباريات للمحترفين أو حتى من الدرجة الثانية، ومعنى ذلك أن هذا الحكم ليس لديه التركيز أو الألمام الكافي. أعترف بأن بعض التدخلات لم تكن سليمة الجنيبي: صنع الفارق ويحتاج للتأقلم فقط دبي (الاتحاد) أكد الحكم الدولي عمار الجنيبي أن وجود الحكام الإضافي خلف المرمى، هذا الموسم اسهم في صناعة الفارق بشكل اكثر إيجابية وساعد الطاقم الذي يدير المباريات، وهو ما انعكس على ارتفاع مستوى التحكيم مقارنة بالموسم الماضي، مشيرا إلى أنه حتى رغم وقوع بعض الأخطاء، فذلك لا يقلل أبدا من القيمة الفنية والنفسية التي بات يسببها وجوده. وقال: «المهام الأساسية للحكم الإضافي تتعلق بتأكيد عبور الكرة أم لا، وكانت هناك 4 حالات هذا الموسم وكان قراره فيها صحيحا، وذلك رغم الجدل الذي أثير في جميع المرات حول ما إذا كانت الكرة قد عبرت الخط أم لا». وأضاف: «الشارع الرياضي يعتقد أن الحكم الإضافي مسؤول عن قرارات ضربات الجزاء أو غيرها، فهو رأيه استشاري ويبلغنا صوتيا في الهاتف المشترك مع حكم الساحة، ولو رأى حكم الساحة أنها تستحق أن يحتسبها فورا». وأوضح «الحكم الإضافي ساعدني كثيرا منذ وجوده هذا الموسم رسميا في جميع مباريات المحترفين، ورغم ذلك كانت هناك حالات قليلة للغاية لم يكن خلالها تدخله بالرأي سليما، وهذا يحدث حيث تختلف زوايا الرؤية بيني وبينه بحسب الحالة وشدتها وبحسب ما أراه مناسبا». وأعترف الجنيبي أن خبرات معظم القضاة الإضافيين لا تزال قليلة مقارنة بحكام الساحة، خاصة وأن وجود حكمي ساحة إضافيين للوقوف خلف المرمى يتطلب وفرة أعداد كبيرة وقد عملت اللجنة على إعداد الكوادر الوطنية من قضاة الملاعب لهذا الدور وقامت بجهد محمود للغاية. وقال: «خبرات الحكم الإضافي ستزيد مع الوقت ولكن يجب الصبر على التجربة حتى تقيم بشكل كامل وأعتقد أن المردود سيرتفع بشكل أكبر خلال الموسم المقبل، وأيضا خلال الجولات المقبلة». ورحب الجنيبي بوقوف القضاة أصحاب الخبرة خلف المرمى، قال: «نحن نرحب بذلك ولكن ضغط المباريات وكثرتها وراء اضطرار اللجنة لمنحنا المباريات الأساسية، لاسيما أن لكل جولة تحتاج 7 قضاة أساسيين للساحة و17 حكما خلف المرمى، وهو عدد كبير ويتطلب المزيد من العمل، بينما حكم الساحة يصعب عليه تحكيم يومين متتاليين في الجولة، مشيراً إلى أن الاستعانة بتقنية خط المرمى لن تفيدنا». علي حمد: عدم فهم طبيعة العمل وراء الانتقادات دبي (الاتحاد) أكد علي حمد نائب رئيس لجنة الحكام، أن عدم فهم طبيعة وآلية عمل الحكم الإضافي وراء حالة الخلط في التعامل مع القرارات التي تصدر سواء منه أو من حكم الساحة، وشدد على أن هناك حالات تتخذ يكون قرار حكم الساحة سليما، وقال: «كيف يتدخل الحكم المساعد بالإشارة أو الإماءة والقرار سليم من جانب حكم الساحة، فهذا لا يجوز». وشدد حمد على أن هناك وصفا وظيفيا لكيفية عمل الحكم خلف المرمى وكيفية تحركه وتدخله بالقرارات، وقال: «الحكم خلف المرمى لا يجوز له أن يشير لأي حكم، سواء من يقف في الساحة ويحمل الصافرة أو لمن خلفه ويحمل الراية، ولكنه يحمل عصا إلكترونية حتى يعطي نبضات للحكم تنبهه للرأي الذي سيقوله له عبر الهاتف، وبالتالي فهو يعمل في صمت ويقف فقط ليراقب الحالات من زاوية لا يراها حكم الساحة، ومن ثم عندما يتخذ قرارا ويبلغ به حكم الساحة يكون هنا رأيه استشاريا وقد لا يأخذ به حكم الساحة متى ما كان متأكدا من قراره الذي سيتخذه هو، وقد حدثت حالات كثيرة بالفعل هذا الموسم، سواء تلك التي تدخل فيها الحكم الإضافي بشكل سليم أو حتى في عدم الأخذ باستشارته بسبب اختلاف زوايا الرؤية بينه وبين الحكيم. وتابع: «حتى الآن كل الأرقام والمؤشرات تؤكد أن دور الحكم الإضافي إيجابي، وأن قرار الاستعانة به مفيد للغاية، ويكفي أنه يعتبر تأهيلا مستقبليا لعدد كبير من القضاة بالدرجة الأولى قبل منحهم الفرصة أو تصعيدهم لدوري المحترفين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©