الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجشع و«سقطة» الاقتصاد

الجشع و«سقطة» الاقتصاد
18 مايو 2009 01:33
يقال إن من يخاطر ويجازف بماله أو مال غيره، تكثر سقطاته وأخطاؤه.. وربما أزماته، ولكن حين يكون المجازف والمخاطر هو اقتصاد العالم برمته.. فعندها يجب ان نتقبل حدوث أزمة اقتصادية بالحجم الذي نراه اليوم، وربما بحجم أكبر. أحد الشباب العرب التحق بعمل في بلد آخر، ثم بدأ بترتيب حياته فاشترى سيارة جديدة وحصل على مسكن جيد، وتوج مشواره حين تزوج بفتاة أحلامه.. ولكن.. ما هي إلا أشهر حتى امتدت "أنياب" الازمة العالمية إلى الشركة التي يعمل بها، فتم الاستغناء عن خدماته، حاله في ذلك حال الكثيرين من فاقدي الوظائف بالعالم، فانتهت الاحلام وتحولت أدوات الرفاهية إلى كوابيس لا يعرف كيف يسدد أقساطها.. هذا الشاب يظن ان شركته ظلمته وتسببت له بمآسي الحياة، غير انه لا يعلم أنَّ السبب الحقيقي وراء معاناته هو شيء آخر.. هو الجشع والطمع اللذان سيطرا على اقتصاد العالم وتسببا في الازمة. في السنوات الأخيرة ساد الاندفاع والجرأة المفرطة، عمليات اغلب المؤسسات الاستثمارية بالعالم، كان يشاع ان دافعها هو الحراك الاقتصادي، وارتفاع معدلات الطلب العالمية، ولكن كان البحث عن الثروات، يختبئ وراء كل ذلك... وهو ما دفع الاقتصاد إلى التخلي عن مبادئ اتبعها لسنوات، فكان هذا "السقوط". يجب ان نشير الى "الحوكمة"، وهي مصطلح اقتصادي مهم، تلزم الشركات بمبادئ كثيرة منها عدم المخاطرة بأموال المستثمرين، او دخول استثمارات ذات معدلات مخاطرة عالية، ولكن اغلب الشركات تخلت عن هذا المبدأ قبل ظهور الازمة، حيث لم تلتفت الى معدلات المخاطر الآخذة في الارتفاع، وأفرطت في توسيع عملياتها، للظفر بأكبر حصة من السوق، ولكن.. ما لبثت الامور ان انقلبت، فأصبح "الجشعون"، لا يريدون سوى البقاء.. والمحظوظ منهم يحلم بالخروج بأقل الخسائر. وما حدث في الاقتصاد العالمي، لم يكن بعيداً عن اسواقنا، ففي خضم موجة الارتفاعات والمكاسب التي كنا نظنها لن تنتهي، ركب الاغلبية موج البحر العالي سعياً وراء الصيد الذي كان وفيراً، قبل ان يختفي ويصبح الحصول عليه صعباً، فقد ظهر ما يشبه "المد الاحمر" في مياه الاقتصاد. الكثير من شركاتنا، أجاد التغني بنغمة الحوكمة، ولكنها انجرفت في التيار، واليوم اصبح "المنجرفون" يرضون بالقليل، فقليل دائم خير من كثير سرعان ما يزول، ويبدو ان "مبادئ" البعض كانت مجرد مقاطع غنائية ومعزوفات موسيقية، تبهج النفس ولا تزيل الهم. حسين الحمادي hussain.alhamadi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©