«الذات في السرد الروائي» جديد محمد برادة

صدر حديثاً عن دار أزمنة في العاصمة الأردنية، عمان كتاب جديد للناقد محمد برادة بعنوان «الذات في السرد الروائي.. دراسات نقدية» ويقع في 266 صفحة من القطع المتوسط، وزُيّن غلافه بلوحة للفنان العراقي رافع الناصري. في هذا الكتاب يواصل الناقد محمد برادة متابعاته المتقصيّة لكل جديد في النصوص الروائية العربية، آخذاً على عاتق مشروعه التنقيب في المضامين المتصلة، أو المختلفة، التي تميّز خارطة الكتابات العربيّة الحديثة للرواية بوصفها أحد تمظهرات الذات العربيّة المثقلة بالفاجع العمومي المهيمن على حياتها في أقطارها كافةً، بصرف النظر عن التباين في الدرجة والتمظهر والنسبة. واختارَ برادة في كتابه هذا من مقالاته ما يناسبُ فكرةً ساورته ما كانت لترسخ إلاّ بسببٍ من التقاطه لعناصرها الموزعة على مجموعة كبيرة من الروايات العربية، وعددها أربعون رواية غطّت مساحات مهمة في جغرافيا هذه الإبداعات. وفي تقديمه للكتاب بعنوان «40 رواية عربية تسائل الذات والمجتمع» يقول «المقالات والتحليلات التي أقدمها في هذا الكتاب، هي حصيلة قراءة ومتابعة على امتداد سبع سنوات (2000-2007) لنماذج من النصوص الروائية (40 رواية) الصادرة في الفضاء العربي، والتي تلفت النظر بتصادي الأشكال والثيمات والنزوع إلى التجديد، على رغم اختلاف «الرومانيسك» المحلّي المكون لقُماشة كل نص». ويبيّن محمد برادة عِلّة عنايته بالخطاب الروائي بالقول «لعل من بين أسباب اهتمامي بالخطاب الروائي، وتحليل أشكاله وتأويل دلالاته، أنني كنت أجد فيه، منذ الخمسينيات، فسحة من القول تضيء لي معالم من المشهد المشحون بالإيديولوجيات الثورويّة، وطبقات الكلام المتخشب، المبشّر بآمال ستتكشف عن هزيمة 1967 التي أيقظت الحاجة إلى خطاب مختلف، ينبع من أعماق الذات المجروحة، ويحفر لها سنن البوح لاستعادة وجودها المتوازي تحت ثقل الحكم الفردي». وارتكز الناقد في دراساته للنصوص على ثلاثة عناصر هي : الاهتمام بالشكل وطرائق السرد، والنص الروائي ينتج معرفة ومتعة، والرؤية إلى العالم. كما قام بتقسيم كتابه إلى قسمين هما: كتابة الذات عبر السيرة والتخييل، ومساءلة المجتمع والتاريخ روائياً.