ميونيخ، هامبورج (د ب أ) - رغم الاتهامات الموجهة لوزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسوجوتنبرج بسرقة مقتطفات من رسالته للدكتوراه، أعرب غالبية الألمان في استطلاع حديث للرأي عن رغبتهم في بقاء الوزير بمنصبه. وأظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد “إمنيد” لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من مجلة “فوكوس” الألمانية نشرتها على موقعها الإلكتروني أمس، أن 68% من الألمان يؤيدون بقاء جوتنبرج، بينما رأى 27% فقط من الألمان أنه يجب عليه الاستقالة عقب تلك الاتهامات، في حين لم تحدد نسبة 5% رأيها إزاء الأمر.
وأعرب المدير التنفيذي للمعهد الذي أجرى الاستطلاع، كلاوسبيتر شوبنر، عن اعتقاده بأن تلك الاتهامات لن تمثل خسارة سياسية لجوتنبرج. وقال شوبنر “حتى لو تخلى جوتنبرج في النهاية عن درجة الدكتوراه، فإن ذلك سيجعله أكثر إنسانية أمام الناس”.
وأضاف أن “الألمان يتسامحون مع من يعترف بنقاط ضعفه ويندم على أخطائه”. وذكر شوبنر بأن درجة الدكتوراه ليست شرطاً لصناعة سياسي جيد. وكان جوتنبرج اعترف أمس الأول بارتكاب أخطاء غير متعمدة في رسالته وتقدم باعتذار، إلا أنه نفى عزمه الاستقالة من مهام منصبه.
وفي سياق متصل كشفت مجلة “دير شبيجل” الألمانية أن تسوجوتنبرج استعان أيضاً في رسالته بخدمات علمية من البرلمان الألماني (بوندستاج). وأوضحت المجلة على موقعها الإلكتروني أمس أنه يسمح لنواب البرلمان باستخدام الخدمات العلمية للبرلمان فقط في إطار مهامهم البرلمانية.
وجاء في التقرير أن جوتنبرج أعطى تكليفاً بصفته نائب برلماني عن الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري بإجراء البحث الذي أضافه بعد ذلك إلى رسالته للدكتوراه دون تعديل تقريباً. وأوضحت المجلة أن المستشار الوزاري، دكتور أولريش تاملر، أعد لجوتنبرج بحثاً بعنوان “الإشارة إلى الرب في الدستور الأميركي وحكم المحكمة العليا بالفصل بين الدين والدولة”.
وأضافت المجلة أن تاملر أنهى البحث المكون من عشر صفحات في 13 مايو عام 2004، وسلمه بعد ذلك إلى المكتب النيابي لجوتنبرج. ووفقاً لتقرير المجلة، لم يشر جوتنبرج إلى اسم تاملر في سجل المصادر بالرسالة، إلا أنه ذكر فقط اسم العمل في الصفحة رقم 391 في رسالته. وأشار إلى أن هذا البحث تم بتكليف منه في إحدى الملاحظات الهامشية بالرسالة.
ويذكر أن جوتنبرج نفى بشدة الأربعاء الماضي أن يكون أحد موظفيه عاونه في الإعداد العلمي لرسالته. وكانت تقارير إعلامية ذكرت من قبل أن عدد الكتاب الذين “اقتبس” الوزير عبارات خاصة بهم في رسالته ارتفع إلى 15 شخصاً، من بينهم وزير الدفاع الأسبق روبرت شولتس.
عدد اليوم
