الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

70% من مرضى السكري يعانون اعتلالاً بالشبكية

70% من مرضى السكري يعانون اعتلالاً بالشبكية
19 فبراير 2012
إبراهيم سليم (أبوظبي)- كشفت البحوث العلمية التي ناقشها المؤتمر الدولي لطب العيون 2012 ، عن تعرض 70% من مرضى السكري باعتلالات بالشبكية بعد مرور من 10 إلى 15 سنة من الإصابة بالسكري، لافتة إلى أن الأثار الجانبية تزيد كلما زادت سنوات الإصابة، ما قد يعرض البعض للعمى في حالة التهاون في التعامل مع مرض السكري. وناقش المؤتمر، في ثالث أيامه أمس، قضايا التشخيص الخاطئ لمرض القرنية المخروطية والجديد في علاج الشبكية، حيث استعرض المؤتمر الذي يقام في أرض المعارض بأبوظبي، نحو 1000 ورقة عمل على مدى 100 جلسة عمل تناولت مختلف تخصصات طب وجراحة العيون بحسب الدكتور صالح المصعبي- رئيس اللجنة العلمية المحلية المساعدة للمؤتمر ورئيس قسم العيون بمدينة الشيخ خليفة الطبية. يذكر أن المؤتمر العالمي لطب العيون 2012 شهد مشاركة أكثر من 2200 متحدث عالمي مرموق، يناقشون أحدث المستجدات والتقنيات في مجال صحة العين، ويقام على هامش المؤتمر معرض لمنتجات وخدمات العناية بالعين، تشارك فيه أكثر من 175 شركة محلية وإقليمية ودولية، لعرض أحدث الابتكارات في مجال طب العيون والمنتجات والخدمات ذات الصلة بذلك. وتمثل هذه الفعالية الدورة الثالثة والثلاثين من المؤتمر العالمي لطب العيون الذي يقام تحت راية المجلس الدولي لطب العيون، وفي تنظيم مشترك مع الدورة الثانية عشرة من المؤتمر الدولي لمجلس الشرق الأوسط وأفريقيا لطب العيون. وألقت الأوراق الضوء على مشكلة انتشار السكري في دول الخليج، والذي يعد من أعلى المستويات عالميا، التي يزيد من حدتها ندرة أطباء العيون لمواجهة تداعيات الإصابة بهذا المرض على العيون. ناقش المؤتمر عدداً من الحلول لهذه المشكلة من بينها التشخيص عن بعد لمرضى السكري لتلافي الازدحام على العيادات وربط العيادات والمراكز التي تعالج السكري مع العيادات ومراكز وأقسام العيون لإجراء الفحص من خلال الربط الإلكتروني ليتمكن طبيب العيون من متابعة العديد من المرضى والتعرف على الحالات الأكثر خطرا والتي تحتاج للفحص الفوري. وتعد هذه الوسيلة الأحدث عالميا والتي بدأت تطبق في أميركا وأوربا كما تطبق منذ فترة بمدينة خليفة الطبية.وأوصت جمعيات العيون العالمية بالتوسع واستخدام هذه التقنية للحد من العمى ومكافحته. وقال الدكتور المصعبي إن الدراسات والأبحاث المقدمة في المؤتمر كشفت عن إصابة 70% من مرضى السكري باعتلالات شبكية العين بعد مرور من 10 إلى 15 سنة من إصابتهم بالسكري. وقد تم التركيز على بعض الأمراض المنتشرة في المنطقة، وتحدث 8 خبراء عالميين عن أحدث التقنيات المستخدمة في علاج عدد من أمراض العيون في جلسة عمل بعنوان «ما هو الجديد في علاج أمراض شبكية العين الناتجة عن مرض السكري»، حيث تناول الدكتور «بيتر ويدمان» من ألمانيا استخدامات التصوير المقطعي لشبكية العين و دوره في تشخيص المرض في حين تحدث الدكتور «امود جبتا» عن حالات تجمع المياه في الشبكية و تناول الدكتور «نوبار» موضوع استخدامات الليزر في علاج هذه الحالات. الحقن داخل العين وتناول مشاركون في جلسة تعنى بأمراض الشبكية، دور الحقن داخل العين ببعض الأدوية في تحسن حالة الشبكية المصابة بتورم الشبكية المصاحب لأمراض السكري، وكذلك تمت مقارنة الأدوية المتوفرة من حيث النتائج وحدوث المضاعفات. التشخيص الخاطئ للقرنية وقال «مايكل بيلن» أستاذ طب العيون وعلوم البصر في كلية «أريزون» بالولايات المتحدة الأميركية، إن نحو 11,6 % من حالات القرنية المخروطية يجري تشخيصها على نحو خاطئ، وأضاف «يتسبب المرض في حدوث تشوّه بارز في العين لتظهر في شكل مخروطي جاحظ، وربما يؤدي إلى تشويه الرؤية واعتلال القدرة على القيادة أو القراءة بصورة طبيعية، ويصيب المرض واحدا من بين كل 2000 شخص، ويعد من أكثر حالات أمراض القرنية شيوعا، ويأتي التشخيص الخاطئ لمرض القرنية المخروطية نتيجة للنظر إلى المظهر الجاحظ للقرنية بمعزل عن العناصر الأخرى التي تدل في حد ذاتها على الإصابة بالمرض». وأشار «بيلن» إلى أن تحدب قرنية العين لا يرتبط بمرض محدد وينطوي على عدد من الادعاءات الزائفة، حيث من الممكن أن يعاني الشخص من تحدب قرنية العين ويتمتع في الوقت ذاته ببصر طبيعي، مؤكدا حدوث الكثير من الالتباس في تشخيص مرض القرنية المخروطية. ولتوضيح ما يتحدث عنه، عرض الدكتور «بيلين» عدداً من الصور لحالات لا دليل فيها على وجود تحرك مركز القرنية وهو من الأعراض الشائعة لمرض القرنية المخروطية، قائلاً: «تستخدم غالبية الدراسات المنشورة المعايير ذاتها لتضمن ما نقبله كمعيار للاستثناء، فنحن بحاجة إلى تحسين تقنياتنا من أجل التشخيص الايجابي للمرض». وخلال الجلسة ذاتها، جرى مناقشة مرض القرنية المخروطية على مستوى الخلية، حيث استعرضت د. «ديبيكا باتيل»، أستاذ مشارك في طب العيون من جامعة «أوكلاند» النيوزلندية، دراسة أظهرت أن كثافة القرنية (الخلايا التي تساعد في المحافظة على شفافية القرنية وبقاء قدرتها على الشفاء) كانت أقل بنسبة 25% في حالات مرضى القرنية المخروطية الذين يستخدمون عدسات لاصقة مقارنة بالقرنيات التي تستخدم العدسات المزروعة، حيث لم يلاحظ أي فرق في الحالات التي لا تستخدم فيها العدسات اللاصقة. وأشارت «باتيل» إلى أن مرض القرنية المخروطية في نيوزلندا يشكل أكثر من 40% من حالات زراعة القرنية، لافتتا إلى أن الغالبية العظمى من الحالات يمكن التعامل معها باستخدام نظارات العيون أو العدسات اللاصقة. وعلى الرغم من أن نسبة صغيرة من حالات القرنية المخروطية تحتاج إلى تدخل جراحي؛ إلا أن المجال يشهد تنامي الاهتمام بالخيارات الجراحية. وقد تطرق كل من د. «تشارلز مك- غي»، من جامعة «أوكلاند»، و «جوسي جويل»، أستاذ مشارك في طب العيون بجامعة «أوتونوما» في برشلونة بإسبانيا، إلى بعض من الخيارات القديمة والجديدة في هذه الجراحة واستعرضوا مزايا وعيوب كل منها، وشمل ذلك زراعة القرنية الكاملة التقليدية، زراعة الطبقات الأمامية من القرنية، تثبيت القرنية و استخدام لايزر القرنية بالإضافة إلى العدسات المعالجة للتحدب. تدريب الأطباء حديثي التخرج وفي جلسة أخرى تحدث 10 خبراء عن كيفية إنشاء برامج تدريبية للأطباء حديثي التخرج و كيفية إنشاء برنامج تعليمي للتدريب الجراحي والطبي يتم من خلاله التأكد من أن الطبيب المتدرب قد استوفى الشروط المطلوبة حتى يحصل على شهادة التخصص في طب و جراحة العيون. وتم تخصيص ورشة عمل لكيفية إجراء البحث العلمي وقد شهدت حضورا كبيرا من الأطباء الشبان المتشوقين لإجراء البحوث العلمية بمنظمة الشرق الأوسط وتناول الخبراء في الورشة التي حملت عنوان «كيف يمكن كتابة البحث العلمي» مراحل إنجاز الأبحاث العلمية من ورود الفكرة و حتى صياغة البحث النهائية. عيوب الإبصار في المجتمعات العربية من جانبه كشف الدكتور خالد الشريف استشاري طب وجراحة العيون مدير مراكز الشريف للعيون في مدينة دبي الطبية عن انتشار عيوب الابصار - التي تعني احتياج الإنسان إلى نظارة أو عدسات لتصحيح الرؤية - في الدول العربية عموما حيث تصل نسبة الذين يعانون من عيوب الأبصار إلى 45% بينما تصل في الدول الأوروبية إلى 35% وفي دول آسيا عموما تزيد على 55%. وتحدث عن أهم إنجاز تحقق خلال السنوات العشر الأخيرة في مجال طب العيون وهو عبارة عن تقنية حديثة لعلاج مرض القرنية المخروطية الذي يصيب نسبة كبيرة من الأطفال والشباب وهو مرض ينتشر بصورة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط ويصيب واحدا من كل 400 شخص في الدول العربية بينما يصيب واحدا من 4 آلاف شخص في الدول الأوربية، مشيرا إلى أن المرض يؤدي إلى تدهور تدريجي في حدة الإبصار ويحتاج المرضى في نهاية المطاف إلى زراعة القرنية. وأشار إلى أن التقنية الحديثة لعلاج هذه الحالة تتلخص في العلاج المبكر للقرنية المخروطية تجرى من خلال مسارين للعلاج الأول إعطاء قطرات فيتامين ب2 والثاني تثبيت القرنية من خلال جهاز الأشعة فوق البنفسجية التي يتم تركيزها على سطح القرنية، حيث وضح جليا أن قطرات الفيتامين تتفاعل مع الأشعة في قرنية المريض لتجعل أليافها أكثر صلابة وقوة وتمنع تدهورها. ونصح الدكتور خالد الشريف الأسر التي لديها أطفال يعانون من مرض القرنية المخروطية بسرعة الفحص المبكر والعلاج حتى لا يضطرون بعد فترة إلى عملية زراعة القرنية. كما طرح الدكتور الشريف المتخصص في القرنية وتصحيح عيوب الإبصار ورقة عمل حول زراعة العدسات اللاصقة داخل العين واستعرض خلالها دراسة أجريت خلال الخمس سنوات الماضية على 250 مريضا ممن أجريت لهم عمليات لزراعة العدسة واستغنوا عن العدسات الخارجية الصلبة كلية حيث حققت نجاحا غير مسبوق بشهادة المرضى أنفسهم. وأشار إلى أن الإحصائيات التي جمعت في مراكز الشريف من 10 آلاف مريضا تم تحليل بياناتهم وجدت أن السيدات في سن العشرينيات أكثر اهتماما وحرصا من الذكور على تصحيح عيوب الإبصار بنسبة 60% مقابل 40% للذكور، فيما تساوت هذه النسبة لدى الجنسين في سن الثلاثينيات، أما في سن الأربعين فقد زادت نسبة الرجال عن السيدات بواقع 60% مقابل 40% للسيدات. وأشار إلى أن أهم دراسة طرحت في المؤتمر تحدثت عن تقنية حديثة تسمى» كيو فوكس» وهي تساعد الأشخاص في سن الأربعين للاستغناء الكامل عن النظارة الطبية، لافتا إلى أن العملية التي تتوفر حاليا في الإمارات لا تستغرق أكثر من 10 دقائق ولا تحتاج إلى تخدير كلي بل تخدير موضعي بالقطرة ويتم استخدام نوع من الليزر الخاص يطلق عليه «فيمتو سكان ليزر» ونسبة نجاح هذه العملية تصل إلى 98% وحتى نسبة الـ 2% فإنهم يستفيدون منها بصورة جزئية. 80?8 مليون درهم العائد المتوقع من المؤتمر العالمي لطب العيون أبوظبي (الاتحاد)- من المنتظر أن يجني اقتصاد أبوظبي فوائد مباشرة كبيرة من «المؤتمر العالمي لطب العيون 2012»، المنعقد حاليا في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بمشاركة ما يزيد على 10 آلاف مختص، مع توقعات بأن يعزز أهمية الإمارة بصفتها وجهة حيوية لسياحة المؤتمرات. وتشير توقعات «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» إلى أن هذا المؤتمر، الذي يعد أكبر مؤتمر تستضيفه العاصمة الإماراتية على الإطلاق، سيحقق لإمارة أبوظبي عائدا اقتصاديا مباشراً يبلغ 22 مليون دولار أميركي (80,8 مليون درهم) بمتوسط إنفاق للمشارك الواحد يبلغ 523 دولاراً. وقال مبارك النعيمي، رئيس لجنة التنظيم الفرعية للمؤتمر العالمي لطب العيون 2012 وممثل «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة»، الجهة الداعمة للمؤتمر، إن الإمارة ستحقق عائدا أكثر استدامة عند إضافة الفوائد الاقتصادية غير المباشرة، مثل الإنفاق في المتاجر المحلية على الخدمات والهدايا التذكارية، وفي المقاصد الترفيهية، وعلى الجولات السياحية. ومن المتوقع أيضاً أن يسهم المؤتمر الطبي الأكثر عراقة واستمرارية في العالم، والذي ينعقد في منطقة الشرق الأوسط للمرة الأولى، في تسليط المزيد من الأضواء على أبوظبي كوجهة رئيسية لاستضافة المؤتمرات والفعاليات الكبرى. وقال النعيمي: نرجح أيضاً أن ينبثق العديد من المؤتمرات الإقليمية عن هذا الحدث العالمي المهم». ويأتي انعقاد «المؤتمر العالمي لطب العيون 2012» في أبوظبي تأكيداً على قدرات الإمارة في مجال استضافة المؤتمرات وفق أرقى المعايير العالمية. وقال النعيمي: «تتيح لنا استضافة هذا المؤتمر الضخم إبراز قدراتنا العالية في مجال سياحة الأعمال أمام جمهور كبير واسع النفوذ. وعلى سبيل المثال، فقد أقيمت مأدبة عشاء رئيس مجلس إدارة المؤتمر العالمي لطب العيون 2012 في حلبة مرسى ياس بحضور 600 مسؤول رفيع من المؤتمر مع ضيوفهم، بالإضافة إلى إقامة أمسية ثقافية في فندق قصر الإمارات، حيث نفدت جميع التذاكر مما اضطر المنظمين إلى إضافة جميع الكراسي الاحتياطية المتاحة ضمن قاعة الاحتفال. وقد اختبر الضيوف كرم الضيافة العربية هناك وتعرفوا على التصميم المعماري المذهل للفندق الذي يعد واحداً من أفخم الفنادق في العالم. ونسعى من خلال ذلك إلى إظهار التنوع الكبير لأماكن استضافة الفعاليات وقدرتنا الكبيرة على الوفاء بكل مستلزمات المؤتمرات في بيئات حافزة ومبتكرة. وأشار إلى أن المؤتمر استقطب أكثر من 10 آلاف مشارك، 80% منهم يقومون بزيارتهم الأولى إلى أبوظبي. ونأمل أن نترك أثراً طيباً في نفوس ضيوفنا من خلال حسن الاستقبال، وخدمات الضيافة المتميزة، والفعاليات المشوقة، والمقاصد السياحية الفريدة، بما يحفزهم لزيارة الإمارة مجدداً في عطلاتهم المقبلة». وأوضح النعيمي: «عادة ما ينفق سياح الأعمال مبالغ أكبر من سياح العطلات، بما قد يصل أحياناً إلى 7 أضعاف، حيث يقيمون لفترات أطول ويرتادون مطاعم أكثر فخامة. وعلى سبيل المثال، تظهر أبحاثنا أن المشاركين في ‘المؤتمر العالمي لطب العيون 2012’ سيقيمون لمدة 5 ليال وسطياً». وينطوي القطاع الطبي على فرصة كبرى بالنسبة لإمارة أبوظبي في إطار سعيها للتحول إلى وجهة رئيسية لسياحة الأعمال. وقد فازت الإمارة باستضافة «مؤتمر آسيا والمحيط الهادئ لطب القلب 2015»، الذي من المتوقع له أن يستقطب 3 آلاف مشارك سيعودون على اقتصاد الإمارة بإيرادات مباشرة تبلغ 3,95 مليون دولار أميركي (14,5 مليون درهم إماراتي)، وذلك بحسب تقديرات هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة». وقال النعيمي: «نبذل جهوداً حثيثة لاستضافة المؤتمرات الطبية الكبرى، علماً أننا نواجه منافسة شديدة في هذا المجال. وتتجاوز المنافع التي تحققها سياحة الأعمال الجانب الاقتصادي لتشمل جوانب أخرى تتعلق بطبيعة كل مؤتمر على حدة، كما هي الحال بالنسبة لمؤتمر طب العيون الذي يحفز القطاع الطبي محلياً وإقليمياً على تطوير التكنولوجيا ونقل المعرفة. وبالتالي، فإن التأثير الاجتماعي الاقتصادي لاستضافة المؤتمرات كبير للغاية. وقال الدكتور سكوت سميث، رئيس معهد طب العيون في كليفلاند كلينك أبوظبي: «قطعنا شوطاً كبيراً في توظيف الكوادر المؤهلة لـ ‘كليفلاند كلينك أبوظبي’، الذي سيبدأ باستقبال المرضى في الربع الثالث من عام 2013. وقد وفرت لنا المشاركة في المؤتمر العالمي لطب العيون فرصة فريدة للتواصل مع نخبة من أطباء العيون حول العالم هنا في أبوظبي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©