الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حزب الله والحرب المقبلة

حزب الله والحرب المقبلة
16 ابريل 2008 00:13
تضج القرى المنتشرة في جنوب لبنان -التي كانت في صيف 2006 مسرحاً لحرب دامية بين إسرائيل وميليشيا ''حزب الله''- بأحاديث عن حرب أخرى مدمرة مرتقبة بين العدوين اللدودين، فعلى امتداد الأسابيع القليلة الماضية أججت الأنشطة العسكرية التي يقوم بها الطرفان على جانبي الحدود احتمالات اندلاع الحرب، لا سيما وأن ''حزب الله'' وإسرائيل منشغلان بالإعداد لها، فقد اختتمت إسرائيل قبل فترة قصيرة تدريبات عسكرية على الصعيد الوطني أسمتها ''المنعطف ،''2 كما طور ''حزب الله'' خططاً جديدة لخوض المعارك تشمل شن غارات عبر الحدود داخل إسرائيل، فضلا عن تكثيفه نشاط التجنيد، وتوسيع دائرته التي امتدت إلى خارج الشيعة، بل شملت الميليشيات المتحالفة سابقاً مع إسرائيل لتصبح جزءا من وحدة جديدة لقوات الاحتياط، وفي هذا السياق يقول ''جواد'' -أحد مقاتلي ''حزب الله''-: ''يركز المجاهدون انتباههم بشكل حصري على الحرب المقبلة، ولا يصرفهم عن ذلك لا العائلة ولا الأصدقاء· إنهم فقط ينتظرون الحرب المقبلة''· لكن مع ذلك يستبعد العديد من الدبلوماسيين والمحللين في بيروت احتمال اندلاع حرب أخرى، معتبرين أنه، رغم الاستعدادات العسكرية، ليس في مصلحة أي من الطرفين الدخول في حرب جديدة، ويوضح هذا الأمر ''تيمرو جوسكيل'' -محاضر في جامعة بيروت، وأحد المراقبين للصراع بين ''حزب الله'' وإسرائيل- بقوله: ''مازالت عناصر الصراع قائمة بين الطرفين ويمكن لأي حادث غير متوقع أن يطلق الحرب، لكن ما يجري حالياً من أنشطة عسكرية مكثفة هي موجهة أساساً للاستعراض''، وأثناء ذلك يواصل ''حزب الله'' عملية تجنيد مقاتلين جدد وتدريبهم بوتيرة عالية جداً، تسارعت خلال الشهرين الأخيرين بعد اغتيال ''عماد مغنية'' -القائد العسكري البارز في الحزب بالعاصمة السورية، ويرسل ''حزب الله'' العديد من مقاتليه إلى إيران للخضوع لتدريبات متقدمة تستمر 45 يوما، حيث قال ''جواد'': إنه عاد مؤخراً من زيارته الثانية إلى إيران في غضون عام واحد، تدرب خلاله على إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات· اللافت في هذه التدريبات، التقنيات الجديدة التي يتم تلقينها لمقاتلي الحزب والمتمثلة في ''السيطرة والحفاظ على المواقع''، رغم أنها غير مألوفة بالنسبة لمقاتلين تدربوا على حرب العصابات، وقد أوضح أحد قادة ''حزب الله'' في جنوب لبنان أن الميليشيا خاضت حرباً دفاعية في العام ،2006 ''لكنها في المرة المقبلة ستكون حرباً هجومية، ونوعاً مختلفا من الحروب''، وأضاف ''جواد'' -المقاتل في صفوف الحزب- إن الحرب القادمة ''ستخاض فوق الأراضي الإسرائيلية''، وهو الأمر الذي سمعناه على لسان أكثر من طرف ما يؤكد عزم الحزب على شن غارات برية في شمال إسرائيل، ويقر ''حزب الله'' أن ترسانته من الأسلحة زادت منذ الحرب الأخيرة في صيف ،2006 وأصبح قادراً على ضرب أي منطقة داخل الدولة العبرية، وفي هذا السياق أكد زعيم الحزب الشيخ ''حسن نصر الله'' -في فبراير الماضي- أن ''حزب الله'' تطور إلى ''مدرسة جديدة غير مسبوقة'' تجمع بين قوات حرب العصابات، وبين الجيش النظامي، وقد شبه أحد الدبلوماسيين الأوروبيين في بيروت الهجوم على ''حزب الله'' ''بضرب قطعة من الإسفنج'' في قدرته على امتصاص الضربات والعودة إلى الحالة الأولى· والجديد في عملية التجنيد التي يقوم بها الحزب حالياً أنها لا تقتصر على الشيعة في لبنان، بل تمتد إلى السنة والمسيحيين والدروز الذين يشكلون وحدات الاحتياط، أو ما يطلق عليه الحزب اسم ''السرايا''، ويستفيد ''حزب الله'' من خلال مده للجسور مع السنة من ناحيتين، أولا: توسيع دائرة الدعم والتأييد لأنشطة الحزب، وثانياً: تحسين العلاقات الشيعية-السنية التي تشوبها المشاكل والشكوك بسبب الانقسام السياسي الحاصل في لبنان، وهكذا تم إحياء جماعة سنية مقاتلة في مدينة صيدا الساحلية تعرف باسم ''قوات فجر'' كانت قد حاربت الإسرائيليين في بداية الثمانينيات، لتصبح اليوم حليفاً ''لحزب الله''، وفي الأسبوع الماضي نقل عن ''عفيف النابلسي'' -أحد رجال الدين التابعين للحزب- قوله: ''إنه في المرة المقبلة ستواجه إسرائيل مقاتلين من مختلف الطوائف''، وبحسب سكان المناطق الجنوبية ينشط ''حزب الله'' بشكل خاص في الجيوب الشرقية للمنطقة التي تراقبها قوات الأمم المتحدة المعززة في لبنان، وهي منطقة سنية قريبة من ''مزارع شبعا'' التي تحتلها إسرائيل على الحدود مع مرتفعات الجولان· وبعد أن فقد ''حزب الله'' نفوذه في المنطقة الشرقية لصالح منافسيه السياسيين إثر حرب ،2006 فإنه يسعى اليوم إلى استرجاع حضوره عبر تمويل جماعة محلية جديدة تطلق على نفسها اسم ''جبهة المقاومة العربية'' تضم مقاتلين سنة، ووفقاً للسكان المحليين، انضم إلى الجبهة بعض أعضاء جيش جنوب لبنان المنحل، رغم تحالفه السابق مع إسرائيل، ويؤكد هذا الأمر ''عزة قدري'' -العمدة السني لـ''كفر شوبا''، وأحد حلفاء ''حزب الله''- قائلا: ''إن الحزب لا يرد أي شخص يريد الانضمام إلى المقاومة''، لكن رغم عملية التجنيد المكثفة الجارية على الحدود يصر مسؤولو القوات الأممية المعززة أنه لا وجود لأدلة تشير إلى إعادة بناء ''حزب الله'' لمخابئه الأرضية ومواقع إطلاق الصواريخ التي تخلى عنها الحزب في حرب ·2006 نيكولاس بلانفورد- كفارشوبا ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©