الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فريق «رجبي» فلسطيني لتغيير «الصورة السيئة» عن شباب المخيمات في لبنان

20 فبراير 2011 00:37
بيروت (أ ف ب) - يأمل المسؤولون عن فريق لرياضة الـ”رجبي” يتكون من شباب المخيمات الفلسطينية في لبنان، في تغيير الصورة النمطية الخاطئة عنهم، من خلال إقامة مباريات مع فرق لبنانية. وأعلن المسؤولون عن الفريق أنهم يسعون للحصول على تفويض رسمي من السلطة الوطنية الفلسطينية بأن يشارك فريق “منتخب فلسطين” في هذه الرياضة. وتكوّن الفريق في إطار مبادرة “الكرامة للجميع”، التي أطلقتها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى وتشغيلهم (أونروا) لتسليط الضوء على الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بدعم من المفوضية الأوروبية. وتحت هذا الشعار، أقيمت مساء أمس الأول مباراة ودية على ملعب الجامعة الأميركية في بيروت، بين الفريق الفلسطيني وفريق الجامعة، انتهت بفوز الأخير بنتيجة 22 - 10. وقال ممثل المفوضية الأوروبية يورجوس كابراني إنه “بفضل هذه المباراة، سيتشجع الفريق على متابعة التمارين بشكل أكبر واستقدام لاعبين جدد”. وأضاف “سنواصل دعم هذا الفريق بالتعاون مع “أونروا”، فهو مثال جيد للمشاريع التي يمكن أن تحمل رسالة إيجابية للمجتمع اللبناني، ومن خلاله نستطيع أن نظهر أن الشباب الفلسطينيين يمكنهم أن يعيشوا بكرامة ويمارسوا النشاطات الرياضية، مثل اللبنانيين”. أما منسق مشروع “الكرامة للجميع” لدى وكالة “أونروا” محمود عبدالله فقال إننا “نريد أن نظهر أن لدى الفلسطينيين طاقات لم تتح لهم الفرصة لإثباتها. لديهم معنويات عالية وشغف. وهم مستعدون لتقديم أفضل ما عندهم لرفع اسم بلدهم”. وأضاف “هدفنا تغيير نظرة اللبنانيين المغلوطة تجاه الفلسطينيين، والصورة النمطية عنهم. إذ في نظر بعض اللبنانيين أن الفلسطينيين مجرد مسلحين، ولكننا نريد أن نظهر أنهم في واقع الأمر أيضاً رياضيون ومثقفون. ومن جهة أخرى لا يزال الفلسطينيون يخافون من اللبنانيين.. يعيشون فكرة الحرب ويعتبرون أن اللبنانيين يكرهونهم”. وصاحب فكرة فريق الـ”رجبي” الفلسطيني الشاب الفلسطيني ربيع المصري، الذي دعا إليها في عام 2008. ودرس المصري إدارة الرياضة في فرنسا بمنحة من الأمم المتحدة. وبعد عودته إلى لبنان، أسس فريق الـ”رجبي” الفلسطيني، وحرص على أن يكون معظم أعضائه من أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان. وقال المصري “ولدت في بيروت وكذلك والدي ولكننا عشنا خارج المخيمات. برعت في الألعاب القتالية، ولم يكن في إمكاني أن أشارك في بطولة لأنني فلسطيني. وفي كرة السلة واجهت المعضلة إياها، وعندما عدت من فرنسا قررت أن أؤسس هذا الفريق”. جال المصري مع شقيقه أحمد، مدرب الفريق، على مدارس “أونروا” في مخيمات شاتيلا وبرج البراجنة ومار الياس الفلسطينية في بيروت وضواحيها، لتعريف الشباب باللعبة ويجتذب الراغبين في مزاولتها. وقال “لدينا اليوم نحو 70 لاعباً موزعين على 3 فرق فلسطينية، الفريق الأول وفريق اللاعبين ما دون السادسة عشرة، وفريق اللاعبين ما دون الرابعة عشرة”. وأوضح أن فريق الكبار المؤلف من 18 لاعباً، يضم ثلاثة لاعبين يلعبون في الدوري اللبناني. ولاحظ ربيع المصري أن “سلوك اللاعبين الآتين من المخيمات تغير. فتحسن مستواهم في المدرسة، خصوصاً أنهم تلقوا وعوداً من داعمي الفريق بأن يحصلوا على منح للدراسة في بريطانيا”. وأضاف “تحسنت أجسامهم بعدما كانوا هزيلي البنية. وبرزت عضلاتهم وبدوا في صحة بدنية أفضل”. وأضاف “كانوا عنيفين ومن أصحاب المشاكل في المخيمات.. لكن بفضل هذه اللعبة تعلموا ضبط أعصابهم”. وقال المدرب أحمد المصري إن “اللاعبين لم يكونوا ينتظمون في التمارين”. وأضاف “مع الوقت، أصبحوا ملتزمين، ويستمعون إلى التوجيهات.. انخفض صوتهم، وصار من الممكن مناقشتهم، وتقرب بعضهم إلى بعض وأصبحوا فريقاً متجانساً”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©