جمعة القبيسي: أبوظبي للكتاب حقق نقلة نوعية

تواصل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مشاركتها الفاعلة في البرنامج الثقافي لمعرض لندن للكتاب، حيث نظم المعرض أمس ندوة حول فرص الاستثمار في العمل الثقافي في العالم العربي، شارك فيها كل من جمعة القبيسي مدير دار الكتب الوطنية في الهيئة ومدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وعبد الله القبيسي مدير المعارض في الهيئة، وكلاوديا كيزر مديرة شركة ''كتاب''، وقد شهد الندوة عدد كبير من الناشرين ورجال الفكر والثقافة العرب والأجانب· قدّم جمعة القبيسي في مستهل الندوة لمحة موجزة عن المشاريع الثقافية الرائدة التي أطلقتها الهيئة خلال الفترة الأخيرة، وفي مقدمتها جائزة الشيخ زايد للكتاب، ومشروع كلمة، ومشروع قلم، وشركة كتاب، ومشاريع إحياء الشعر العربي، والتي تتكامل مع غيرها من المشاريع المتميزة في مختلف إمارات الدولة بشكل يُساهم في إبراز المكانة الثقافية الحضارية للدولة· وتحدث القبيسي عن التطور الملحوظ والقفزة النوعية التي حققها معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي بات أسرع معارض الكتاب نمواً في العالم، حيث يتميز بتنظيم رائع وباحترافية عالية تستقطب الناشرين الدوليين من مختلف قارات العالم، مشيراً إلى تنظيم المعرض من قبل شركة ''كتاب'' التي أطلقت مؤخراً لتكون مشروعاً مشتركاً بين هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومعرض فرانكفورت للكتاب· وكشف القبيسي عن الاستعدادات المبكرة التي تبذلها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لتنظيم الدورة القادمة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب خلال الفترة من 17 ولغاية 22 مارس 2009 تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث ستشهد الدورة مواصلة الهيئة لتطبيق استراتيجية تطوير المعرض من مختلف النواحي، والمزيد من ورش العمل المختصة والفعاليات الثقافية المبتكرة، وبشكل خاص إتاحة قاعدة البيانات حول الكتاب العربي للناشر والقارئ العربي والأجنبي، وذلك تجاوزاً للخلل الحالي في عدم توافر بيانات إحصائية دقيقة عن حركة النشر وصناعة الكتاب في العالم العربي، وبالتالي تمكين الناشر من الحصول على بيانات صحيحة تخدم استراتيجية تطوير صناعة الكتاب في المنطقة العربية· وأعرب القبيسي عن تفاؤله بمستقبل القراءة في العالم العربي من خلال الجهود التي تبذلها الهيئة بالتكامل مع جهود سائر المؤسسات الثقافية العربية، وذكر أن دار الكتب الوطنية وحدها قد استقطبت خلال العام الماضي أكثر من 120 ألف قارئ من إجمالي عدد سكان مدينة أبوظبي (حوالي 800 ألف نسمة)· كما تحدث القبيسي عن مشروع ''قلم''، الذي حقق نجاحاً منظوراً في استقطاب الإبداعات الإماراتية الشابة بشكل متفرد عن غيره من المشاريع الأخرى، وعن المبادرة لنشر ودعم إبداعات الشباب من مختلف الدول العربية بدءاً من الدورة القادمة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب· وأشار القبيسي إلى أن معرض أبوظبي للكتاب يجمع بين مزايا المعرض التجاري وسوق بيع الكتب لعامة الجمهور· فضلاً عن لقاءات الاختصاصيين وتحليلات السوق في بداية المعرض والتي تجعل الناشرين أقدر على إبرام صفقات الأعمال المربحة واغتنام فرص شبكات العلاقات في العالم العربي· أما في الأيام المخصصة لعموم الجمهور، فإن المعرض يصبح بالفعل أكبر مكان لبيع الكتب في العالم العربي، وهذا أمر شديد الجاذبية أيضاً بالنسبة للناشرين· كما تتضمن رسالة المعرض التركيز على النشر التعليمي وعلى حقوق النشر، حيث يستضيف معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته العشرين عام 2010 ندوة جمعية الناشرين الدولية السابعة حول حقوق النشر· وقد عقدت الندوة السابقة في مونتريال عام ،2006 فجمعت مئات الناشرين ومالكي الحقوق وصناع السياسات من أجل العمل المشترك وزيادة الوعي بحقوق النشر والقضايا المتصلة بها· وفي أبوظبي عام ،2010 ستواصل جمعية الناشرين الدولية حملتها من أجل حقوق النشر العامة والخاصة ومن أجل الحصول على الدعم الدولي لها· ومن جهته قدم عبدالله القبيسي مدير المعارض في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لمحة عن إمارة أبوظبي من النواحي التاريخية والتراثية الثقافية، مؤكداً أن أبوظبي هي مكان التقاء الحضارات، وقد جاء تأسيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث للتأكيد على مكانة العاصمة الإماراتية كمركز إقليمي وعالمي للثقافة، منوهاً بالدور الكبير الذي يلعبه في ذلك معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وفعالياته المحترفة والمبتكرة على مستوى العالم، واهتمامه بشكل خاص بتنظيم ركن للأطفال يعمل على تشجيعهم على القراءة ونهل المعارف والعلوم وتنمية ثقافتهم وقدراتهم الإبداعية، وذلك من منطلق أن الاستثمار في الإنسان هو أفضل استثمار، وأن الجيل الجديد هو من سيتابع مسيرة تألق الثقافة الإماراتية والعربية·