الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن.. خطوة جديدة ضد «داعش»

27 ابريل 2016 23:15
يوم الاثنين الماضي، كشف الرئيس الأميركي باراك أوباما عن مخططات لتعزيز قوات العمليات الخاصة الأميركية في سوريا، ما يرفع عددها إلى 250 جندياً في خطوة قال إنها ضرورية من أجل الإبقاء على الضغط على تنظيم «داعش» الإرهابي. الرئيس الأميركي أشار إلى المكاسب التي حققها الجنود الخمسون الحاليون في مهمات توجيه ومساعدة القوات المحلية التي تقاتل التنظيم، الذي يسيطر على مناطق في سوريا والعراق. وقال في خطاب تناول أيضاً المواضيع الأوروبية: «نظراً للنجاحات التي تحققت، وافقتُ على إرسال ما يصل إلى 250 موظفاً عسكرياً أميركياً إضافياً من أجل الحفاظ على هذا الزخم». ولكن أوباما أكد على أن الجنود الجدد «لن يقودوا القتال على الميدان»، موضحاً أنهم سيعملون مع القوات المحلية. توسيع الوجود العسكري الأميركي في سوريا يهدف جزئياً إلى المساعدة على تعزيز صفوف المقاتلين العرب ضمن شبكة من المجموعات، التي يشكل المقاتلون الأكراد أغلبيتها حالياً، والتي تدعمها الولايات المتحدة في قتالها ضد «داعش»، حيث تعمل القوات الأميركية الإضافية مع أفراد المليشيات الكردية وآخرين في وقت يسعون فيه إلى عزل مدينة الرقة، التي يتخذها «داعش» عاصمة له. وقال أوباما في «هانوفر» في ختام جولة شملت محادثات في السعودية وبريطانيا: «كونوا على يقين أن هؤلاء الإرهابيين سيتعلمون الدرس نفسه الذي تعلمه آخرون قبلهم، وهو أن كراهيتكم ليست نداً لدولنا المتحدة في الدفاع عن نمط عيشنا». الرئيس الأميركي تعهد أيضاً بمواصلة بذل الجهود على الصعيد الدبلوماسي من أجل إنهاء الحرب الأهلية السورية، لأن «معاناة الشعب السوري ينبغي أن تنتهي، وهذا يتطلب تحولاً سياسياً ناجحاً». قرار زيادة عدد قوات العمليات الخاصة في العراق وسوريا اتُّخذ هذا الشهر، حيث أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر عن إرسال 20 جندياً إضافياً إلى العراق خلال زيارة إلى بغداد الأسبوع الماضي، كما رخص أوباما للقادة العسكريين الأميركيين في العراق باستعمال مروحيات أباتشي الهجومية ونشر مستشارين عسكريين أميركيين رفقة وحدات عراقية منخفضة المستوى من أجل مساعدة الجنود المحليين في الهجوم المقبل من أجل استعادة مدينة الموصل. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن من شأن هذه التدابير أن تحسن فعالية القوات العراقية، ولكنهم يعتقدون أيضاً أنها ستعرّض القوات الأميركية لخطر أكبر. وتُعتبر الزيادة جزءاً من تكثيف الجهود الأميركية للتصدي لتنظيم «داعش»، فعلى الرغم من سلسلة مما تصفه الإدارة الأميركية بالنجاحات – من قبيل استعادة مناطق من التنظيم في العراق وسوريا وقطع خطوط الإمدادات والاتصالات بين قوات «داعش» في البلدين – إلا أن بعض جوانب النزاع كانت أكثر بطئاً، أو أقل نجاحاً، مما كان متوقعاً. ومع أن القوات العسكرية العراقية، المدعومة من القوة الجوية الأميركية وقوات أخرى، استعادت مدينة الرمادي في وقت سابق من هذا العام، فإن مخططات التوجه نحو الموصل، في شمال العراق، أرجئ تنفيذها عدة مرات بسبب جملة من المشاكل والصعوبات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها حكومة بغداد، وتعذر دمج القوات العسكرية السنية والشيعية والكردية العراقية ضمن قوة هجومية موحدة، كما يعاني الجيش العراقي من مشاكل تتعلق بالمعنويات والقيادة واللوجيستيك. ويأتي مخطط الانتقال نحو الرقة بعد هجوم ناجح في شمال سوريا العام الماضي قادته القوات الكردية، مدعومة بضربات جوية أميركية، مع بعض الدعم من مجموعة من مقاتلي المعارضة السُنية الذين كافحت الولايات المتحدة من أجل دعمهم. ويذكر هنا أن الرقة، الواقعة إلى الجنوب، هي مدينة سُنية يبدو أن القوات الكردية لا تتوق للانتقال إليها، وأنها لن تكون محل ترحيب هناك. وكان اتفاق وقف إطلاق النار الواعد والجزئي في القتال ضد الرئيس السوري بشار الأسد أُضعف على نحو خطير خلال الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى تجدد القتال في منطقة الشمال الغربي بالقرب من الحدود مع تركيا وتعقيد مخططات الإدارة الأميركية لبدء عمليات جوية لمساعدة محاولة من قبل المعارضة لوقف تقدم تنظيم داعش في تلك المنطقة. وفي مؤتمر صحافي أواخر الأسبوع الماضي عقب زيارة إلى العراق، قال الجنرال «جوزيف دانفورد جونيور»، قائد هيئة الأركان المشتركة الأميركية، إن أوباما لم يتخذ قراراً بعد - في تلك المرحلة - بإرسال جنود إضافيين إلى سوريا، ولكنه أضاف أن الرئيس وعداً ببحث إمكانية تخصيص مزيد من الموارد عند الانتهاء من وضع مخططات لتنفيذ حملة القوات السورية ضد «داعش»، وقال «دانفورد»: «إن الأمر مرهون بشركائنا على الميدان». *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©