الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عاصمة لا تهدأ

27 مارس 2010 23:18
لم تهدأ العاصمة خلال الأشهر السبعة الماضية، وبقيت طوال تلك الفترة تكتظ بالنشاطات والأحداث التي تركت بصمات واضحة تؤكد قدرة أبوظبي وجاهزيتها على استضافة وتنظيم فعاليات عالمية ومحلية بنجاح واقتدار. الإمارة وضعت لمساتها بقوة على خريطة السياحة وبرهنت أن هنالك متسعاً لتنظيم النشاطات العالمية خارج موطنها. بالأمس كانت جزيرة ياس محط أنظار العالم حين استضافت سباقات الفورمولا-1، وأم الزوار المكان من كل حدب وصوب، فيما يتواصل العمل بالجزيرة لإنجاز أكبر مدينة ترفيهية وهي “عالم فيراري” التي سيكون لها شأن كبير في المستقبل القريب، وجاءت فعاليات بطولة كأس العالم للأندية والحركة النشطة التي أحدثتها والتفاعل غير المسبوق معها، لتجدد الثقة بصحة التخطيط والتنظيم. ولا ننسى ما أسهمته المرافق التي تم تدشينها مؤخراً في جزيرة السعديات وصير بني ياس، والفنادق الجديدة، قصر السراب وتلال ليوا بالمنطقة الغربية، في تنشيط الحركة السياحية من خلال ما تقدمه من خدمات وبرامج صحراوية مختلفة، خاصة أنه تم بناؤها على طراز قديم يناسب التراث الإماراتي. لاشك أن زخم الأحداث وتنوع النشاطات التي احتضنتها الإمارة انعكس إيجابيا على مؤشرات القطاعات الاقتصادية بشكل عام والسياحية بشكل خاص، فرغم التراجع الذي شهده قطاع السياحة العالمي إلا أن العاصمة حافظت على معدلات نمو جيدة، كما أنها تسعى إلى تحقيق نمو يصل إلى 10% مع نهاية العام، فالإمارة تسير بخطى ثابتة للوصول إلى 2.3 مليون زائر بحلول العام 2012. هذه المعطيات تقودنا إلى التفكير بكيفية تطوير صناعة السياحة بالإمارة وديمومتها، فأبوظبي أصبحت وجهة مفضلة ليس فقط على المستوى المحلي، وإنما على المستوى العالمي أيضاً، والمشاريع قيد التنفيذ ستعزز هذه الهوية مستقبلا. واليوم ونحن مقبلون على أشهر الصيف يجب أن لا نكتفي بما تم تحقيقه بل نسعى جاهدين إلى الإبقاء على زخم النشاط في إطاره المعتاد دون تراجع أو النظر إلى الوراء. التخطيط لأشهر الصيف بات أمرأً لا بد منه، فالكثير منا بدأ يفضل قضاء عطلته داخل الدولة وآخرون يحتاجون للتشجيع لترك عادة قديمة فقدت جدواها مع التطور الحضاري والتكنولوجي الذي نعيشه في أيامنا هذه. من الضروري توفير المنتج السياحي وتنويعه وإبرازه بالصورة المناسبة والتخطيط المسبق والتنسيق بين جميع الفعاليات المعنية بهذا الشأن لإبراز المظاهر السياحية المتوفرة في الإمارة بكثرة، والتي من شأنها مجتمعة أن تسهم في زيادة حصتنا من السياح وتعزز نمو القطاع وتحقق أهداف رؤية أبوظبي 2030 في هذا المجال. علينا أن ندرك أن تشجيع السياحة المحلية والإنفاق داخل الدولة يعيد تحريك العجلة الاقتصادية ويساهم في تعزيز فرص النمو ويتيح المجال أمام مزيد من التطور والرقي مما ينعكس إيجابا على المستوى المعيشي للجميع. عمر الربايعة | omar.rabaia@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©