مضيفو «بريتش ايروايز» يضربون للمرة الثانية

بدأ مضيفو شركة الخطوط الجوية البريطانية “بريتش ايروايز” أمس إضراباً لمدة أربعة أيام، في إطار خلاف طال أمده حول الأجور وشروط العمل. وتعتبر هذه الخطوة هي الثانية من نوعها التي يقوم بها العاملون في “بريتش ايروايز” خلال أسبوع، حيث قامت الطواقم الجوية وطواقم الضيافة بإضراب لمدة ثلاثة أيام الأسبوع الماضي. ويستمر الإضراب من السبت حتى الثلاثاء المقبل الموافق 30 مارس. وكانت “بريتش ايروايز” قد أكدت أن أكثر من ثلاثة أرباع ركابها أو ما يزيد عن 180 ألف راكب سيتمكنون من السفر خلال الإضراب الحالي. كما رتبت الشركة إعادة الحجز لـ43 ألف راكب آخر بينما تبقى 17 ألف راكب لم يتمكنوا من السفر بسبب الإضراب. ووفقاً للوحات الإعلان عن الرحلات الجوية فقد ألغيت نحو 94 رحلة كانت مقررا القيام بها السبت. وسيتأثر بالإضراب كل رحلات الطيران في مطاري جاتوك ولندن سيتي، حسبما ذكرت “بريتش ايروايز”. وحذر رئيس الشركة ويلي وولش من أن الشركة قد تنهار في غضون عشرة أعوام ما لم تحصل التغيرات التي يريدها. وقال وولش إن “الغالبية الساحقة” من الموظفين “يضافرون جهودهم لخدمة زبائننا واستمرار تحليق علمنا”. وأضاف “لكن في نفس الوقت أشعر بالأسف حيال الزبائن الذين تعرقلت خططهم بسبب التحرك غير المبرر مطلقا لنقابة “يونايت”( نقابة العمال)”. وكانت المفاوضات بين ادارة شركة الخطوط الجوية البريطانية ونقابة العمال “يونايت” قد انهارت عشية القيام بالإضراب الأول قل 8 أيام. ووسط عداء متزايد بين “بريتش ايرويز ونقابة “يونايت”، تقول النقابة إن كلفة إضرابها لمدة سبعة أيام على “بريتش ايروايز” ستبلغ مئة مليون جنيه استرليني (111 مليون يورو، 149 مليون دولار). بالمقابل قالت “بريتش ايروايز” إن الإضراب الذي استمر ثلاثة أيام الأسبوع الماضي كلفها سبعة ملايين جنيه يومياً وانه لا يمكن تقدير خسائر السبعة أيام الإجمالية إلا بعد الانتهاء من الإضراب. وتعرض وولش للهجوم من قبل اكاديميين كبار وذلك في رسالة نشرتها صحيفة “الجارديان” الخميس الماضي. والرسالة التي وقع عليها 116 خبيراً من مختلف جامعات بريطانيا، تقول إن تحرك والش يهدف إلى تفكيك نقابة “يونايت” التي تمثل 12 ألفاً من مضيفي “بريتش ايروايز”. وأضافوا أن وولش سحب عرضاً كان بإمكانه تجنب اضرابات النقابة. كما ألغت “بريتش ايروايز” مزايا كانت ممنوحة لموظفيها المضربين عن العمل مثل التخفيضات الكبيرة على أسعار التذاكر. وتعارض “يونايت” خفض عدد الموظفين وتدابير التقشف التي تريد الإدارة فرضها على المضيفين للحد من خسائرها الكبيرة. وتنفي “بريتش ايروايز” أن تكون تسعى لتفكيك النقابة. وفي مقابلة مع صحيفة “ديلي تلجراف” أمس قال وولش إن الإصلاحات التي يريدها ضرورية لاستمرار الشركة. وأضاف “نسعى لتغيير الطريقة التي نعمل بها لأن هذه الصناعة تتغير والظروف الاقتصادية تغيرت بشكل جذري يحتم علينا التغيير”. و”بريتش ايروايز” التي تسعى للاندماج مع منافستها الإسبانية “ايبيريا”، قالت الشهر الماضي إنها تتوقع تسجيل خسائر قياسية في السنة المالية الحالية بسبب تراجع الطلب على الطيران. ودان رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون الإضراب. لكن مع اقتراب الانتخابات العامة في مايو المقبل، فان المحافظين يتهمون الحكومة بالرد الضعيف على التحرك لآن نقابة “يونايت” من المانحين الرئيسيين لحزب العمال الحاكم.