انطلاقة قوية للنسخة الثانية من رالي أبوظبي الصحراوي

بمشاركة نخبة من نجوم الراليات في العالم، انطلقت أمس النسخة الثانية من رالي أبوظبي الصحراوي والذي يعد أولى جولات كأس العالم للراليات الصحراوية «فيا» وكأس العالم للدراجات النارية «فيم»، ويستمر خمسة أيام يقطع خلالها 111 متسابقاً نحو ألفي كيلو متر من التحدي عبر التضاريس الوعرة والتلال الرملية بداية بالمنطقة الغربية من أبوظبي ومروراً بمناطق عديدة في صحراء ليوا منها «تل مرعب» بمنطقة «الربع الخالي» أحد أكبر الصحاري الرملية والتي تضم أيضاً عدداً من أعلى الكثبان في العالم. واستقطب الحدث 36 سيارة وأربع شاحنات ضمن الفئات تي1 وتي2 وتي4، تحت إشراف الاتحاد الدولي للسيارات (فيا)، بالإضافة إلى 57 دراجة و14 دراجة دفع رباعي “كوادس” تحت إشراف الاتحاد الدولي للدراجات النارية (فيم). ومن المقرر أن تنطلق المرحلة الخاصة الأولى من منطقة الظفرة اليوم على أن تقام المرحلتان الثانية والثالثة “مرحلة نيسان” في مسارات دائرية حول تل مرعب عبر دروب صعبة متعرجة وكثبان رملية عالية، فيما تمر المرحلة الرابعة بمنتجع قصر السراب في صحراء ليوا الذي يشكّل أيضاً نقطة نهاية هذه المرحلة، ويختتم الرالي بالمرحلة الخامسة يوم الخميس المقبل انطلاقاً من منتجع قصر السراب عبر دروب جديدة في المنطقة الصحراوية الواقعة بين ليوا وصولاً إلى منصة انتهاء الرالي في حلبة مرسى ياس. وكانت فعاليات الرالي الذي ينظمه نادي الإمارات للسيارات والسياحة قد استهلت بالفحص الفني واعتماد السيارات والدراجات والشاحنات على مدار يومي الخميس والجمعة الماضيين قبل المرحلة الاستعراضية التي انطلقت أمس للمرة الأولى من “نادي الفرسان” وحددت نتائجها ترتيب انطلاق السائقين اليوم في بداية المنافسات الرئيسية. وأكد محمد بن سليم نائب رئيس الاتحاد الدولي للسيارات، رئيس نادي الإمارات للسيارات والسياحة ورئيس اللجنة المنظّمة أن كل مرحلة ستضم مراكز مراقبة للزمن ولوحات إرشادية وأن اللجنة المنظمة كانت حريصة كل الحرص على توفير كل مواصفات وشروط الأمان للسباق. وأضاف أن الرالي سوف يمر بصحراء الربع الخالي التي قام بعبورها المستكشف البريطاني ولفريد تيسيجر في أربعينات وخمسينات القرن الماضي. كما أكد بن سليم مشاركة مجموعة من الفرق العالمية المهمة في رالي أبوظبي الصحراوي 2010 من بينها فريق “بي إم دبليو إكس-رايد” الفائز بلقب فئة السيارات في رالي العام الماضي حيث يتولّى القيادة السائق الروسي ليونيد نوفيتسكي ويرافقه الملاّح الألماني أندرياس شولتز ويسعيان للمحافظة على اللقب الذي أحرزه الفريق العام الماضي عبر الثنائي جيرلان تشيشري وتينا ثورنر، فيما يتطلع الإماراتي يحيى بالهلي إلى المنافسة على اللقب عقب حصوله على مركز الوصيف العام الماضي للمرة الثانية على التوالي. ويتمتع يحيى بخبرة كبيرة في راليات السيارات والتحديات الصحراوية، حيث جاء في مراكز متقدمة في سباقات عديدة، ويرافق يحيى عادة الملاّح الإماراتي خالد الكندي، لكنه اختار ابنه منصور، 18 عاماً، في هذه الدورة ما يعد أول ظهور له في تحديات السيارات.وأشار ابن سليم إلى أن الرالي سوف يشهد منافسة قوية من خلال مشاركة مجموعة من أبرز الأسماء في عالم الراليات من بينهم يعقوب برزيجونسكي وجاسيك تشاكور من بولندا ضمن فريق “أورلين”، إضافة إلى مجموعة من الدراجين الإماراتيين البارزين الذين يتمتّعون بخبرات كبيرة في الراليات الصحراوية مثل أحمد الفهيم ويوسف الملا، إضافة إلى خالد خميس ومحمد الخاجة في أول مشاركة لهما. كما أوضح أن رالي هذا العام يتميّز بمشاركة سائقين شابين هما الإماراتي منصور بالهلي والألماني طوني تشاتات (18 عاماً) حيث يقود دراجة “ياماها دبليو آر 450 إف”. وضمن فئة الدراجات، يشارك مارك كوما على متن دراجة “كاي تي إم 690 آر” ويسعى للفوز باللقب للمرة الرابعة، وكان الدراج الإسباني الذي فاز برالي داكار ثلاث مرات قد أنهى “رالي أبوظبي الصحراوي 2009” متقدّماً خمس دقائق فقط على الفرنسي سيريل ديبري. أما فئة دراجات “كوادس” فيشارك فيها 14 متسابقاً، من بينهم الدراجون الإماراتيون محمد الشامسي وعبيد الشطبي وعاطف الزرعوني إلى جانب الإيطالية كاميليا ليباروتي وباجياني وفيكي وايت المقيمة في الإمارات. جدير بالذكر أن هيئة أبوظبي للسياحة تدعم الرالي الصحراوي في إطار مبادرتها الرامية إلى إعداد أجيال من الأبطال المواطنين في سباقات السيارات، إلى جانب الاستفادة من الرياضات ذات الطابع الدولي في تعزيز الوعي بالعاصمة الإماراتية كوجهة سياحية متميزة في المحافل العالمية، ويعزز هذا الحدث برنامج العاصمة من الفعاليات وسباقات السيارات والذي اكتسب دفعة قوية مؤخراً مع إطلاق الإمارة “رالي أبوظبي الصحراوي” كمرحلة ضمن بطولة العالم للراليات. المرحلة الاستعراضية الخاصة نوفيتسكي الأسرع في السيارات والحسيني في دراجات الدفع الرباعي أبوظبي (الاتحاد)- احتل سائق فريق “إكس-رايد”، ليونيد نوفيتسكي والدراج شون جاوجاين والدراج سيباستيان الحسيني الفائز ضمن فئة دراجات الدفع الرباعي “كوادس” العام الماضي، المراكز الأولى في المرحلة الاستعراضية لرالي أبوظبي الصحراوي التي أقيمت أمس بنادي الفرسان بالعاصمة الإماراتية. وكان محمد بن سليم، نائب رئيس الاتحاد الدولي للسيارات، رئيس نادي الإمارات للسيارات والسياحة ورئيس اللجنة المنظّمة للرالي قد أطلق شارة البدء في حضور مئات المتفرجين لمشاهدة هذه المرحلة التي شاركت فيها 31 سيارة و53 دراجة و13 دراجة رباعية الدفع “كوادس” و3 شاحنات، وذلك وسط أجواء اتسمت بالرياح القوية والرؤية الضعيفة. وحددت نتائج المرحلة الاستعراضية ترتيب انطلاق السائقين في المنافسات الرئيسية للرالي ضمن فئات السيارات والدراجات النارية والدراجات رباعية الدفع “كوادس” والتي تبدأ بالمرحلة الخاصة الأولى اليوم على الدروب الصحراوية لمسافة 286 كيلومتراً في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي بين الظفرة ونقطة نهاية هذه المرحلة على طريق حميم المؤدي إلى صحراء ليوا في “الربع الخالي”. وتصدر فريق “إكس-رايد” هذه المرحلة ضمن فئة السيارات للسنة الثانية على التوالي وحقّق السائق الروسي نوفيتسكي وملاّحه آندي شولتز نتيجة مميزة كتلك التي حقّقها ثنائي الفريق جيرلان تشيشري وتينا ثورنر العام الماضي. وكان نوفيتسكي قد اضطر للانسحاب من رالي العام الماضي قبل بدايته وذلك بسبب وعكة صحية. واحتل السائق الليتواني بينيديكتاس فاناجاس وملاحه سواليوس جورجيليناس من فريق “أو سي إس أوسكار” المركز الثاني متقدّمين بثلاث ثوان فقط على المشارك القطري الوحيد هذا العام محمد المناعي وملاحه عادل عبدالله. أما الزوجان إيان وشايلا باركر المقيمان في دولة الإمارات فسجلا رابع أسرع وقت وسينطلقان بعد المتصدرين الثلاثة في المرحلة الخاصة الأولى. وفي فئة الدراجات النارية سعة 450 سم مكعب أنهى الجنوب أفريقي جاوجاين المرحلة متقدماً بنصف ثانية فقط عن الدراج فرانس فيرهوفن، فيما حلّ التشيكي رومان كريجشي في المركز الثالث على متن دراجته “ياماها واي زد 450 إكس”، وسجل جاوجاين، دراج فريق “هوندا جيكو”، وقتاً بلغ 1 دقيقة و60 ثانية وهو أحد المشاركين الأربعة ضمن فريق “جيكو”. أما دراج “كاي تي إم” يعقوب برزيجونسكي، فاحتل الصدارة متقدّماً على ماريك سويديرسكي الذي كان يقود أيضاً دراجة “كاي تي إم إل سي4”، بينما حل الفائز ضمن هذه الفئة العام الماضي مارك كوما في المركز الثالث على متن دراجته “كاي تي إم 690 آر”. وتصدر الهولندي سيباستيان الحسيني فئة دراجات الدفع الرباعي “كوادس” على متن “سوزوكي إل تي آر 450” مسجلاً 1 دقيقة و44 ثانية، وتبعه الإماراتي محمد الشامسي الذي تصدر المرحلة الاستعراضية الخاصة العام الماضي، ومن بعده الإماراتي عبيد الشطبي من فريق “هوندا جيكو” أيضاً. ويعود الشامسي للمشاركة في الرالي بعد أن كان قد تعرّض لإصابة في الظهر خلال المرحلة الأولى العام الماضي.. ولم ينافس في هذه المرحلة 11 مشاركاً من أصل 111 متسابقا تم تسجيلهم في الرالي. أبطال العالم والمنظمون يؤكدون قوة المنافسة أبوظبي (الاتحاد)- على هامش البطولة وعلى الرغم من التحديات والمنافسات الساخنة، سيطرت روح الود بين المتسابقين والمتسابقات من مختلف فئات الرالي حيث تبادلوا الحوارات الودية والتقاط الصور التذكارية في ظل حضور المنظمين. وأكدت بطلة العالم للسيدات عن فئة دراجات «كوادس» لعام 2009، الإيطالية كاميليا ليباروتي باجياني المقيمة بالإمارات، أنها سوف تسعى بكل تأكيد لإحراز اللقب الذي يمثل بالنسبة لها أهمية خاصة وتدرك مدى صعوبة المهمة وقوة المنافسة هذا العام. وأكد الإماراتي يحيى بالهلي والذي قرر الاستعانة بنجله منصور البالغ من العمر 18 عاماً كملاح بدلاً من خالد الكندي، أن خبراته في عالم الراليات تعزز طموحه في انتزاع اللقب لأول مرة هذا العام بعد أن حل وصيفاً العام الماضي للمرة الثانية على التوالي، ومشيراً في الوقت نفسه إلى أن مسارات السباق الوعرة سوف تزيد السباق إثارة ومتعة. واتفق في الرأي مارك كوما الفائز برالي أبوظبي الصحراوي للعام الماضي عن فئة الدراجات، أنه يتطلع إلى الحصول على رابع ألقابه في فئة الدراجات النارية بعد أن فاز برالي داكار ثلاث مرات، مشيراً إلى أنه استمتع بالمشاركة في نسخة العام الماضي التي شهدت منافسة كبيرة وحل خلالها في الصدارة، مؤكداً عزمه على المضي قدماً في النسخة الحالية التي تتسم بالكثير من التشويق والتحديات الكبيرة.