الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أجيال مختلفة تقدم صورة بانورامية عن الفن التشكيلي الإماراتي

أجيال مختلفة تقدم صورة بانورامية عن الفن التشكيلي الإماراتي
19 فبراير 2012
يقام في متحف الشارقة للفنون المعاصرة في منطقة التراث بالشارقة القديمة المعرض السنوي العام لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، والذي افتتح مطلع هذا الشهر، وينتهي في أبريل المقبل، في واحدة من أكثر دوراته دلالة على تميز الفن التشكيلي الإماراتي، حيث بلغ هذا المعرض بدورته هذه ثلاثين سنة تماماً. قد يكون هذا المعرض الذي يسعى الفنانون الإماراتيون إلى المشاركة به، من بين أعضاء الجمعية العاملين والمنتسبين ومن خارج هذه القائمة أيضا، هو الأبرز في الإمارات، والمعرض الأم الجامع في كل دورة من دوراته، والبعيد عن ضرورات الاقتناء والبيع وما بينهما من حسّ تجاري يستفيد منه فنانون من دون آخرين، كما أنه الأكثر تعبيرا عن ما يحدث في الحركة التشكيلية الإماراتية (الآن، وهنا). عن المعرض العام ومنذ بدايات المعرض العام كانت هناك مشاركات عربية، من فنانين عرب مقيمين، وكذلك مشاركات أجنبية قد تركت أثرها خاصة في البدايات، أي في السنوات العشر الأولى من عمر المعرض التي تمتد على مساحة الثمانينات من القرن الماضي، غير أن مراكمة الجهود الذاتية بالدرجة الأولى ومجمل الأنشطة التدريبية وغير التدريبية التي عهدت الجمعية على نفسها أن تقوم بها، راكمت شيئا فشيئا تجارب فنية لها صوتها الخاص وباتت الآن الأكثر تأثيرا ربما في الساحة التشكيلية المحلية الإماراتية، والتي خلقت بدورها اتجاهات مختلفة ومتعددة بتعدد تجارب الفنانين أنفسهم، من بين هؤلاء الفنانين على سبيل المثال يبرز اسم الفنان عبد الرحيم سالم الذي يتجاوز نفسه، في كل مرة يقدم فيها جديدا، وكذلك الدكتورة نجاة مكي، من دون أن ينفي ذلك تأثيرات لحسن شريف وعارف الريس بل أيضا لعبد الله السعدي ومحمد إبراهيم أحمد، وسواهم من غير الفنانين المشاركين في هذه الدورة للمعرض في العديد من التجارب بهذه الطريقة أو تلك، فقد فتح هؤلاء الفنانون الباب واسعا أمام أجيال جديدة من الفنانين الإماراتيين لتكون بدورها ممارِسة لهذا التجريب الفني بالقدر الذي يحقق لكل تجربة خصوصيتها، وأن تكون هناك مؤثرات أخرى تتصل بما يحدث من تطورات في مجال الفنون التشكيلية في العالم بحسب اجتهاد كل فنان وما راكمه من خبرات. الانفتاح والتجريب وربما أن ذلك كان دافعا أساسيا لدى عدد من الفنانين الإماراتيين في الانفتاح والتجريب في مجمل الحقول الفنية بدءا من اللوحة المسندية سواء كانت كلاسيكية أم تنتمي إلى البوب آرت أو غير ذلك، ومن ثم الأعمال التركيبية ثم الفيديو آرت والصورة الفوتوغرافية، والتداخل بين كل هذه الفنون معا في عمل واحد، كما في أعمال خليل عبدالواحد وابتسام عبد العزيز ومنى العلي وناصر نصر الله وخالد البنا وليلى راشد، والكثير من الفنانين الذين هم في أوج عطائهم الفني، أضف إلى أن فناناً فوتوغرافياً مخضرماً مثل جاسم ربيع يقدم تجربة خاصة جدا في التصوير الفوتوغرافي لجهة إمكانية معالجته السطح التصويري وعلاقته بالشكل والمضمون. وجملة القول إن المعرض صعب على المستوى النظري، ويحتاج إلى تخصصات مختلفة باختلاف الحقول التشكيلية التي وجد فيها فنانون مادة تعبيرية واختبارا لعلاقة الجمهور بالعمل الفني، وهذا الأمر أوسع بكثير من مقدرة ناقد تشكيلي متخصص. وما يزيد هذا الأمر صعوبة هو وجود تجارب أخرى متفردة يقدمها فنانون إماراتيون مثل محمد القصاب وأحمد شريف وسواهما. جائزة الطلبة المعرض السنوي العام لدورته هذه استحدث جائزة للطلبة في الأقسام التشكيلية التي تتبع الجامعات الإماراتية، ففضلاً عن جعل هؤلاء الطلبة الذين هم مشاريع فنانين الآن، وهم جديرون بالتشجيع بسبب مواهبهم فإن الخوف عليهم يأتي من داخلهم أنفسهم، أي أن يعتقد الواحد من بين هؤلاء أنه فنان قد اكتملت أدواته وأن كل ما يأتي منه هو فن، وواقع الأمر أن أي مبدع لا يشك في منجزه دائما وباستمرار هو مبدع ساكن لم يعد لديه ما يقدمه. أيضا يقدم المعرض عددا من التجارب الفردية العربية التي الجديرة بالانتباه إليها، والتي هي موجودة عربيا وإماراتيا، وكذلك في بلدانها مثل بعض الفنانين من العراق والسودان وسوريا، الأمر الذي هو جدير بالمتابعة بالفعل، نظراً لأهمية المنجز في سياق تطور تجاربهم الخاصة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©