الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سفراء قصر الحصن.. وجوه مشرقة تحمل البسمة لزوار المهرجان

سفراء قصر الحصن.. وجوه مشرقة تحمل البسمة لزوار المهرجان
27 فبراير 2014 20:41
مجموعة من شباب الإمارات عمّروا أروقة مهرجان قصر الحصن الذي بدأ في 20 فبراير الجاري ويحط رحاله في الأول من مارس المقبل، يجمعهم هدف يتمثل في التعريف بالتراث الوطني الإماراتي الذي تأخذ به يد الأيام إلى الحاضر البهي وتنسج قصصه البيئات التي عاش في رحابها المواطن الإماراتي لتقدم سيرته الأولى كاملة، تروي فصولها العقول النضرة التي تمتلك بالفعل مهارات عالية المستوى، فاستحق مجموعة من شباب الجامعات أن يكونوا سفراء قصر الحصن عن جدارة واستحقاق.. واللافت أنهم لا يتركون أماكنهم ويطلقون ابتساماتهم المشرقة في فضاء المهرجان فتمنح الزائر الإحساس بالسكينة وتدفعهم للتفاعل مع كل ما يدور في جنبات ساحة القصر من فعاليات تراثية تستحضر عبق الماضي وورش شعبية من قلب الموروث الشعبي تجاري الزمن وتلقي كلمة في سمع الأيام، وتنثر درر السنين الماضية على بساط قصر الحصن، متحملين مسؤولية كبيرة في هذا العرس السنوي المتميز وكانوا حقاً على قدر المسؤولية واستطاعوا أن يكونوا واجهة مشرفة فتركوا لدى الجميع انطباعات طيبة. أشرف جمعة (أبوظبي) - منذ انطلاق مهرجان قصر الحصن في دورته الثانية والعديد من فتيات الجامعة والفتيان يتخذون موقعهم في أحضان البيئات التي شكلت معالم الاحتفال السنوي الكبير بالحصن، وقدموا معلومات كثيرة لزوار المهرجان في مختلف الأركان التراثية بخاصة أنهم خضعوا إلى دورات مكثفة أكسبتهم العديد من المهارات اللازمة لخوض غمار اللحظات الشائقة وسط حضور مكثف من الزوار الذين تنوعت جنسياتهم لكن مقاصدهم توحدت، وما من شك في أن إلمام سفراء قصر الحصن بعناصر موضوع الورشات التي يقدمونها أسهم في تكوين صورة مقاربة لدى الجمهور عن الموروث الشعبي المحلي، لكن تبقى السمة المميزة لهذه الفئة من الفتيات والفتيان تتمثل في أنهم استفادوا جميعاً من الرواة التراثيين في معرفة العديد من مفردات التراث فحفظوها عن ظهر قلب، ونقلوها للآخرين بمنتهى الدقة. ثقافة محلية تتمتع سكينة موافي، التي تدرس التطوير التربوي في جامعة زايد، بثقافة محلية عالية ولديها قدرة على التحدث بأسلوب لبق منمق عن الورشة التي تقدمها للزوار في المهرجان وحول مدى تفاعلها مع الحدث والتعامل مع الجمهور، تقول: عندما دعتنا الجامعة إلى المشاركة في هذا الحدث خضعنا لاختبارات من أجل الوقوف على إمكانياتنا الفردية ومهاراتنا الخاصة ومدى قدراتنا على التعامل بمرونة مع زوار قصر الحصن بخاصة أنه الحدث الأبرز في الساحة الإماراتية، فضلاً على أن المهرجان يلقي بظلاله الكثيفة على المراحل التاريخية في مسيرة جزيرة أبوظبي منذ البدايات الواعدة إلى التألق والتطور والحضور العالمي المشرف. وتتابع سكينة: عندما تقرر وجودي في هذا الحدث ومشاركتي زملائي في تعريف الفعاليات وتوضيح معالم برنامج المهرجان للزوار وجدت نفسي أمام مسؤولية كبيرة لم أعتد عليها من قبل لكنني قررت أن أنافس نفسي وأن أتفوق، لذا اهتممت كثيراً بالدورات التدريبية التي خضعنا إليها والتفت إلى كل صغيرة وكبيرة من أجل أن أعي جيداً كل التوجيهات، وحين أحسست بأنني مؤهلة بالفعل للقيام بهذا الدور دخلت في أجواء الفعاليات والتحمت بها لكن الطريف أنني اكتشفت أن جوانب التراث المحلي غزيرة ولا يمكن الإمساك بها في فترة وجيزة، وعلى الرغم من ذلك فقد استفدت من وجودي في بيئة الواحات حيث كنت أقدم للزوار ورشاً عن هذه البيئة السخية التي عاش المواطنون في رحابها وتكيفوا مع طبيعتها بصورة كبيرة. وما أشعرني بسعادة بالغة أن الكثير من الزوار الأجانب كانوا يشعرون بالاستمتاع بكل ما نقدمه من معلومات تراثية كثيرة. ورش عمل ولا تخفي ميثا الشيباني، التي تدرس علوم سياسية في جامعة زايد، أن الدورات التدريبية التي خضعت لها قبل ممارسة مهامها كواحدة من سفيرات قصر الحصن أفادتها كثيراً بخاصة الورش المعنية بأساليب التعامل مع ضيوف المهرجان. وتلفت ميثا إلى أنها تخصصت في التعريف بالنخلة الإماراتية التي مثلت في الماضي عصب حياة سكان الدولة، موضحة أن العديد من زوار المهرجان كان لديهم شغف بمعرفة مدى الاستفادة من النخلة التي تعد من أقدم المزروعات في التاريخ. وتؤكد أنها كانت تتحدث إليهم عن أهميتها في مد الظلال والجلوس تحتها للراحة وتنسم الهواء فضلاً على التمر الذي تنتجه، بالإضافة إلى أنها تمد الإنسان بالعديد من الأشياء التي تستخدم في العديد من الصناعات. وترى ميثا أن فئة الأطفال أحبوا الجلوس بين يدي المدربين التراثيين من أجل الاستماع إلى الحكايات المرتبطة بالنخلة قديماً، فضلاً على أن الكبار اطلعوا بشكل مباشر علي كيفية صناعة الحبال التي تستقى من النخلة نفسها، وهو ما جعل الإقبال على الورش المتخصصة كبيراً للغاية. واللافت أن مثل هذه الورش منحت الزوار معلومات قيمة عن التراث الإماراتي الممتد عبر الزمان والمكان، وأظهرت أيضاً مدى حفاوة سفراء قصر الحصن بالجمهور، ورغبتهم في تقديم أوجه المساعدة للجمهور كافة. تجربة جديدة وتبين سارة الخوري، التي تدرس إدارة الأعمال في جامعة زايد، أنها تعيش هذه المرحلة تجربة مختلفة من جميع الجهات، إذ إنها استفادت كثيراً من وجودها ضمن فريق سفراء أبوظبي، وتذكر أن دور السفراء مهم للغاية شريطة أن يمتلك المشارك أدواته جيداً حتى يتولد لديه الشعور بالمسؤولية وأهمية الحدث. ولا ترى الخوري أن العمل ضمن هذا الفريق شاق كما يتصور البعض لكنه ممتع لما يحمل في مضمونه من رسالة قيمة، فالتراث المحلي المسافر في الزمان والمكان يستعيد رونقه وشكله القديم من خلال الكم الهائل من الفعاليات التي تقدم عبر مهرجان قصر الحصن في هذه الدورة المميزة للغاية، بخاصة أن البرنامج متجدد، وأن الأدوار التي يقوم بها السفراء متعددة، فضلاً على أن نقل المعلومة للزائر يحتاج إلى سلاسة في الحديث وقدرة على الاحتواء، فالزائر بطبيعة الحال متعجل، ويود أن يأخذ من ركن بالمهرجان بطرف حتى يكوّن في النهاية فكرته العامة عن هذا الحدث البارز المهم على الصعد كافة. وتشير الخوري إلى أنها تحاول قدر المستطاع أن تكون مرشدة تراثية غزيرة المعلومات حتى لا تترك موطناً في الركن الذي تخصصت فيه إلا وألمت به. إضاءة تاريخية في أحد أركان المهرجان المخصصة للإبل، كان صالح المري يواصل مهامه لتقديم إلمامه التاريخي عن الإبل في الإمارات، وعلى الرغم من أنه لم يزل يدرس في الجامعة إلا أنه استطاع في فترة التدريب أن يتعمق في تاريخ الإبل في الدولة ويقف بصورة مقاربة على منافعها والدور التي كانت تقوم به في الماضي لكونها شاركت سكان الإمارات في كل شيء، فكانت مصدرا مهما للغذاء عبر ألبانها ولحومها وشحومها وجلودها ومصدرا للتنقل والحركة في المناطق القريبة والبعيدة. ويلفت المري إلى أن ركن الإبل حظي باهتمام واسع من قبل الزوار الذين حرصوا على اعتلاء ظهور الجمال من أجل الحصول على صور تذكارية وكذلك كان هذا الركن وجهة مفضلة للأطفال الذين كانوا يطعمون الجمال بأيديهم في إشارة إلى أن مشاعر الرهبة من هذا الحيوان تلاشت تماماً في صدورهم. ويذكر المري أنه استمتع كثيراً بما قدم للجمهور من خلال وجوده ضمن فريق سفراء قصر الحصن. مسؤولية كبيرة من بين الذين تلقوا دورة كاملة حول الكلاب السلوقي خالد أحمد صالح، الذي يدرس القانون، والذي أدي دوره على أكمل وجه، حيث كان بحق سفيراً متميزاً في فعاليات قصر الحصن، بخاصة أن زوار المهرجان من الأجانب حرصوا على الاقتراب من الكلاب السلوقي والتقطوا لأبنائهم صوراً معبرة. ويورد خالد أنه كان لديه بعض المعلومات عن تاريخ الكلاب السلوقي في الدولة، لكنه شعر بالإعجاب الشديد عندما عرف أن سلالات هذه الكلاب لم تهجن، وأن الدولة لم تزل تحافظ على السلالة المحلية بصورة كبيرة، ويلفت إلى أن جميع أعضاء فريق سفراء قصر الحصن كانوا على قدر المسؤولية. متطوعون في حب الوطن سفراء قصر الحصن هم مجموعة من الطلبة والطالبات الذين ينتمون إلى مؤسسات أكاديمية وتعليمية مختلفة في الدولة، ويصل عددهم إلى نحو 200 طالب وطالبة خضعوا لمراحل متعددة من التأهيل والتدريب على مهارات التواصل الاجتماعي، والقدرة على إدارة الورش التراثية وقيادة الجولات التعريفية داخل القصر، والكثير منهم يتحدث عدداً من اللغات الحية العالمية، وهم جميعاً من أبناء الإمارات وتتوزع المهام بينهم، فالطالبات لديهن مواعيد عمل تبدأ من الساعة الرابعة إلى السابعة والنصف مساء، بينما الطلاب فهم يعملون في هذا التوقيت أيضاً، ويمتد عمل بعضهم حتى الحادية عشرة مساء، وهم بمثابة دليل زوار المهرجان، فضلاً عن أنهم لا يتقاضون أجراً على هذه المهمة التي يعدونها وطنية بالدرجة الأولى، فهم متطوعون في حب الوطن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©