الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جمهور «قصر الحصن» يشيد بـ «قهوة» ومذاقها الأصيل

جمهور «قصر الحصن» يشيد بـ «قهوة» ومذاقها الأصيل
27 فبراير 2014 20:24
لكبيرة التونسي (أبوظبي) - تتواصل فعاليات مهرجان قصر الحصن الذي يمثل احتفالاً ثقافياً وتاريخياً بأقدم مبنى تم تشييده في أبوظبي، ويستقبل الحدث آلاف الزوار من 20 فبراير وحتى 1 مارس 2014، بعدما حقق نجاحاً هائلاً في دورته الأولى التي جرت في العام الماضي، ويعرف هذه السنة إضفاء العديد من الفعاليات الثقافية والتراثية والتعليمية لتطوير ذلك الارتباط الوثيق بين الجمهور وبين المجمع الثقافي الذي يعد واحداً من أهم مباني أبوظبي، كونه يجمع ما بين فنون هندسة العمارة الحديثة العصرية والإسلامية، من حيث مبادئ التصميم الأساسية والإضافات الجمالية والفنية، ونظرا لأهميته التاريخية والمعمارية والرمزية والحضارية، أسهم المجمع الثقافي في أن تصبح أبوظبي مركزاً ثقافياً مهماً في المنطقة يحظى بالتقدير والمصداقية على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويمثل هذا المبنى أحد المكونات المهمة للذاكرة الجماعية لأبوظبي، فقد فتح أبوابه لاستقطاب الجمهور وتثقيفه وتعليمه جوانب مهمة من حياة الإنسان الإماراتي من خلال عاداته وتقاليده. «قهوة» كانت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، قد أعلنت عن برنامج أنشطة المجمع الثقافي ضمن فعاليات مهرجان قصر الحصن. بحيث يمثل الافتتاح الجزئي حدثاً مهماً بالنسبة للعديد من الزوار لاستعادة لحظات من ذكرياتهم المرتبطة بهذا المكان الذي يشهد إقامة العروض الأدائية وورش العمل والأفلام، ومن بين البرامج الحديثة التي تهدف إلى خلق تجربة متميزة متعددة الحواس وتعكس روح الثقافة الإماراتية التي يقدمها المجمع للزوار «قهوة» المفهوم الجديد ذات التصميم العصري، والتي يتذوق فيها الزوار القهوة الإماراتية الأصيلة في أجواء تعكس أهمية هذا التقليد التراثي في الإمارات، والذي يستمتع فيه الضيوف ويمكنهم الاحتفال بأحد عناصر التراث المعنوي في الإمارات. تعكس الطابع الإماراتي عند دخول هذا المكان الذي صمم على شكل خيمة كبيرة بطابع عصري، دائرية الشكل تحتضن موقد جمر كبيرا يتوسطها، حيث توضع عليه العديد من أباريق القهوة التي تطلق عبقها في المكان فتصب رائحتها صبا، فينتعش الحضور، لابد وأن يسعى للحصول على فنجان ثم آخر، ولا يخرج أحد من هذه الزاوية التي تجمع التقاليد والعادات والمتعة في آن واحد إلا وهو يقتني أكثر من نوع من هذه الأنواع التي تباع في زاوية من زوايا «قهوة»، ويشرف طاقم من الإناث والذكور على تلبية طلبات الزوار بكل أريحية ولا يتوانون في شرح تفاصيل القهوة العربية. أما المكان الداخلي وعلى مدار الموقد الكبير المرتفع عن الأرض، تفرش مفارش عصرية تناسب ذوق الزوار الأجانب، بينما تفرش المنطقة الخارجية بجلسات عربية تتيح الفرصة للاستمتاع بأجواء الطقس المعتدل، إلى ذلك قالت شمسة المزروعي عن «قهوة»، إنها سعيدة بتواجدها في هذا المكان بقصر الحصن، وأبدت رغبتها في تواجد مثل هذه الأماكن مستقبلاً في الإمارات بما يعكس الطابع الإماراتي ويحفظ العادات والتقاليد من الاندثار، ويجد الزائر في «قهوة» جميع التقنيات والمواد الخام والأواني وطقوس التحضير وصوت الأدوات الخاصة بإعدادها، وطقطقة النار ورائحة تخمير القهوة، والتقديم المتتابع من اليمين إلى اليسار واحترام منزلة وعمر الضيوف والقصص الرمزية لتناول القهوة. من جهتها، عبرت الطالبة شيخة أحمد عن سعادتها، وأكدت رغبتها في تواجد مثل هذا البرنامج وتعميمه على كل الإمارات، حيث أكدت أن بعض البلدان تتوافر فيها مثل هذه المقاهي، والتي تتيح مساحة واسعة للطالبات بالتواجد فيها ومناقشة بعض الكتب، والحديث عن قضاياهن، ويطلق عليها «قهوة ثقافية» ورغم أن هناك العديد من نوادي قراءة الكتب، لكن تظل هذه النوادي حبيسة جدران البيوت. روح المكان وإذا كان هذا رأي بعض الإماراتيين، فإن هناك من يشاطرهم الرأي بإبدائه رغبة أكيدة في تواجد الفكرة واستمرارها، لكن للإيفاء بغرض آخر وهو لعكس الطابع الإماراتي وروح المكان، إلى ذلك قالت دنييل سامي: «لطالما كنت أبحث عن حدث مثل هذا، أجد فيه روح المكان وعبق الماضي، أجد من يحدثني عن أنواع القهوة والفروق بينها، واليوم أخذت العديد من الصور هنا، وليست هذه الزيارة الأولى لي في المكان، بل تعددت، ودعيت صديقاتي لارتشاف فناجين القهوة الإماراتية، واشترينا بعض الأنواع منها». تميز وإبداع وأشارت ريم المنصوري، مبرمج مشاركة مجتمعية في مهرجان قصر الحصن، إلى أن المجمع الثقافي في قصر الحصن يشهد إقامة فعالية مميزة جدا في هذه الدورة، بما يعكس العادات والتقاليد الإماراتية وارتباطهم بالقهوة تحت عنوان «قهوة»، والتي تأخذ الطابع الإماراتي، حيث تقدم بطريقة مميزة، وسيكون الزائر على موعد مع طقوس شرب القهوة على أصولها إلى جانب التعرف إلى أنواعها وطريقة تحميصها وإضافة المنكهات وفرصة الاقتناء منها، ويحظى الزوار أيضا بفرصة نادرة لتذوق القهوة الإماراتية الأصيلة. وتابعت: «تعد القهوة من أبرز عادات وتقاليد مجتمع الإمارات منذ مـئات السنين، فهي ترمز للكرم والضيافة، كما ترمز للتقارب والتواصل الاجتماعي، وتقدم القهوة التي تخلط أمام الزوار، بعدة نكهات منها القهوة الإماراتية التقليدية، وهي قهوة خفيفة التحميص أو متوسطة التحميص أو غامقة مع الهيل، والقهوة الإماراتية المعطرة، وهي قهوة متوسطة التحميص مع الهيل والزعفران، والقهوة الإماراتية الخاصة، وهي عبارة عن قهوة متوسطة التحميص مع الهيل والزعفران وماء الورد، والقهوة الإماراتية مع الزنجبيل، وهي عبارة عن قهوة متوسطة التحميص مع الهيل والزنجبيل، والقهوة الإماراتية مع القرفة، وهي قهوة متوسطة التحميص مع الهيل والقرفة والقرنفل، كما تسمح «قهوة» للزائر بتذوقها واقتناء أنواع عدة منها. فن القهوة وأردفت ريم المنصوري قائلة: يعد «قهوة» كموقع يتميز بالطابع الإماراتي القديم، وقد تم إنشاؤه لاستضافة وتعزيز هذا التاريخ الغني، ويدعو «قهوة» إلى إجراء حوار بين الماضي والحاضر بين التقاليد والحداثة، والممارسات العصرية، وأثناء الاستمتاع بالقهوة يستطيع الزوار استكشاف المزيد من التقاليد وصنع تجاربهم الخاصة، وإعادة نسجها في حياتهم، انطلاقاً من تقاليد القهوة، باعتبارها أحد رموز العراقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©