الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احتضنوا أولادكم

احتضنوا أولادكم
19 مايو 2009 03:31
تمر في حياتنا مواقف كثيرة واحداث عديدة، منها السيئ ومنها الجميل، فيؤثر فينا السيء بشكل كبير، فيصيبنا الكدر والهم والحزن، وتأخذ فينا الانفعالات دورها المعتاد. فالطفل يفزع من أمور تخيفه كالأشياء الغريبة وبعض الحيوانات والأصوات وغيرها، والشاب يصاب بالقلق والتوتر والخوف من جراء الامتحانات والصدمات والإهانات والتعليقات السلبية والأخطاء وبعض التغيرات الفيزيولوجية ومشاكل المراهقة وغيرها، والبالغ يصاب بالكدر والهم والحزن بسبب كثرة الأعباء والمسؤوليات والديون ومتطلبات الحياة ومشاكلها. فكل تلك المشاعر والعواطف تكبت وتحبس في الصدور، منها ما يخمد لأجل مسمى ومنها ما يستثار من وقت لآخر وفقا للمؤثرات الداخلية والخارجية. والصدر محل الرئتين والدورة الدموية والعملية التنفسية وجهاز المناعة، والقلب الذي يعتبر مركز الوعي والمشاعر والعواطف، وهو مكمن حليب الرضع عند الأمهات. فمما سبق ذكره يمكننا أن ندرك أهمية الاهتمام بمنطقة الصدر ودورها الأساسي والحيوي في حياتنا، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، كيف لنا أن نحافظ على سلامة الصدر من المشاكل الصحية والنفسية؟ الإجابة عليه هي مربط الفرس. إذ يذكر علماء النفس ان الطفل بحاجة إلى 24 ضمة في اليوم لتحقيق النمو النفسي والجسدي السليم. فهل تعلم أن الإنسان بحاجة للضمة مهما كان عمره! هل تعلم ماذا تفعل الضمة في كيان ووعي ومشاعر الإنسان؟ لا يدرك ذلك إلا من عاش أثرها على حياته. لذا أوجه رسالة للآباء أدعوهم فيها إلى الاهتمام باحتضان أبنائهم، وأخص بهذا النداء الأمهات، فوالله لقد جاءتني من النساء من تعدين سن الثلاثين يبكين من عدم احتضان أمهاتهن لهن!. أيتها الأم الفاضلة، إذا أتتك ابنتك تطلب حضنك فرجاءً لا ترديها ولا تدفعيها بعيداً عنك ولا تستغربي منها ذلك بل بادري أنت باحتضانها وضمها لصدرك وذلك لأسباب كثيرة منها أن الاحتضان: يخفف الانفعالات ويزيل شحناتها السلبية ويهدئ النفس ويغير في السلوك والتفكير. يقوي جهاز المناعة ويحسن من عملية التنفس وهو علاج للربو وضغط الدم. يجعل نمو الصدر عند الإناث طبيعي يتناسب مع الجسد (ليس بكبير ولا بصغير). يجعل نمو الجسم بشكل طبيعياً، فمن أحد أسباب السمنة عدم الاحتضان. عزيزي القارئ إن موضوع الاحتضان كبير وحساس جداً، فلا تستهين به واسعى دائماً لتحقيقه لأبنائك ولمن يحق لك احتضانه، فلقد حزنت كثيراً عندما قالت لي فتاة تبلغ العشرين من العمر: "لم تحتضني أمي في حياتي إلا ثلاث مرات"، وسمعت عن شاب قال لوالدته: "أمي أريدك أن تحضنيني" فردت عليه الأم: "دع عنك هذا الكلام، فأنت لست بطفل". إنها مصيبة عندما نعتقد بأن الاحتضان للأطفال فقط. عندما ذكرت أهمية الاحتضان في إحدى الدورات قال أحد الآباء بعفوية أمام الجميع: "وأنا من يحتضنني؟!". إنها حقيقة النفس البشرية، فهل أنتم يا عزيزتي الأم ويا عزيزي الأب مستعدون لاحتضان فلذات أكبادكم وإغداق مشاعركم الحنونة عليهم قبل أن ...؟ نصيحة من أخ محب لكم لا تترددوا؛ لإن فيها الخير الكثير لكم ولأبنائكم. وللحديث بقية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©