الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حملة لتنظيف شوارع القاهرة تنطلق من ميدان التحرير

حملة لتنظيف شوارع القاهرة تنطلق من ميدان التحرير
20 فبراير 2011 20:41
بعد نجاح ثورة 25 يناير في تغيير النظام في مصر، انبثقت مكاسب أخرى، أبرزها ما تشهده البلاد حاليا من ميلاد روح جديدة تسود بين المواطنين- لاسيما جيل الشباب- وهي روح التعاون والتضامن لإعادة تعمير مصر واسترداد وجهها الحضاري المشرق. والمألوف الآن أن تجد في شوارع وميادين القاهرة مواطنين من أعمار مختلفة يتسابقون لتنظيف الشوارع ورفع المخلفات وإصلاح الأرصفة وطلائها، وساعد في ذلك استمرار إغلاق المدارس والجامعات، مما أفسح المجال أمام آلاف الشباب للمشاركة. كان لميدان التحرير (رمز 25 يناير) الذي شهد 18 يوما من المظاهرات نصيب الأسد من روح التعاون والتضامن في الأيام الماضية إذا اندفع المئات من شباب الثورة ممن كانوا معتصمين داخل الميدان إلى رفع المخلفات من حجارة وأتربة وأوراق ولافتات وحواجز وتنظيف الشوارع المجاورة. أواني التنظيف أمسك سامح ماهر (20 عاماً)- طالب بكلية الهندسة جامعة القاهرة، بمكنسة لتنظيف مدخل ميدان التحرير من ناحية تمثال الشهيد عبدالمنعم رياض، وقال لنا: “حان الوقت لأن ننظف بلادنا من كل ما يعرقل تقدمها بداية من القمامة التي تملأ الشوارع إلى الأفكار السيئة التي تلوث العقول إلى لصوص المال العام والفاسدين ومعاقبة كل من أخطأ في حق هذا الوطن”. ويضيف: “أقوم بتنظيف الميدان منذ يومين مع مجموعة من أصدقائي وأنا فخور بهذا العمل وأتجنب مخاطره عبر ارتداء “كمامات” تحول دون دخول الأتربة إلى الرئتين لأنني أعاني حساسية في التنفس ولكني لم أتردد في المشاركة كي تستعيد بلادي صورتها الجميلة”. وقال إنه اشترى الأدوات التي استخدمها في اليوم الأول على نفقته الخاصة وفي اليوم الثاني رفض البائع تقاضي ثمنها فور علمه بأنها تستخدم في تنظيف ميدان التحرير كنوع من المشاركة في الحملة. صفحة جديدة انهمك عدد من الشباب في غسل تمثالي عبدالمنعم رياض وعمر مكرم والأسود الأربعة على كوبري قصر النيل الذي يربط ميدان التحرير بالأوبرا المصرية. تقول منال جبريل (18 عاماً)- طالبة بآداب عين شمس: “غضبت كثيراً حين رأيت على إحدى القنوات الإخبارية مشاهد لتكدس القمامة في شوارع القاهرة خاصة ميدان التحرير عقب نجاح ثورة 25 يناير. فأمسكت بالمكنسة وبدأت أنظف أمام منزلي بحي العباسية ودعوت صديقاتي إلى فعل ذلك أيضا أمام بيوتهن ثم اتجهنا سويا بعد ذلك إلى ميدان التحرير لنقوم بواجبنا تجاه نظافة بلدنا”. من جهته يقول يوسف سالم (22 عاماً): “لا بد لمصر الجميلة أن تعود نظيفة من جديد بأيدينا كي نكمل نجاح ثورة 25 يناير. فأنا وبقية زملائي في الميدان بصدد كتابة صفحة جديدة من تاريخ تلك الثورة المجيدة باستعادة مصر لنظافة شوارعها وميادينها وليس من العيب إطلاقا أن نكنس شوارع بلدنا فذلك شرف كبير لنا”. ولا يقتصر العمل في ميدان التحرير على تنظيفه من الأتربة والمخلفات بل يمتد إلى إعادة ترميم أرصفته وطلائها بعدما تعرضت للتدمير من المتظاهرين أنفسهم لاستخدام حجارتها للدفاع عن أنفسهم خلال المظاهرات. مشاركة جماعية بعد عودة حركة مرور السيارات إلى داخل ميدان التحرير عقب فتح جميع المنافذ المؤدية إليه من قبل رجال الجيش بات من المألوف مشاهدة سائقي السيارات وهم يهتفون لتشجيع الشباب. ولم يتردد بعض سائقي السيارات في القدوم إلى الميدان ولو لدقائق للمشاركة الجماعية في تنظيفه. يقول أحمد عبد ربه (46 عاماً)- رجل أعمال أسهم في تنظيف ساحة مسجد عمر مكرم: “تبعاً لأسباب صحية اكتفيت من قبل بمشاهدة هؤلاء الثوار الشباب عبر الشاشات وهم يغيرون وجه مصر بأعظم ثورة سلمية في التاريخ المعاصر، واليوم وبعد أن تعافيت ليس أقل من أن أشاركهم تنظيف الميدان”. وأوضح أنه تكفل بشراء مكانس وأكياس قمامة كبيرة وعلب طلاء ووزعها على الشباب مساهمة في استعاده وجه مصر الحضاري”. كما وزع الشباب منشورات مكتوبة بعفوية تدعو المصريين إلى الالتزام بتنظيف بلادهم والتعهد بتطبيق القانون واحترامه والامتناع عن دفع أي رشوة في دوائر الدولة المختلفة وفضح المفسدين في أي مكان وباتت مطالعة منشورات معلقة على جدران الشوارع والبيوت من المشاهد المألوفة. وحضر مسنون من الجنسين إلى ميدان التحرير لمساعدة أبنائهم وتوزيع قفازات وأكياس بلاستيكية لمن يريد مشاركة المتطوعين في تنظيف الميدان. تعاون وتكاتف بادر الشباب بالاتصال فيما بينهم عبر الهواتف ومواقع الإنترنت للحث على المشاركة في حملات تنظيف مصر باستمرار، وأرسل البعض رسائل قصيرة إلى أرقام هواتف عشوائية لحث أصحابها على الاستجابة. تقول سمر عبدالله- طبيبة شابة: “تلقيت رسائل sms على هاتفي المحمول تحمل كلمات “هيا نبنى مصر.. هيا ننظف مصر” وجميعها تدعوني إلى المشاركة بالجهد والمال في تنظيف مصر واتصلت بأصدقائي ومعارفي ودعوتهم لذلك، فهذا هو الوقت الذي نتعاون فيه سويا في حب مصر فباتحادنا معا نستكمل ما بدأته ثورة 25 يناير من تغيير مصر نحو الأفضل”. وفي شارع قصر العيني المؤدي إلى ميدان التحرير الذي سبق للشباب أن اعتصموا على أرصفته عدة أيام بدت الصورة قريبة مما يحدث في ميدان التحرير حيث انهمك عشرات الشباب في تنظيفه. يقول عمرو محمد (17 عاماً): “أشعر بالفخر وأنا أشارك في هذا العمل الوطني”. بينما يقول طارق حامد (19 عاماً) وهو يشير إلى عربة القمامة لتقترب منه كي يضع بداخلها كيسا للقمامة: “كلنا مصريون وحان الوقت لنتكاتف معا في كل حملة تهدف إلى تعمير بلدنا”. وخرج الشباب من أبناء حي جاردن سيتي ومنطقه ضريح سعد زغلول المجاورة من أجل تنظيف شارع قصر العيني والشوارع المحيطة به. وأشار أحدهم إلى أنه لا يشعر بالحرج وهو يرتدي “الأفرول” ويحمل القمامة فذلك وسام على صدره، لاسيما أنه يجد ترحيبا كبيرا من المارة والأجانب المترددين على السفارات الأجنبية في حي جاردن سيتي. إضاءة لم يشعر الشباب بالتعب أو الإرهاق رغم ضخامة كمية المخلفات والأتربة التي رفعوها. وأوضحوا أن عربات القمامة الموجودة في الشوارع وميدان التحرير بعضها تابع لـ”هيئة نظافة وتجميل القاهرة” والأخرى لشركة “المقاولون العرب” التي سعت لتقديم المساعدة في حملات النظافة، ومن المواطنين من يسهم بعربات نصف نقل لحمل القمامة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©