السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المقاصف المدرسية حائرة بين الاشتراطات الصحية ورغبات الطلاب

المقاصف المدرسية حائرة بين الاشتراطات الصحية ورغبات الطلاب
20 فبراير 2011 20:44
لم يعد الاهتمام بالتغذية المدرسية نوعاً من الترف، بل أصبحت جانباً مهماً ومطلباً أساسياً يرفد تكامل العملية التربوية والتعليمية لارتباطها المباشر بصحة الطلاب كثروة بشرية فاعلة في المجتمع، ولأن كثيراً من المشاكل الصحية للطلاب يرتبط بما يتناولونه من مأكولات ومشروبات خلال اليوم الدراسي الذي يمتد لأكثر من ست ساعات تمتد لما يزيد عن اثني عشر عاما. أبوظبي (الاتحاد) ــ فضلاً عن علاقة التغذية الوثيقة والمباشرة بالحالة الذهنية للطلاب ونموهم المتوازن وقدرتهم على الاستيعاب والتحصيل العلمي، وحساسية مرحلتهم العمرية التي تتشكل فيها بنية الجسم وتتشكل فيها ثقافته وسلوكه الغذائي بما يؤثر إيجاباً أو سلباً على بقية حياتهم، أثبت كثير من البحوث والدراسات التربوية المتخصصة بأن ثمة علاقة وطيدة بين صحة الطلاب ومستوياتهم الدراسية وأوضاعهم النفسية وسلوكهم الاجتماعي. معايير دولية تقول لمياء يزيد، مديرة المدرسة الإسلامية الدولية: “أخذ مجلس أبوظبي للتعليم على عاتقه إعداد خطط تطوير تهدف إلى تحديث وتطوير المقاصف المدرسية في جميع مدارس إمارة أبوظبي وفق المعايير الدولية الطموحة، واعتماد لائحة شاملة للمقاصف المدرسية في النموذج المدرسي الجديد، بهدف تعزيز الوعي الغذائي في المدارس تطبق بالتعاون مع هيئة أبوظبي للرقابة الغذائية وإدارات المدارس لتنفيذ الإدارة السليمة لمرافق المقاصف المدرسية لضمان وسلامة الغذاء والنظافة وتحديد خيارات الغذاء الصحي، ومنع الوجبات السريعة والمشروبات الغازية وعصائر الفاكهة غير الطبيعية وبدائل العصائر والحلوى الصناعية”. التوعية الغذائية ويكمل سعيد عبدالله المبارك “من أولياء الأمور”: “ينبغي أن تلعب المقاصف دوراً صحياً وتعليمياً واجتماعياً مهماً داخل المدرسة بالإضافة إلى تقديم أنواع الغذاء الصحي المناسب، حيث يتعين على المقاصف القيام بتنظيم يوم ترويجي واحد على الأقل في كل فصل دراسي لتشجيع الطلبة على تناول الغذاء الصحي، وإشراك جميع العاملين بالمدرسة والمجتمع المحلي وأولياء الأمور في الأنشطة المتعلقة بالتغذية الصحية والأيام الترويجية ذات الصلة والتثقيف المتعلق بالأطعمة ذات القيمة الغذائية”. الاشتراطات الصحية يشير محمد جلال الريايسة مدير ادارة الاتصال وخدمة المجتمع في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، إلى اللائحة الخاصة بالمقاصف المدرسية التي صدرت عن جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية التي تحدد الشروط الصحية للمقاصف، ويقول: “اللائحة تحدد المساحة المطلوبة، وتلزم إدارات المدارس بتنفيذ كافة المواصفات الصحية حرصاً على صحة الطلاب، ويراعى أن يكون موقع المقصف بعيداً عن دورات المياه ومجاري الصرف الصحي. وأن تكون جدران المقصف ملساء يسهل تنظيفها، ويفضل أن تكون مغطاة بالسيراميك حتى السقف وأن تكون الجدران والأسقف وجميع الأسطح خالية من التصدعات والشقوق. وأن تكون الأرضيات مائلة من مواد غير منفذة للماء وسهلة الغسيل والتنظيف وغير زلقة وأن تكون خالية من الشقوق والحفر. كما يزود المقصف بنظام تكييف كفؤ يضمن درجة حرارة لا تزيد على C 25. وأن تكون النوافذ من مواد غير خشبية وتزود بغطاء من الشبك أو السلك لمنع دخول الذباب والحشرات والقوارض. وأن تصمم النوافذ “شباك البيع” بطريقة تمنع دخول الغبار، ويراعى أن تكون أبواب المقصف من مواد غير خشبية وأن تكون ذاتية الإغلاق، مع توفير ثلاجات عرض مبردة لحفظ السندويشات والسلطات الباردة على ألا تزيد على 5C ومزودة بمقياس الحرارة. كذلك يجب توفير مغسلة خاصة لأيدي العاملين بالمقصف مع توفير صابون سائل لليد ومحارم ورقية. وتوفير طاولات من الستانلس ستيل أو الرخام لعرض أو تحضير المواد الغذائية. وتوفير وتركيب مصائد حشرات بشكل كاف في الأماكن المناسبة. وأن يكون المخزن المعد لحفظ المواد الغذائية الجافة مكيفاً ونظيفاً ومرتباً، جيد الإضاءة والتهوية، مانعاً لدخول الحشرات والقوارض سواء من الأبواب أو النوافذ والمصارف، مع توفير عدد كاف من سلات مهملات ذاتية الإغلاق وتفتح بالقدم وتوفير أكياس بلاستيكية لحفظ النفايات بداخل السلال وأن يتم تغييرها بصورة منتظمة. ويراعى تنظيف المقصف وجميع محتوياته قبل وقت الفرصة وبعد الانتهاء من تقديم الوجبات مباشرة”. العاملون بالمقصف يضيف الريايسة: “يجب على العاملين بالمقاصف المدرسية أن يكونوا لائقين صحياً، وأن يجرى الفحص دورياً حسب القوانين المعمول بها. ويجب توفير زي موحد ومناسب لجميع العاملين، متضمناً غطاء الرأس والقفازات والصدرية، مع عدم لبس الاكسسوارات والخواتم وساعات اليد أثناء التحضير والبيع. واستخدام المحارم الورقية التي تستعمل لمرة واحدة للتجفيف أيديهم. ومراعاة الاهتمام بالنظافة الشخصية في الملبس وحسن المظهر، والتأكيد على تقليم الأظافر وعدم إطالة الشعر، مع منع التدخين داخل المقصف. ويجب التوقف عن العمل في حالة الإصابات أو الأمراض المعدية وتبليغ مسؤول المقصف بذلك”. المواصفات الغذائية من جانب آخر يؤكد الدكتور قيس أبو طه استشاري الغدد وأمراض السكر، أهمية مطابقة الغذاء الذي يقدم في المقاصف المدرسية للمواصفات الغذائية السليمة التي جاءت في لائحة جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، والتي تحدد منع الأغذية والمشروبات التي تسبب فرط الحساسية، وأن يكون المنتج الغذائي ذا قيمة غذائية مرتفعة أو متوسطة ويفضل أن يكون ذا مصدر غني بالكربوهيدرات والفيتامينات والأملاح المعدنية والبروتين. ويجب أن لا يحتوي الغذاء على نسبة عالية من الدهون وأن تكون خالية من الدهون المشبعة مثل الزبدة والسمن، كما أنه يجب أن يشار على البطاقة الغذائية مصدر هذه الدهون أو الزيت المستخدم. كما يجب أن لا يحتوي الغذاء على كميات عالية من الملح والسكر، ومنع استخدام المواد الحارة مثل الشطة السائلة والمجففة، والصوديوم أحادي الجلوتاميت في المواد الغذائية. أيضاً يراعى أن لا يحتوي الغذاء على أي مواد حافظة غير مصرح بها أو ألوان أو محليات أو نكهات مصنعة من مواد كيماوية. كما تراعى الشروط الصحية للنقل والحفظ والتبريد خاصة للمواد الطازجة سريعة التلف كالحليب ومنتجاته والبيض والخضار والفاكهة، ويجب أن يكون الغذاء مطابقا للتشريعات والاشتراطات المتعلقة بالمقاصف المدرسية والمعتمدة من قبل الجهاز”. مواصفات التوريد يوضح أسامة جمال، مسؤول توريد أغذية، الضوابط الخاصة بعمل مـوردي الأغذية، ويقول: “يجب على الموردين الالتزام بالاشتراطات الواجب توفرها في الأغذية التي تباع في المقصف المدرسي، ولا يجوز بيع أو عرض المواد أو الوجبات الغذائية داخل المقصف المدرسي إلا بعد الحصول على موافقــة جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وشريطة أن لا تحتوي المادة الغذائية على مواد قد تضر بالصحة العامة للطلاب والطالبات. وأن يتم تحضير أو تصنيع أو تعبئة أو نقل أو عرض أو تخزين المادة الغذائية في ظل ظروف صحية تحميها من التلوث والفساد، وفي عبوات مناسبة، ويشترط أن تكون مواد التغليف أو التنظيف أو التعبئة من المواد غير الضارة بصحة الطلاب والطالبات. ويراعى في حالة المنتجات الغذائية المعبأة يجب أن توضع البيانات الإيضاحية التالية على البطاقة الغذائية” اسم المنتج الغذائي والمكونات ومقدار البيانات التغذوية، وتاريخ الصلاحية، ورقم التشغيل، وظروف التخزين، وبيانات المنشأ، والوزن، والعلامة التجارية، وأن يتم نقل المواد الغذائية في سيارات مصرح لها من قبل جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية حسب نوع المادة الغذائية، وعدم تخزين أو تعريض المواد الغذائية لأشعة الشمس. ونقل “السندويتشات” داخل حاويات محكمة الإغلاق وبحسب نوع المادة الغذائية ساخنة أو باردة. ويراعى ألا تحتوي السندويتشات على مواد غذائية يمكن أن تتلف أثناء نقلها أو مع طول فترة بقائها، وأن تكون الوجبات الغذائية من الإنتاج اليومي وتغلف بصورة صحية وسليمة، كما يجب أن يطبع عليها اسم المنتج واسم المورد وتاريخ الصلاحية. كما يراعى حفظ جميع السندويتشات المحشية بأي نوع من اللحوم الساخنة على درجة حرارة لا تقل عن 63C، مع توفير ثلاجات عرض باردة على درجة حرارة لا تزيد على 5C. والالتزام باستخدام مواد تغليف مناسبة حسب نوع المادة الغذائية”. الطلاب غير راضين المدهش أن كثيراً من الطلاب - وهم المعنيون بالأمر ـ غير راضين تماماً عما يقدم في المقاصف المدرسية من طعام، ويشكون فقر التنوع الذي يرغبون فيه، ويقول سيف الخزرجي، بالصف الثالث الثانوي:” الوجبات “الساندوتشات” التي تقدم غير جيدة، ولا تكفي لسد رمق الجوع، وغير مشهية، وتقتصر على أنواع غير مرغوبة، ولا تصلح حتى للمرضى، ولا أعرف لماذا يمنع بيع المشروبات الغازية، وبشكل عام أنا لا أعتمد على أكل المقصف”. .. ويضيف محمد حسين الحمادي، بالصف الثاني الثانوي:” الأكل الذي يقدم في مقصف المدرسة “سيئ جداً”، وطريقة تسويته غير جيدة بالمرة، ولا تلبي حاجاتنا، ومحددة وفق قائمة معينة، ويجب أن تكون حسب رغباتنا، كما أن الأسعار عالية، فسعر”ساندوتش” قطع الدجاج خمسة دراهم، وحتى أشبع يلزمني ثلاث سندوتشات، غير العصير، وهو أمر مكلف جداً. .. يشـــاطره الرأي كل من مصـطفى راضي، بالصــف الثالث الثانوي، ويركز على ارتفاع الأسعار، وقلة الأصـــناف المطلوبة، وطريقة الإعداد، وسوء استخدام الزيوت المستعملة، وعدم وجود المشروبات الغازية. كذلك يرى محمد الخطيب، بالصف الثالث الثانوي، الذي يبدي غضبه وحنقه مما يقدم في المقصف من مأكولات، ومحدودية الأصناف، وطريقة طهيها، وعدم ملاءمتها للمرحلة العمرية للطلاب، ورفضه للمواصفات الصحية التي تحدد نوعية الطعام الذي يقدم، ومن ثم يبرر اضطراره للاعتماد على الأكل في المطاعم، لأنه من الصعب الاعتماد على أكل المقصف”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©