الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلاقات العامة ترسم الواجهة الإعلامية للحدث

العلاقات العامة ترسم الواجهة الإعلامية للحدث
20 فبراير 2011 20:45
العين (الاتحاد) - زاوية “مهنتي اليوم” تسلط الضوء على مهنة تطورت ونضجت في الآونة الأخيرة، ولعبت دوراً مهماً في جذب الجماهير للفعاليات التي تعلن عنها أنها مهنة “العلاقات العامة”. رندة كمال فتاة سويدية من أصل فلسطيني، تولت بحكم عملها كمديرة عملاء في إحدى الشركات الإعلامية التي نجحت في جذب الأنظار لاستعراضات العين الجوية لعام 2011 والتي غادرتنا قبل أيام. تتحدث كمال عن طريقها إلى العمل في مجال العلاقات العامة وتقول: “درست في السويد علاقات دولية وحل النزاع، بعد أن تأثرت بحديث والدي الطويل عن القضية الفلسطينية، فهو فلسطيني ووالدتي سويدية، فقررت أن أدرس هذا التخصص، ليس لأنني أريد أن أحل القضية الفلسطينية، بل لأنني أريد أن أفهم ما يجري من حولي من أحداث وحروب ونزاعات بين الدول، فعندما كنت أستمع للأخبار من التلفاز وما تتناقله الألسنة والصحف، كان فهمي للأمور السياسية فهماً سطحياً، واكتشفت ذلك بعد أن دخلت الجامعة والتحقت بهذا التخصص على وجه التحديد، حيث صرت أفهم أبعاد الأحداث السياسية وأحللها وأقرأ ما وراء الخبر ولا أرضى بالمعلومة من مصدر واحد كصحيفة أو قناة تلفاز واحدة، بل أتنقل بينها جميعاً لأصل إلى ما استطعت من الحقيقة غير المرئية” وتضيف: “بعد أن أنهيت دراستي، عملت مع هيئة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومن ثم حظيت بفرصة عمل في شركة للعلاقات العامة في دبي، وأصبحت مديرة عملاء فيها منذ ما يزيد على عام ونصف العام”. توضح كمال المهام التي تؤديها من خلال عملها الذي وجدت فيه نفسها ومتعتها وسعادتها: “تتمثل طبيعة عملي في استقبال العملاء الذين يقصدون شركتنا من أجل تولي زمام وصول الحدث الذي يودون إطلاقه في حقلين محددين، هما الرياضة والسيارات إلى وسائل الإعلام المختلفة داخل الدولة وخارجها، وهذا يدفعني إلى الجلوس مع العميل والترحيب به والدخول في سلسلة نقاشات حول طبيعة الحدث الذي سيقيمه، وهل من جهات إعلامية معينة يريد التركيز عليها وغير ذلك، وأبدأ بالإعداد مع فريق عمل مكون من 8 شباب وفتيات لديهم خبرة كبيرة في العلاقات العامة، نتقاسم المهام ونعمل بمنتهى التناغم والاتفاق، ونتواصل مع الإعلاميين عبر الهاتف والفاكس والإيميل، نبلغهم عن الحدث ونكتب لهم أخباراً صحفية باللغتين العربية والإنجليزية، ونرفقها بصور عن الحدث، ليقوموا بنشرها في صحفهم المختلفة، كما ندعو وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لتسجل الحدث وتبثه مباشراً أو غير مباشر في الوقت الذي تجده مناسباً”. نجاح شركة علاقات عامة وتميزها عن الأخرى يتوقف، بحسب كمال، على قوة علاقاتها مع وسائل الإعلام المختلفة، وصدق تعاملها معها والتزامها بالمواعيد المبرمة معها، وقدرتها على تجاوز العقبات التي تواجهها في قلب الحدث، الذي ستكون هي إحدى الركائز التي يقوم نجاحه أو فشله عليها. السمعة الطيبة والهالة البيضاء المشعة هي رسالة تسعى كمال إلى بثها في نفوس الجمهور قبل بدء الحدث وأثنائه عبر لعبها على أوتار ذكية ألا وهي أوتار الإعلام الذي يختلف من دولة إلى أخرى، عربية كانت أو غربية، وفي السياق ذاته تفيد: “اكتشفت من خلال عملي واتصالي بوسائل إعلام من مختلف الدول أن الإعلام الإماراتي يختلف عن الإعلام البحريني أو الكويتي أو السعودي أو القطري ... ويختلف كذلك الإعلام العربي عن الغربي، والحق يقال إن الإعلام الإماراتي يسجل له تفاعله الكبير وتشوقه واندفاعه تجاه الفعاليات التي تقام في الدولة (...) وأعتقد أن ذلك يعود إلى أن الإمارات تعي جيداً تأثير هذه الأحداث على اقتصادها، ما أود قوله إن تقدير الحدث ومنحه قيمة يختلف من إعلام لآخر”. دراسة كمال للعلاقات الدولية أكسبتها ثقافة التعامل مع الآخر، فالدبلوماسية والمرونة اللتان فهمتهما بين الدول، باتتا تنغرسان في شخصيتها، وتتعامل بهما مع الناس، وهذا ما تعزوه سبباً لنجاحها، فلا بد من استيعاب الآخرين وتقبل نقدهم والاستفادة من ملاحظاتهم وتعديل سير العمل ونمط الحياة وفقها، فلا شك أن كمال تعرضت لنقد أو ملاحظة من بعض العملاء واجهتهما بمرونة وأريحية واعتبرتهما لصالح العمل وليس ضدها أو ضد العمل نفسه، كما أن سفرها بين دولة وأخرى أكسبها الكثير من الوعي والثقافة بطبائع البشر، وضرورة التكيف معهم، وكسب مودتهم وصداقتهم واحترامهم. الصعوبات تعود كمال للحديث عن الصعوبات التي تواجهها في عملها وتقول: “من أكبر الصعوبات التي أواجهها في عملي حالة التوتر والقلق التي أعيشها وزملائي عندما ننظم حدثاً ما، وذلك بسبب تفاوت أوقات طباعة الصحف التي نريد منها نشر الأخبار الصحفية التي نعدها أولاً بأول عن الحدث، وقد يطول وقته ولا ينتهي إلا ساعة المساء، ونخاف أن لا يظل لنا زاوية في صحيفة اليوم التالي التي أعدت وطبعت ليلاً، ولو تأخرنا سيموت الخبر الذي أعددناه وسنفشل في عملنا، مما يضطرني للاتصال بالصحفيين وطلب انتظار الخبر الصحفي حتى يصلهم لينشروه، فأبدأ وزملائي كخلية النحل نكتب ونرسل الإيميلات للصحفيين ومواقع الصحف الإلكترونية”. تؤكد كمال أنها لا تغضب من إسقاط أحد الصحفيين اسمه على الخبر الصحفي الذي تعده وزملاؤها للنشر عن أي حدث ينظموه إعلامياً، فقد يقوم هذا الصحفي بإضافة معينة أو يعيد صياغة الخبر، ففي النهاية لا بد من تفهم أوضاع وقوانين الصحف، والأهم من ذلك كما تقول كمال أن ينشر الخبر سواء كتب عليه اسم الصحفي أم لم يكتب. ومما يدل على أن عمل كمال وفريقها يسير في الطريق الصحيح هو أن أخبارهم الصحفية تنشر بعد كتابتها من قبلهم كما هي أو بإجراء تعديلات لا تذكر، مما ينم عن رضا الإعلام عنهم ، ولو صادف أن إحدى الصحف لم تنشر خبراً أرسلته كمال، فإنها تعود إلى ما كتبته وتحاول كشف السبب وتصلحه بطريقة تتواءم مع المطلوب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©