الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الجلوكوما» مرض خبيث يسبب تلفاً كلياً للعصب البصري

«الجلوكوما» مرض خبيث يسبب تلفاً كلياً للعصب البصري
20 فبراير 2012
أبوظبي (الاتحاد)ـ فرض مرض “الجلوكوما” ـ باعتباره واحدا من أكثر أمراض العيون شيوعاً على المستوى العالمي ـ نفسه على مناقشات وأوراق العمل المقدمة إلى المؤتمر العالمي لطب وجراحة العيون الذي ينعقد في أبوظبي في هذه الآونة. و”الجلوكوما” كلمة لاتينية، معناها “الماء الأزرق”، وهو مرض قد يؤدي إلى العمى، في الوقت الذي يمكن فيه علاجه والسيطرة عليه إذا اكتشف مبكراً، وغالبا ما يكون دون أعراض واضحة في البداية، لذا يطلق يوصف بأنه مرض خبيث. الدكتورة أمل عشرة، أخصائية طب وجراحة العيون، توضح حقيقة المرض، وتكشف عن أسبابه، وأعراضه، وآفاق علاجه، وتقول:”معظم حالات “الجلوكوما” تحدث عندما يرتفع الضغط داخل مقلة العين، وهذا الارتفاع للضغط تصاحبه تغيرات مرضية في العصب البصري، يمكن أن تؤدي إلى تلف في العصب البصري الذي يرسل الرسائل العصبية إلى الدماغ. وهناك نوعان من “الجلوكوما”، الأول “جلوكوما” مفتوحة الزاوية، وهو نوع شائع وهو أكثر انتشارا، ويحدث تدريجيا مع تقدم عمر الإنسان، وذلك عندما تصبح أماكن تصريف السوائل من العين مغلقة أو ضيقة، فيقل خروج السوائل والإفرازات من العين، فيزداد ضغط السوائل داخل العين مما يؤدي إلى قلة الرؤية الجانبية، وهذا النقص في الرؤية يصبح بالتدريج غير ملاحظ. الثاني هو “الجلوكوما” مغلقة الزاوية، وهو أقل شيوعا ويحدث بسرعة وذلك عندما تغلق أماكن تصريف السوائل فجأة في العين مما يؤدي إلى حدوث تشوش الرؤية الفجائي، ويزداد الضغط داخل العين بسرعة مما يؤدي إلى حدوث تشوش الرؤية، ورؤية ألوان الطيف حول الضوء، وشعور بصداع ودوران وألم شديد وإذا لم يتم علاجه بالشكل الصحيح يؤدي إلى العمى السريع”. العامل الوراثي تضيف الدكتورة عشرة:”قد يولد الطفل مصابا بهذا المرض أو يصاب به في السنوات الأولى من عمره ويمكن أن يورث عن أحد الأبوين أوكليهما، كما قد يحدث نتيجة إصابة الطفل بعدوى فيروسية عند إصابة الأم بهذا الفيروس في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. ونتيجة لانتشار التزاوج بين الأقارب. وهناك أيضاً “الجلوكوما الثانوية”، ولها أسباب كثيرة من الممكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط العين منها: التهابات القزحية المتكررة نضوج الساد “الكتاراكت أو الماء الأبيض”، والمراحل المتقدمة لمرض اعتلال الشبكية السكري، والاستعمال الطويل لمركبات الكورتيزون، وانسداد الأوعية الدموية بالشبكية. الأسباب تشير الدكتورة عشرة، إلى مسببات المرض، وتقول:”هنالك صلة بين وجود ضغط كبير داخل العين، وبين ضرر في عصب البصر وعادة كلما زاد الضغط داخل العين، زاد الضرر في عصب البصر، ومع ذلك قد نجد أناساً يعانون من ضغط كبير في العين، ولا يحدث ضرر للعصب ولا للرؤية، ومقابل ذلك نجد أناسا الضغط لديهم اعتادي داخل العين ويعانون من ضرر متطور في عصب البصر. وهذا يعني أنه ليست كل المسببات معروفة ولكن المؤكد هو أن طبيب العيون يضع العديد من المعلومات معا لتحديد فرص ظهور هذا المرض هي: السن، وقصر النظر، ووجود إصابات سابقة بالعين، ووجود حالات سابقة من “الجلوكوما” بالعائلة، والإصابة السابقة بأنيميا شديدة. وهناك أسباب عديدة تؤدي إلى قلة تصريف العين للسوائل منها انسداد أو ضيق الفتحات الخاصة بالتصريف، ووجود التهابات داخل العين. وللوقاية من المرض ينصح بفحص العيون على فترات لاكتشاف المرض وهو في بدايته لدى الأشخاص المعرضين، ويفضل أن يكون الفحص على فترات قصيرة. العلاج توضح الدكتورة عشرة طرق العلاج من “الجلاكوما”، وتقول: “علينا أن نعي أن التلف الذي تحدثه “الجلوكوما” للعصب البصري لا يمكن علاجه، وتعمل قطرات العين والأقراص وأشعة الليزر والعمليات الجراحية لمنع المزيد من التلف فقط، وفي أي نوع من “الجلوكوما” فإن الفحص الدوري مهم لمنع فقدان البصر. وهناك أنواع عديدة من الأدوية التي تخفف ضغط العين، كما أن العلاج بأشعة الليزر قد يفيد في بعض الحالات، وأحياناً قد لا تستطيع الأدوية تخفيض ضغط العين فينصح أخصائي العيون بإجراء عملية جراحية تساعد على تصريف سائل العين حتى ينخفض ضغط العين إلى المعدل الطبيعي. ومن المهم جدا معرفة أنه يجب الاستمرار في استخدام الأدوية الخافضة للضغط، حيث ينتج الإهمال في استعمالها إلى ارتفاع الضغط مرة أخرى وحصول مزيد من التلف لأنسجة العصب البصري. ويمكن السيطرة على “الجلوكوما” باستعمال قطرات العين عدة مرات في اليوم مع بعض أنواع الأقراص أحيانا. تساعد هذه الأدوية على خفض ضغط العين إما من خلال إنقاص إفراز السائل المائي داخل العين أو من خلال تحسين أداء زاوية التصريف. ويجب على المريض أن يستعمل هذه الأدوية بانتظام واستمرار حتى تعطي النتيجة المطلوبة. كما يجب عليه إخبار أي طبيب آخر يعالجه غير طبيب العيون بعلاجات العين التي يستعملها. وتوجد بعض الآثار الجانبية للأدوية ويجب على المريض أن يخبر الطبيب بها فور ظهورها. فقد تسبب بعض قطرات العين الآثار الجانبية. وهناك العلاج بأشعة الليزر، فقد تكون أشعة الليزر فعالة في مختلف أنواع “الجلوكوما”، ويستعمل الليزر بإحدى طريقتين حسب نوعه، فجلوكوما الزاوية المفتوحة تعالج أشعة الليزر قصور التصريف نفسه. ويستعمل الليزر لتوسيع زاوية التصريف للحفاظ على ضغط العين في الحدود الطبيعية. أما جلوكوما الزاوية المغلقة، فيعمل الليزر على خلق فتحة في القزحية لتحسين انسياب السائل المائي إلى زاوية التصريف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©