مبادرة لتدريب ذوي الإعاقة على تجميع أجزاء الحاسب الآلي

في مبادرة للعمل التطوعي ينفذها معهد التكنولوجيا التطبيقية في كافة ثانويات التكنولوجيا التطبيقية بمختلف إمارات الدولة، وفي اطار حرص المعهد على غرس حب العمل من أجل خدمة المجتمع وتوطيد أواصر التواصل والتعاون مع مؤسسات المجتمع المختلفة، نظم قسم تكنولوجيا الاتصال والمعلومات بثانوية التكنولوجيا التطبيقية بالعين دورة تدريبية تتعلق بتعليم مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة الموجودين في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة على مهارة تجميع أجزاء الحاسب الآلي، وذلك ضمن ورش عمل لعب فيها بعض طلبة الثانوية دور المعلمين الذين ينقلون الخبرات إلى الطلبة المعاقين ويساهمون في تأهيلهم مهنيا وكسر الحاجز بينهم وبين التكنولوجيا. قال الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير عام معهد التكنولوجيا التطبيقية ان العمل التطوعي من متطلبات التخرج في كافة ثانويات التكنولوجيا التطبيقية، ومن ثم فإنه ضمن مناهج المعهد حيث يشترط تنفيذ كل طالب مائة ساعة من العمل التطوعي في مختلف المجالات لخدمة المجتمع لافتا إلى أن المعهد يحرص دائما على أن يكون كافة الطلبة على وعي تام بأهمية حب الوطن وضرورة البذل والعطاء في سبيل خدمة مجتمع الامارات الذي يمنح ذوي الاحتياجات الخاصة رعاية خاصة. وأضاف: من هنا فإن معهد التكنولوجيا التطبيقية يولى هذه الفئة أيضا اهتماما بارزا ومن ملامح هذا الاهتمام قيام ثانوية التكنولوجيا التطبيقية في العين منذ عامين، بالعمل على إقامة ورشات عمل بصورة دائمة تدرب طلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة على استخدام أحدث التطبيقات الهندسية وبرامج المحاكاة في التصميم والرسم باستخدام الحاسب الآلي فيما تعمل كافة ثانويات التكنولوجيا على تنفيذ كافة البرامج الأخرى المتعلقة بالعمل التطوعي الذي يستهدف كافة فئات المجتمع عامة وفئة ذوى الاحتياجات الخاصة بشكل خاص. وتشير زوينة سيف العلوي رئيسة شعبة التأهيل المهني وقسم الورش في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية بالعين إلى أهمية المبادرة التي قام بها قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصال بثانوية التكنولوجيا التطبيقية بالعين وأثرها على نفوس الطلبة المعاقين الذين لا يخلو منهم مجتمع. وأضافت، برنامج التدريب الذي طرحته الثانوية غرس روح التعاون والتواصل بينه وبين مؤسسة زايد ، وساهم في توجيه رسالة للمجتمع مفادها أن هذه الفئة من الطلبة المعاقين يمكنهم أن يبدعوا ويتميزوا على الرغم من إعاقتهم في مختلف المجالات ومنها مجال الصناعة وخطوط الإنتاج والتجميع ، فالمجتمع الدولي وفر لمثل هؤلاء الطلبة وظائف عمل في خطوط إنتاج السيارات، ونظرا لوجود مختبرات تكنولوجية متطورة في الثانوية فقد تم الاتفاق والبدء بتدريب طلبتنا داخل مختبرات الثانوية ليتعرفوا على أحدث أساليب التعلم والمحاكاة التي يتم استخدامها في تعليم الطلبة الأسوياء . وأوضحت الريم الأحبابي الأخصائية الاجتماعية في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية أنه تم اختيار 10 طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، مراعين في ذلك عدم وجود إعاقات جسدية لديهم تمنعهم من استخدام الآلات المختلفة لتجميع الحاسوب، مؤكدة أن طلاب المركز كانوا شغوفين ومهتمين جدا بالذهاب للثانوية مقر التدريب صباح كل أحد وعلى مدار الأسابيع الثلاثة الماضية بل وكان يوم الأحد أشبه بالعيد عندهم. تنمية المهارات وبين رأفت الهمشري منسق قسم ورش العمل مؤسسة زايد للرعاية الإنسانية والمشرف على تدريب الطلاب، أن التعامل الذي لقيه الطلبة المعاقون من إداري وطلبة الثانوية كان متميزا واحترافيا ويشكرهم على الجهود التي بذلوها من أجل تدريب الطلبة وإكسابهم مهارة تجميع الحواسيب. ولفت محمد المهيري نائب مدير ثانوية التكنولوجيا التطبيقية بالعين إلى أن هذه المبادرة جاءت من باب حرص إدارة المعهد على التواصل التكنولوجي مع المجتمع المحلي، وتقديم كل ما هو ممكن لتطوير وتسليح أفراد المجتمع سواء كانوا أسوياء أو ذوي احتياجات خاصة بالعلم والمهارة اللازمة لتطويرهم ذاتيا، وخلق كوادر مؤهلة لخدمة الدولة في كافة المجالات. وفي السياق ذاته يتابع المهيري: يهدف البرنامج التدريبي إلى جذب أنظار مؤسسات الدولة لهذه الفئة من الطلاب وإبراز الجانب المهاري لديهم، كما أن رؤية الثانوية هي تطوير اقتصاد قائم على المعرفة ولا يمكن تنفيذ هذه الرؤية إلا إذا تمت الاستفادة القصوى من كل ما هو متاح من كوادر ومصادر تعلم . وأفاد المهيري أن لقاء طلبة الثانوية بالطلبة المعاقين مثل فرصة طيبة لكلا الطرفين حيث مد طلبة الثانوية خلال هذا اللقاء يد العون والمساعدة لأقرانهم غير الأسوياء حيث كان كل طالب من الثانوية يشرف على طالبين من مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية ساعيا إلى إكسابه خبرات عملية ومهارات يدوية لتجميع الحاسوب. وأعرب الطالب ناصر مبارك الأحبابي من ورشة الكهرباء في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية عن سعادته بالورشات التدريبية خصوصا أن الذي كان يعلمه طالب في الثانوية من قسم الكمبيوتر حيث علمه بحسب الأحبابي كيفية تجميع مكونات الحاسب وتركيب كل الملحقات الخاصة بالصوت والشاشة والانترنت بالإضافة إلى برمجة الحاسب . واعترف الطالب حمد هلال من ثانوية التكنولوجيا التطبيقية بأنه لم يدخر جهدا في تدريب أقرانه من ذوي الاحتياجات الخاصة وتسخير كل المهارات العلمية والعملية التي اكتسبها في الثانوية أثناء تعليمهم ، وكشف عن التحدي الذي واجهه في ذلك والذي تمثل في تبسيط المعلومة للطلبة وفي كيفية الوصول إلى لغة حوار يتم من خلالها اكتساب طلاب المركز للمعلومة ، واكتساب المهارة المطلوبة ، وأكد هلال على أنه لمس بعد الانتهاء من إعطاء الدورة قدرة هؤلاء الطلبة على الفهم والتعامل مع التحديات التكنولوجية دون أن تقف إعاقتهم كعائق أمام ذلك . تدريب الطلبة تدريب الطلبة ووصف الطالب عبد الله العيسائي من ثانوية التكنولوجيا التطبيقية الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة بأنه ليس سهلا ويتطلب المعرفة والموهبة والصبر وفوق ذلك كله يتطلب محبة هؤلاء الطلبة والرغبة في مساعدتهم بحسب العيسائي. وذكر عبد الله أنه عمل وزملائه على تدريب الطلبة في أقصر مدة إذ كانت فترة التدريب 3 ساعات كل يوم أحد ولمدة 3 أسابيع لتتم الاستفادة القصوى من المناهج المصممة على أحدث المعايير العالمية والتي تقدمها لنا الثانوية، بالإضافة للمختبرات المتطورة التي تضاهي أي مختبرات موجودة في أي جامعة بالعالم ، من هنا كان التحدي بأن نستخدم لغة حوار علمية مناسبة لهؤلاء الطلبة، ومن ثم في كيفية توصيل المعلومة العلمية والعملية بأقصر الطرق. وأضاف: حددنا نحن الطلبة المدربين هدفا واحدا وهو تدريب الطلبة المعاقين على تجميع الحاسب في 45 دقيقة فقط ، وقد تبين لنا صعوبة تحقيق هذا الهدف في اليوم الأول من التدريب نظرا لاستخدامنا برنامج محاكاة ووسائل تعليمية متقدمة موجودة في الثانوية بالإضافة إلى كمية المهارات والتطبيقات العملية التي اكتسبناها من خلال دراستنا في الثانوية والتي استطعنا عبرها أن نجد طريقة علمية وسريعة ومفهومة تضاهي الطريقة العلمية المستخدمة في خطوط التجميع والتركيب المتطورة. كما استخدمنا طرق تعليم عن طريق استخدام أوراق عمل الكترونية كالتي نتعلم عليها وهي مطبقة باستخدام مبادرة مشروع «واحد لواحد»، التي يتم فيها استخدام حاسوب متطور لكل طالب يتم التواصل عبره بين المدرس والطالب وولي الأمر. ورش العمل حول استفادة طلبة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية من ورش العمل عبر الطالب عبد الله الظاهري من ورشة الالكترونيات عن امتنانه للثانوية على إتاحتها الفرصة له ولزملائه على التدرب على أحدث تقنيات التعلم المتاحة بالثانوية، التي لمس الظاهري من خلالها وجود إمكانيات عالية وبرامج محاكاة مرئية سهلت له تعلم وتركيب وحدة المعالجة المركزية، والذاكرة وكذلك مروحة التبريد ووحدة القدرة الكهربية اللازمة لتشغيل الحاسب .