الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بضائع أسواق «العتق» تزداد قيمة بمرور الزمن

بضائع أسواق «العتق» تزداد قيمة بمرور الزمن
20 فبراير 2012
عماد ملاح (بيروت) - تلعب الصدفة دور البطولة في تجارة العتق أو “الأنتيكا”، فكثيراً ما يتخلىّ أصحاب قطع نادرة عنها مقابل أسعار زهيدة وهم لا يعرفون قيمتها الحقيقية، ليتبين بعدها أن صحون صغيرة ممهورة بأسماء فنانين تساوي ملايين الدولارات، لذلك تحتاج هذه المهنة احتراف وخبرة تمكن ممارسيها من تقدير قيمة القطع القديمة. والفائدة من “الأنتيكا” أنها تعيد تدوير نفسها، أي تدوير ما يستهلك منها في بلاد مشهورة بنوعية صناعتها، حيث إن الزمن يضفي على بعضها قيمة وجودة، فيقوم بعض من يشتريها بإجراء التعديلات و”الرتوش” الفنية عليها، ليتهافت الزبائن والهواة عليها، وتتحول إلى تحف نفيسة، ومناظر أنيقة في مكان عرضها. وفي منطقة البسطا في بيروت تنتشر أسواق العتق، ومحلاتها مليئة بالتحف وأثاث عالم الديكور القديم، وهي قطع تتنوع على مرّ الزمان والمكان. إلى ذلك، يقول أحمد مخزومي، أحد أصحاب محال “ألانتيكا” في منطقة البسطا، إن في داخل الإنسان أفكار تتعلق بضرورة تفرده بعالم التجدد والتميز والتفرد، وهذا ثمنه يكون السباق إلى اقتناء التحفة النادرة، ذات الألوان والأشكال والتصاميم الذكية التي تتماشى مع تطور البشر، وهذا ما ينطبق على الأثاث الحديث الصنع لكن بمواصفات قديمة مليئة بالفخامة، مثل الحصول على طاولة أثرية توضع في ركن منزل الهاوي، وعليها تحف مع سجادة عجمية. وعن سوق “الأنتيكا” في البسطا، يوضح مخزومي “كانت سوق العتق تعتمد على ثلاثة محال فقط، وعندما انتشرت هذه التجارة وذاع صيتها، قفز العدد إلى أكثر من مائتي محل تجاري، والسوق أصبح مقصداً للسياح الأجانب والعرب ولأهل الاغتراب”. وحول الفرق بين التحف و”الأنتيكا”، يشرح “من المعروف أن سوق “الأنتيكا” مرتبط بالطبقة الأرستقراطية التي تتميز بشغفها بـالقطع القديمة النادرة، وتفتش عبر “سماسرة” عمن يمتلك ويقتني التحف والأثاث العتيق، التي تزداد قيمتها يوماً بعد يوم، بسبب قديمها أو ارتباطها بأحداث تاريخية لتصبح ثروات حقيقية من الناحية المالية والمعنوية”. ويشرح علي شقير، الذي يزاول مهنة “بيع العتق” منذ الستينيات، أن حركة البيع والشراء لها مواسم معينة، والزبائن يقصدونه من لبنان وخارجه، وطلباتهم تنصب على “الأنتيكا” القديمة تراثاً وتاريخاً، ويضيف “هناك تحف يعود تاريخ صناعتها إلى 130 عاماً، وغالبا أعمار المشترين تفوق الخمسين، وأكثرهم من النساء، والمعروضات تتراوح بين القطع النحاسية والزجاجية المزخرفة والخشبية من مختلف الأحجام، وتكون هذه التحف شاهدة على حقبة من حياة شعوب اشتهرت بصناعة هذا الاختصاص”. وحسين هزيمة ورث المهنة عن جده منذ 25 سنة، يؤكد أن عمر المحل الذي تملكه العائلة 150 سنة، وهذه التجارة سيورثها لأولاده، ويتابع “نشاطي لا يقتصر على سوق البسطا فقط، بل أشارك في المعارض التي تقام كل سنة في سوق “البرغوت” في وسط بيروت فقد أحببت هذه المهنة منذ صغري، وأعرف العديد من الهواة ومحبي اقتناء هذا البضائع”. ويضيف “علاقتي بالسياسيين تمت من خلال تفتيشهم عن “الأنتيكا” القديمة، وأي قطعة عتيقة يرغبون بالحصول عليها شرط أن تكون أصلية، لأن تجارة التحف فتحت المجال الواسع للغش والتقليد، والأنتيكا الأصلية لها تاريخ وجذور وقصور قديمة كانت فيها، وأيضاً انتماءات الأسر العريقة لها حصة في هذا المجال. و”الغش” الذي أتحدث عنه أصبح أسهل خصوصاً بعد دخول التكنولوجيا في الصناعة، والقيام ببيعها بأسعار مرتفعة، على أنها من عصر قديم ولها تاريخ”. ويوضح “اعتبر مهنة تجارة التحف من أقدم النشاطات الحرفية على مرّ العصور، وتتميز ببريق وجاذبية خاصة لدى طبقات معينة من الناس العاديين والأثرياء والنخبة، وما زالت هذه التجارة تتوارث من قبل عائلات وبيوتات جيلاً بعد جيل، لاسيما وأن التحف و”الأنتيكا” لها أسواقها وأسرارها وقواعدها، ولا يعرف مكنوناتها سوى قلة من الخبراء على أساس أن المنتجات العالمية المتداولة في المزادات العالمية يجب أن تكون ممهورة بأسماء أفراد مشهورين ومعروفين”. ويرى هزيمة أن “أسواق “العتق” والتحف القديمة، تشهد في بعض المواسم رواجاً وازدهاراً، يحسن المستوى الاقتصادي، وينمي الحس التراثي في المجتمع ويحفظ تاريخه الحضاري، نظراً لما تحويه من إرث شعبي قديم، فضلاً عما تحويه التحف والأثاث القديم من صناعات حرفية مأخوذة من الماضي البعيد أو القريب”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©