الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«روزيتا» يكشف أسرار المذنب «تشوري»

22 مارس 2017 17:42
بيّن المسبار «روزيتا» أن انبعاثات الغبار الصادرة عن المذنبات عائدة خصوصاً إلى انهيارات تربة على سطح هذه الأجرام السماوية الصغيرة وهو أمر كان يشتبه فيه العلماء من دون أن يحصلوا على إثبات بشأنه حتى الآن. ورصد المسبار الأوروبي، الذي راقب على مدى أكثر من سنتين، المذنب «67 بي» في العاشر من يوليو 2015 انبعاثاً للغبار التقطته كاميرا الملاحة المجهز بها، على ما قالت عالمة الفيزياء الفلكية صونيا فورناسييه التي أشرفت على الدراسة المنشورة في مجلة «نيشتر استرونومي». وحصل ذلك في منطقة وعرة مسماة «اسوان». وبعد خمسة أيام على ذلك، أظهرت كاميرا «أوزيريس» في المسبار أن جزءاً من جرف صخري كان قد انهار للتو كاشفاً باطن المذنب المؤلف من مواد بدائية غنية بجليد المياه. وتسمح الصور عالية الوضوح بتمييز هذه المادة الجليدية على جانب الجرف الصخري الواقع على ارتفاع 134 متراً. وهو يلمع أكثر بست مرات من كل الأراضي القاتمة جداً على المذنب «تشوريوموف-غيراسيمنكو» (تشوري). ونجم انهيار الجرف الصحري من شق يمتد على 70 متراً فيما تصل سماكته إلى المتر سبق أن رصد قبل عام. ففي الرابع من يوليو 2015، كان الشق ما يزال قائماً. وفي غياب أي نشاط آخر في الأيام التالية في الموقع، اعتبر الباحثون أنهم حصلوا بذلك على «دليل لا يدحض» بأن الانبعاثات التي رصدت في العاشر من يوليو مرتبطة مباشرة بانهيار الجرف الصخري. واعتبر العلماء أن 99% من المواد تناثرت عند أقدام الجرف الصخري أي نحو ألف طن من الركام، على ما أفادت الدراسة التي كان ماوريتسيو باجولا من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) المعد الرئيسي لها. وتحول 1% منها (أي مئة طن) إلى بخار (تحول الجليد مباشرة إلى غاز من دون أن يمر بحالة الذوبان) ما أدى إلى هذا النشاط المفاجئ. وتسنى للمسبار «روزيتا» مرات عدة رصد نشاط كهذا عندما كان المذنب «تشوريوموف-غيراسيمنكو» يقترب من الشمس. وهو وصل إلى أقرب مسافة من الشمس في 13 أغسطس 2015 قبل أن يبدأ بالابتعاد مجدداً عنها. وشددت صونيا فورناسييه المحاضرة في جامعة باري-ديدرو والباحثة في مرصد باريس على «أنها المرة الأولى التي نظهر فيها علاقة مباشرة بين انهيار جرف صخري وانبعاثات غبار في مذنب ما. هذا يؤكد أن باطن المذنبات غني فعلاً بالجليد». ونجم حادث الانهيار، الذي وقع خلال فترة الليل على المذنب، عن تفاوت كبير في الحرارة خلال النهار والحرارة الموسمية على سطح المذنب. ويؤدي ذلك إلى «وهن حراري» ينجم عنه تفتت في المواد السطحية. وكان المسبار «روزيتا» أنهى مهمته بتحطمه في 30 سبتمر 2016 كما كان مقرراً على سطح المذنب «تشوري» ليختتم بذلك مغامرة فضائية أوروبية تاريخية استمرت أكثر من 12 عاماً في محاولة لسبر أغوار تشكل النظام الشمسي. وتحظى المذنبات باهتمام واسع في صفوف العلماء لاحتمال أن تكون أدت دوراً أساسياً في ظهور الحياة على الأرض، ولاسيما من خلال المواد العضوية التي لقحت بها الأرض حين كانت ترتطم بسطحها. والمذنبات أجرام فضائية تتكون من نواة من الصخور والغاز والغبار، يحيط بها غلاف جليدي. ومع اقترابها من الشمس، يذوب الجليد فتنبعث الغازات وسحب الغبار مشكلة ما يشبه الذنب. ولذا، يطلق عليها اسم المذنبات. وهي تدور في مدارات بيضوية طويلة جداً حول الشمس، حيث إنها تقترب منها فترتفع حرارتها، ثم تعود وتبتعد عنها فتتجمد، في رحلات مستمرة قد تستغرق ملايين السنين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©