الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمدان الغسية: ثقافة إدارة الأزمات بين مجتمع الخليج تكاد تكون معدومة

حمدان الغسية: ثقافة إدارة الأزمات بين مجتمع الخليج تكاد تكون معدومة
20 فبراير 2011 20:50
دبي (الاتحاد) - الدكتور حمدان أحمد الغسية أول من قام بدراسة تخصصية للبحث عن مدى استعداد دولة الإمارات لمواجهة الأخطار الطبيعية، من أجل أطروحته التي تعد الأولى في هذا المجال على مستوى الدولة، ووثقت هذه الدراسة في مراكز البحوث العلمية في بريطانيا، ولم يسبق أن حصل أحد الطلاب والباحثين الإماراتيين على درجة الدكتوراه في إدارة الأخطار الطبيعية، ومما لا شك فيه أن هذه الأطروحة ستعتبر مرجعا لجميع الباحثين الذين يبحرون في عالم الأخطار الطبيعية وإدارتها. وتناول الباحث في أطروحته التقييم الذي يعد الخطوة الأولى لبناء خطة استعداد سليمة، لمواجهة الأخطار الطبيعية، بحيث تكون هذه الخطة مبنية على أسس علمية، وبدون هذا التقييم لمدى الجاهزية الحالية فالخطط المرسومة تعتبر غير مجدية ويشوبها الكثير من النقص والقصور. إدارة المخاطر وقال الدكتور حمدان إن ما نسميه الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، وما يسميه آخرون تخفيف المخاطر أو إدارة المخاطر، هو أداة استراتيجية وتقنية، لمساعدة الحكومات الوطنية والمحلية على الوفاء بمسؤولياتها تجاه السكان، ومن خلال الأبحاث والدراسات وجد أن الأميركيتين تحتلان رأس قائمة قارات العالم الأكثر تضررا، حيث وقع بهما 75% من مجموع الوفيات في حدث واحد وهو الزلزال الذي ضرب هايتي، ثم أوروبا حيث شكلت الوفيات خمس الإجمالي من الوفيات الناجمة عن الكوارث خلال العام بأكمله. في حين شهدت قارة آسيا وفيات أقل جراء الكوارث خلال عام 2010 إلا أنها تظل قارة منكوبة، فحوالي 89% من جميع الأشخاص المتضررين من الكوارث في عام 2010 كانوا في آسيا، كما وقعت انهيارات أرضية في الصين وإندونيسيا، وغمرت الفيضانات خمس الأراضي في باكستان وأثرت على 20 مليون شخص، وقدرت خسائر الفيضانات والانهيارات الأرضية في جمهورية الصين بحوالي 18 مليار دولار، والفيضانات في باكستان بنحو 9 مليارات دولار وزلزال هايتي بنحو 8 مليارات دولار. خسائر فادحة ويضيف الدكتور حمدان أن البحث في الأخطار الطبيعية وأهمية إدارتها، بالتركيز على كوارث طبيعية عالمية سابقة، ضربت العديد من دول العالم وخلفت خسائر فادحة، وناقش العناصر الرئيسية المكونة للكوارث المتمثلة بالخطر والكارثة، حيث وضح أن تعريف الكارثة يتمثل فقط في ثلاثة عناصر يلعب عنصر الضعف فيها دور البطولة فمن خلاله تزيد وتنقص آثار الكوارث. ولمواجهة الكوارث هناك مراحل وهي الاستجابة والتلطيف والتخفيف والتعافي، كما تطرق في أطروحته إلى جيولوجية وجغرافية دولة الإمارات، ومدى تأثير هذين العاملين في مدى تعرض الدولة للكوارث الطبيعية، وعملية مراقبة الأخطار الطبيعية في دولة الإمارات والازدواجية والتعدد فيها، وأهمية دور الدفاع المدني، ومدى قدرته على مواجهة الكوارث والأزمات، من خلال مسح شامل للمدراء والأفراد للتعرف على مدى جاهزيتهم والصعوبات التي تواجههم. الحلقة الأضعف ويوضح حمدان: أيضاً الوزارات والهيئات والجهات المساندة الأخرى لها دور، إلى جانب المتطوعين والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات، كجهة مسؤولة عن عملية التنسيق بين الجهات المشاركة في عملية إدارة الكارثة، أو الأزمة من خلال مسح شامل وتفصيلي، ومن خلال البحث الخاص بالدراسة كان هناك جزء خاص بإمارة الفجيرة، حيث تعد أكثر الإمارات تأثراً بالكوارث وخاصة الطبيعية منها، وقد وثق ذلك بخمس كوارث طبيعية سابقة. ومن خلال التوثيق الأول لهذه الكوارث على مستوى الدولة، والذي يعد سيناريوهات حقيقية للكوارث وكيفية مواجهتها، يمكن التعرف على الإيجاب والسلب في عملية المواجهة القادمة، كما أنه يساعد في عملية الاستعداد، وتعد الحلقة الأضعف والأكثر تأثراً أثناء الكوارث والأزمات، أطفال المدارس من خلال رصد وتوثيق الكوارث العالمية السابقة. وكانت هناك أبحاث على عمليات المواجهة ونقاط السلب والإيجاب، ومن ثم تم القيام بمسح شامل للمعلمين والطلاب وأولياء الأمور، وقياس مدى استعدادهم لمواجهة الكوارث، كما تم إجراء مقابلات من قبل الدكتور حمدان مع صغار وكبار الموظفين في وزارة التربية والتعليم، للتعرف على الصعوبات التي تواجههم في هذا المجال. خطة المواجهة وقد ركز الدكتور حمدان الغسية على السكان بشكل عام، حيث طرح استبيانا يوضح مدى استعداد السكان لمواجهة الكوارث، وضم الاستبيان 1067 شخصاً من مختلف أنحاء الدولة، نظرا لمدى أهمية هذه النتائج في إعداد خطة المواجهة ورسم السيناريوهات التدريبية، واستعرض النتائج المهمة جدا لإدارة الكوارث في دولة الإمارات، من خلال التقييم الشامل للدولة والذي استغرق فيه الباحث أربع سنوات دراسية في بريطانيا، لنيل درجة الدكتوراه، ومن أهم النتائج أن ثقافة الكوارث الطبيعية بين مجتمع دولة الإمارات تكاد تكون معدومة، مع العلم بأن ثقافة الكوارث تعتبر مهمة، خاصة في إعداد خطط المواجهة. هناك قلة اهتمام بالتدريب والتمارين ورسم السيناريوهات التدريبية المشتركة والفعالة، بين جميع الجهات في الاستجابة للكوارث الطبيعية، والثغرات الكثيرة في خطة المواجهة والتفاوت الكبير، والهوة الواسعة بين الإمارات الشمالية والإمارات الأخرى في مجال الاستعداد للكوارث، سواء من حيث توفر الأجهزة والمعدات أو الموارد البشرية المؤهلة. المفهوم المتداول لمصطلح الكارثة في الدول العربية يشوبه الكثير من النقص والتخبط، وسوء التفسير والفهم الخاطئ لمصطلح الكارثة، ونسبة وعي السكان في دولة الإمارات ضعيفة جدا، والنسبة لا تكاد تتجاوز 30% فيما يتعلق بالاستعداد للكوارث والاهتمام بثقافة الأخطار الطبيعية وإدارتها، وفي وزارة البيئة يكاد يكون معدوما تماما إذ لا وجود له في نشاطها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©