السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شبح «الحب الأول»

20 فبراير 2011 20:50
المشكلة: عزيزي الدكتور: أنا شاب جامعي، عمري ثمانية وعشرون عاماً، وأعمل محاسباً في إحدى البنوك، خطبت فتاة طيبة من أسرة متواضعة، وأحببتها للغاية، وأثق بها جداً، وهي كذلك، لكن بعد الخطبة صارحتني أنها كانت على علاقة بشخص ما قبلي، وأن هذه العلاقة استمرت قرابة السنة و النصف. وأنها كانت تحبه جداً، وقد وعدها بالزواج لكن أهله رفضوا زواجه منها، وانتهت علاقتهما تماماً. ولا أخفي ـ بعد هذه المصارحة - أنني أشعر أن شيئاً قد تغير بداخلي. أنا أحب خطيبتي، وأريد أن أستر عليها وأسعدها، فهي تستحق ذلك. فقد عاشت في بيت شبه مفكك لا أب ولا أم تهتم بها، فهما كانا في شجار دائم طوال الوقت. لا أدري ما أفعل؟ أتمنى أن يمنحني الله نعمة النسيان، إنني أحبها حقاً، وأريد أن أعوضها عن كل شيء حرمت منه، لكن لا أخفيكم أن بمجرد أن أتذكر إنها كانت مع شخص غيري تؤلمني، وأنا أعرف أنها تحبني الآن، لكنني أخشى أن لا تنسى ذلك الشخص، فقد كان حبها الأول، ونحن نعلم معنى “الحب الأول”، وأحياناً أخشى أنها لن تحبني كما أحبت ذلك الشخص. لا أعلم ماذا أفعل؟ أفيدوني رجاء. هاشم سعيد النصيحة: ما رأيك لو عددنا معاً صفات هذه الفتاة التي خطبتها؟ إنك قلت في رسالتك:”إنك تحبها، وإنها تستحق شيئاً من السعادة، بسبب ظروفها التي مرت بها، وإنها تحبك، وإنها صارحتك”. ونسألك:” هل كان بإمكانها أن تخفي عنك تجربتها الأولى أم لا؟” وهل كان يمكن أن تخبرك إن لم تكن قد أحببتك وأمنت لك؟ أعتقد أن هناك صفات كثيرة إيجابية، لأنك تحبها، والحب إنما يكون بسبب وجود صفات محمودة وجميلة في المحبوب تقتضي أن يحب. فالحب المتبادل وهو عنوان السعادة، وطريق المودة والرحمة، ثم إنها تستحق هذه السعادة التي حرمت منها في بيت أمها وأبيها، وعاشت حياة مقفرة، خالية من الود والعطف، وهذا الأمر قد يجرها إلى أمور ربما لا تحمد عقباها. .. ولو أننا نظرنا في السلبيات، فلن نجد إلا شيئاً واحداً، وهي أنها أحبت يوماً من الأيام، وليس الحب عيباً، لكن العيب أن يجر إلى الحرام، وهي إذا كانت حافظة لنفسها عفيفة مصونة، فلا تثريب عليها حين أحبت. ..هذا الحب تاريخ قد مضى، تتحدث عنه كما تتحدث عن تجاربها الأخرى، وحياتها التي قد امتلأت بالمواقف المحزنة. إن مثل هذه الفتاة حين تجد منك الحب والعطف والرحمة والمودة والحنان ستكون طوع أمرك، ورهن إشارتك، ستحبك وتتعلق بك، وتنسى كل شيء من أجلك. هي تتحدث معك عن تاريخ مضى وانقضى، تاريخ توقف حين دخلت أنت في حياتها، وتقدمت لخطبتها، فرأتك مستقبلها، ونظرت إليك وقد كنت حلماً فأصبحت حقيقة تراها وتحسها، وجدت من يسمع كلامها، ويحمل همومها، ويعيش عاطفتها، وجدت رجلاً تحتمي به، وتركن إليه، وتفضي إليه، وتنشر مكنون قلبها بين يديه، وتقول له: أنت كل شيء في حياتي، ويجب أن تعرف كل شيء. .. إني أعتقد جازماً أن هذه الفتاة لو كان في قلبها شيء من حب الأول ما فاتحتك بالموضوع. أخي: إن القلب حين يحب يحتاج إلى الغذاء الذي يمد هذا الحب ليبقى، وهذا الغذاء هو صفات توجد في المحبوب، ورغبات توجد في قلب المحب، وحين يفتقد القلب أحد هذين الشيئين فإن نبتة الحب تذبل وتموت. استخِر ربك واعتمد عليه وأسأله جل وعلا أن يمنحك التوفيق والسداد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©