السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زواج «الأمر الواقع» !

20 فبراير 2011 20:50
المشكلة : عزيزي الدكتور: أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاماً، مشكلتي أنني عملت في إحدى الشركات، وتعرفت إلى أحد الشباب “زميل لي في مكان العمل نفسه”، يبلغ من العمر 33 عاماً، من أسرة عشائرية تقليدية، وهو على قدر من الخلق والأدب، ونشأت بيننا مشاعر إيجابية طبيعية ومحترمة وراقية، وبالفعل أراد هذا الشاب الزواج مني، وأنا لدي الرغبة نفسها لأنني أحببته بالفعل. لقد كان واضحاً وصريحاً معي، لكن المشكلة أن أهله رفضوا زواجه مني أو بالأحرى هم يرفضون زواجه من غير ابنة عمه، وهو على خلاف وجدال دائم معهم حول هذا الاختيار لأنهم يريدون تزويجه على طريقتهم حفاظاً على العادات والتقاليد القبيلية. وقد عرض علي أن نتزوج ونضع أهله أمام الأمر الواقع، لكنني رفضت لأنني لا أود إقحامه في مشاكل مع أهله، فضلاً عن كون أهلي أيضاً لن يقبلوا بهذا الحل. المشكلة أنه يحاول بكل الطرق معهم، ووصل لمرحلة من اليأس والاكتئاب لدرجة أنني خفت عليه، لأنه تعرض لمشاكل كثيرة مع أهله بشأن هذا الأمر رغم أنه يعيش بعيداً عن أهله منذ عشر سنوات بسبب هذه المشاكل. إنه فقط يريد أن يمارس حقه الطبيعي في اختيار زوجته، لا أن يفرض عليه أحد المرأة التي سيتزوجها. وأنا أيضاً غير قادرة على اتخاذ قرار الزواج من غيره، لأننا وببساطة تعلقنا ببعض تعلقاً شديداً لا يعلمه إلا الله. ما العمل ؟ هل من طريقة لإقناع الأهل؟ الله لا يرضى بالظلم، وأرى أن ما يفعلونه لا يجوز شرعاً وديناً، عجزنا عن التوصل لأي حل، فبم تنصحنا؟ جزاكم الله خيراً. سلمى س. النصيحة: إن المشكلة ليست في الحب أو التعلق بمن نحب، بل المشكلة الحقيقية - في نظري - كيف نحب ومتى نحب؟. فمن حق كل إنسان أن يختار حياته وأن يخطط لها حسب رؤيته هو وإمكاناته، لكن من المهم جداً عندما نخطط أن نأخذ في الاعتبار جميع العوامل المؤثرة على تخطيطنا وعلى قراراتنا على من حولنا، فنحن لا نعيش في العالم وحدنا، نحن نعيش مع الآخرين وبالآخرين. .. أقدر لك حسن تفكيرك برفضك الزواج ووضع العائلتين أمام “الأمر الواقع”، فقد تحتفلون وتسعدون معاً كزوجين لفترة تطول أو تقصر، لكن خسارة الأهل - على الجانبين - أمر لا يمكن إغفاله بطبيعة الحال. .. نصيحتي أن تستمعي لصوت العقل وأن تشركي أسرتك معك في القرار وأن تأخذي رأيهم مأخذ الجد، وتذكري قول الله عز وجل “عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم”، وحاولي أن تقنعي الفتى بذلك، حتى لا يأتي اليوم الذي يكرهك فيه لأنك كنت السبب في فقدانه لصلة رحمه وأهله. أسأل الله أن يلهمك الصواب والسداد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©