الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاتزان والهدوء رد الفعل الأمثل عندما يحاول الطفل اكتشاف نفسه

الاتزان والهدوء رد الفعل الأمثل عندما يحاول الطفل اكتشاف نفسه
20 فبراير 2011 20:51
(أبوظبي) - قد يتولى الأم الكثير من الخجل والغضب والتوتر عندما ترى ابنها يعبث بعضوه التناسلي، ولا تعرف أنه يتصرف بشكل طبيعي محاولاً اكتشاف نفسه. وإذا تكرر ذلك مرة أو اثنتين أو ثلاثاً فهذا أمر طبيعي، أما أن يستمر الطفل في ذلك طيلة الوقت، فهذا يعني أن الطفل يعاني من حالة توتر شديدة. وعندما يتصرف بطبيعته وعبثه لا يمكنه أن يفكر أن هناك من سيقول له "عيب" أو "حرام". وقد يسأل الطفل عن إحساسه بشكل غامض أو مضطرب، وتكون إجابة الأب أوالأم قاسية الى الدرجة التي يحاول فيها الطفل أن يختفي بعيداً دون أن يراه أحد ليخفي خجله، ويظل يداعب عضوه التناسلي. .. يمكن للأب المتزن والأم العاقلة مواجهة هذا السؤال بنوع من الرد اللطيف: بأن هذا التصرف أمام الناس غير لائق تماماً كما يقولون له عندما يتبول على نفسه. لكن معظم الآباء والأمهات يقابلون هذا الفعل على أنه من كبريات الجرائم، رغم أن كل واحد منهم يعرف الحقيقة الواضحة وهي أن مثل هذا العبث البسيط ليست له أية أضرار على جسد الطفل حتى لو أنكر الأمر أو علل سلوكه أو برره. ويعرفون أن مجرد الإقناع المهذب للابن كفيل بأن يحسم المسألة. لكن رغم كل ذلك نجد بعض الآباء والأمهات يتصرفون وكأن القيامة قد قامت، وأن الابن ارتكب أفظع الفواحش. .. يقول الدكتور بنجامين سبوك: "تقع بعض الأمهات في حيرة بالغة، ويهددن الطفل بالويل والثبور عندما يضبطنه مثلاً يلعب لعبة "عريس وعروس"، أو لعبة "الطبيب الذي يكشف على فتاة من بنات الجيران"، أو عندما تضبط الأم ابنتها تقلد ما تراه في التليفزيون وتقبل ابن الجيران قبلة حارة، رغم أن التوجيه البسيط يمكن أن يكون فعالاً وحاسماً. لكن الآباء الذين نشؤوا نشأة متزمتة عادة يصابون بالانزعاج المطلق لمجرد رؤية الابن أو البنت في حالة عبث بالعضو التناسلي وينقل هذا الانزعاج الى الأبناء لأن كل ابن يملك جهاز رادار حساس يلتقط به ما في أعماق الأب والأم من قلق. فالأب يمكن أن يوجه الابن بحسم وبهدوء وأن يحاول بالاشتراك معه أن يخلقا هواية أو لعبة أخرى. وأعتقد أن الأب الحاسم والحازم والصديق لابنه سيجد استجابة سريعة من جانب الابن. لكن من المهم جداً ألا نهدد الطفل بأن هذا الفعل سيسبب له أعظم الأضرار، وقد يسبب للفتاة عقدة ما عند الكبر، كما يسبب للشاب في النضج خوفاً من عدم إقامة حياة جنسية سليمة"... ويضيف: "إن من حق الآباء والأمهات أن يعترضوا على مداعبة الطفل لعضوه التناسلي، ومن حقهم أن يختاروا الطريق الذي يمنعونه به من ممارسة هذه اللعبة. كأن يقول الأب لابنه "أنا شخصياً أفضل أن لا تفعل ذلك، لأنه سلوك رديء لا يثير احترام الآخرين لك". ومن الأفضل طبعاً أن يقول له: "إنني أثق تماماً في أنك ستبذل كل طاقتك في عدم تكرار هذا الفعل الذي يقلل من احترامي لك، ومن احترام الآخرين لك. إن قلق الأبوين على الطفل قد يسبب للطفل عدم فهم معنى هذا القلق. إن اللعب بالعضو التناسلي يحول الآباء الى وحوش كبيرة تهجم على الطفل وكأنها في قتال معه. وهكذا يجد الطفل نفسه محاطاً بالخوف لئلا يطرده والداه من مملكة محبتهم، وكي لا يحرماه من الحنان. ويجب أن يكون الحديث مع الطفل عن هذه المسألة هادئاً وحاسماً ومقنعاً، وأن نتجنب العنف فيه أو التهديد بأن هناك إصابة أو مكروهاً سيحدث للطفل. لأن الابن سيكبر وسيجد نفسه أثناء المراهقة يمارس العادة السرية على فترات قد تكون متقاربة وقد تكون بعيدة. وهذا سيخلق عند الطفل حالة من الخوف والهلع والرعب واحتقار النفس". إدراك الحقيقة يكمل سبوك: "على الآباء والأمهات أن يضعوا أنفسهم في موقف الطفل، فالطفل لن يستطيع إدراك كل حقيقة علمية يمكن أن تقال له في هذا العمر. إن ابن الثالثة لن يفهم أن الله خلقه ذكراً وأنه سيظل كذلك، ولن تفهم ابنة الثالثة ذلك أيضاً. فالفكرة الثابتة عند الوالد والبنت هي أنه لا يوجد أي فرق بين الولد والبنت. فنحن سنقابل القلق بشكل أو بآخر في أعماق الابن أو البنت لكن من المهم ألا يستشري هذا القلق الى حد مزعج، بل من المهم أن يبقى مجرد قلق طبيعي. والكبار لا يفهمون أن كل المسائل عند الأطفال بسيطة وحاسمة. إن أكثر ما يزعج الأم هو أن يوجه الابن سؤاله عن العضو التناسلي، وعادة ما تكون إجابة الأم هي القمع أو الضرب أو الاختفاء والهروب من الإجابة بأي وسيلة، ويحدث أن تحمل الأم وتمر تسعة شهور مليئة بأسئلة الطفل عن المولود القادم. وعندما يولد المولود الجديد تجد عيون الطفل الأكبر تتثبت على مكان العضو التناسلي للوليد ويحاول أن يسأل عن جنس المولود. ونحاول نحن الكبار أن نجيب عن أسئلة الطفل بهدوء وأن نشرح له طبيعة جسد الرجل وطبيعة جسد المرأة، ومع هذا فالطفل لا يرتاح. وكلما كانت الأم هادئة وصريحة وذات لهجة مهذبة وهي تتحدث مع الطفل عن هذه الفروق فهي ستخلق لديه قدراً من الاطمئنان. إن أسئلة التطفل تختفي في أعماق الطفل وتظهر وتطلب الإجابة من جديد. وكلما تقدم العمر قليلاً فإن الإجابة تتضح له ويصبح أكثر قدرة على فهم هذه الحقائق. فالمغالاة وحدها هي التي تصنع الاضطراب".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©