يوسف البستنجي (أبوظبي) - يسجل الاقتصاد الوطني حركة انتعاش واضحة، تجذب رؤوس الأموال والاستثمارات المحلية والأجنبية، خاصة في قطاعي العقارات والأسهم المدرجة في أسواق المال المحلية، بحسب سامح عبدالله القبيسي، المدير العام لمبيعات المؤسسات، بقطاع الأسواق العالمية في بنك «أبوظبي الوطني». وأعلن القبيسي في مؤتمر صحفي، عقد أمس بنادي أبوظبي للإعلام الاقتصادي، عن تنظيم ملتقى أسواق المال العالمية، الذي يقدم نظرة شاملة حول التغييرات التي تشهدها الأسواق العالمية.
وأكد أن الكثير من الشركات العقارية والشركات المستثمرة في قطاعات متعددة بالدولة بدأت تطرح مشاريع بشكل متزايد للاستفادة من السيولة المرتفعة المتوافرة في السوق المحلية.
ولفت إلى أن السوق الإماراتية تعتبر من الأسواق الجاذبة لرأس المال، حيث إن السيولة المتوافرة متعددة المصادر، لافتاً إلى أن التوجه العام للاقتصاد الوطني يتجه نحو استيعاب الجزء الأكبر من هذه السيولة لتوظيفها في مشاريع محلية أو استثمارات تقام في أسواق الدولة.
وأكد أن الملتقى العالمي الذي سينطلق في أبوظبي الأسبوع المقبل، ويحضره نخبة من كبار الاقتصاديين والخبراء في العالم، ومنهم الدكتور بن إس. بيرنانكي، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي السابق (المركزي الأميركي)، سيلقي الضوء على نتائج تقييم المرحلة السابقة التي أعقبت الأزمة المالية العالمية، وسيقدم الاستخلاصات والتوقعات للمرحلة المقبلة.
ويشارك في الملتقى الذي ينظمه بنك أبوظبي الوطني يومي 4 و5 مارس 2 المقبل، جان كلود تريشيه، الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، إلى جانب نخبة من الاقتصاديين وقادة الأعمال وصناع القرار في تقديم تحليلات لأوضاع الأسواق العالمية والإمكانات والفرص المتاحة في عام 2014.
وقال اليكس ثيرسبي، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الوطني: إن بيرنانكي وتريشيه قاما بالإشراف على أكبر الاقتصادات في العالم خلال الأزمة المالية، الأمر الذي يجعلهما في موقع متميز لتقديم تحليلات عميقة وقيمة لوضع الاقتصاد، مؤكداً ثقته بأن المشاركين في الملتقى سيقدمون قراءة فاحصة لتأثيرات السياسة والسياسات على الأسواق العالمية.
كما يشارك في المؤتمر بكلمة افتتاحية معالي ناصر أحمد السويدي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية ورئيس مجلس إدارة بنك أبوظبي الوطني، ويقدم أحمد علي الصايغ، رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي، ورقة عمل حول «ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز مالي».
وتشمل قائمة المشاركين في الملتقى جيمس بيكر وزير الخارجية ووزير الخزانة الأميركية السابق، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ولاري سامرز الذي شغل منصب وزير الخزانة الأميركية ومدير المجلس الاقتصادي الوطني ورئيس جامعة هارفارد، ورئيس الاقتصاديين في البنك الدولي.
وقال محمود العرادي، المدير العام التنفيذي للأسواق العالمية في بنك أبوظبي الوطني: إن اختيار أبرز الخبراء جاء لتقديم تحليل متوازن وشامل للاقتصاد العالمي، مع التركيز بشكل خاص على تنامي التجارة في المنطقة التي تربط بين الغرب والشرق، والتي تمتد من غرب أفريقيا إلى شرق آسيا.
وسيشهد الملتقى جلسات نقاش حول قطاع الطيران، وهو القطاع الذي يشهد نمواً سريعاً في الإمارات، والدروس المستفادة من الأزمة المالية لعام 2008.
وأضاف العرادي أن مشاركة نخبة من القادة والمفكرين وصناع القرار في الملتقى لمناقشة أهم القضايا حول الاقتصاد العالمي سيسهم في إنجاح الحدث، وتقديم تجربة قيمة لجميع المشاركين.
ولفت إلى أن ملتقى أسواق المال العالمية يستضيف نخبة من قادة الأعمال والمحللين لتقديم نظرة شاملة للأسواق في 2014، كما يواصل تعزيز مكانة المنطقة في الاقتصاد العالمي، مؤكداً مواصلة ملتقى أسواق المال العالمية في تحقيق النجاح وتقديم قيمة حقيقية للمشاركين، وترسيخ مكانة أبوظبي كمركز مالي عالمي.
ومنذ انطلاقه في عام 2009، استقطب ملتقى أسواق المال العالمية، مئات المشاركين لتبادل الأفكار والاستفادة من المناقشات وتحليلات الخبراء من المصرفين وكبار الاقتصاديين والمفكرين والمستثمرين والمديرين التنفيذيين والذين يقدمون توقعاتهم حول أهم القضايا التي تؤثر على الاقتصاد العالمي وعلى المستثمرين.
وتم تصميم برنامج المؤتمر الافتراضي بتقنية ثلاثية الأبعاد، مما يسمح للمشاركين الذين لا يستطيعون حضور الملتقى شخصياً بالمشاركة والتفاعل مع الحضور عبر الإنترنت.
وشهد الملتقى إقبالاً كبيراً خلال العام الماضي، حيث شارك في فعالياته نحو 1300 مشارك من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب مشاركة أبرز الشخصيات وصناع القرار والمسؤولين في القطاع الاقتصادي، مثل نيكولا ساركوزي، الرئيس السابق للجمهورية الفرنسية، وديفيد ميليباند، وزير الخارجية البريطاني السابق.
عدد اليوم
