الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احم نفسك بـ «كلمة المرور»

20 فبراير 2012
يتصل بي العديد من الأصدقاء والمعارف بشكل دوري، وعلامات الصدمة والارتباك والدهشة والتعجب، تكون منبعثة من نبرات أصواتهم خلال مكالماتهم الهاتفية، أم من خلال ما يبدو على وجوههم من تغيير جوهري في ملامحها، عندما أقابلهم، ليخبروني والعبارات لا تكاد تخرج من أفواههم بشكل يسهل فهمه، بأنهم فقدوا «كلمة السر الخاصة بهم» أو أن حساب بريدهم الإلكتروني، الذي استمر معهم لسنوات وسنوات طوال، سرق منهم بكل بساطة، ودون سابق إنذار أو تحذير. وللأسف تزداد صدمة مثل هؤلاء الأشخاص، وتكثر حيرتهم، وتكبر معها معاناتهم، عندما أرد عليهم وبكل «برود»: آسف فليس بيدي عمل شيء الآن، عندها أكون في نظر بعضهم قد صنفت جنباً إلى جنب، مع نفس خانة الشخص الذي سرق العنوان البريدي لهذا الزميل، وبدل كلمة المرور، لكلمة جديدة لا يعلمها شخص سواه. لا تعتب علي أيها الزميل العزيز، لعدم قدرتي اليوم لإرجاع كلمة المرور الخاصة بك، ولا تأخذ على خاطرك مني أيها الصديق، فليس بإمكاني اليوم، أن أعيد لك حسابك البريدي «القديم»، والممتلئ بالرسائل والمواد والعناوين، التي رافقتك منذ اليوم الأول لتأسيسك لهذا العنوان الإلكتروني. فاليوم لا يحق لكم أن تغضبوا أو تأخذوا على خاطركم مني، لوقوفي عاجزاً، مكتوف الأيدي، أما مشاكلكم هذه، أو مشاكلكم التي تتعلق بهذا الموضوع، الأمر الذي لم تلمسوه مني سابقاً أما أي مشكلة من نوع آخر، لأني بالأمس نصحتكم مراراً وتكراراً، أن «تعاملوا» كلمات المرور الخاصة بكم، مثل معاملتكم لطفلٍ صغير، وأن تداروها وتأخذوا بالكم منها، لأنها «كلمة المرور» ورغم صغرها، إلا أنها قادرة على قلب حياة العديد من الأشخاص رأساً على عقب، إذا استغل ما بداخلها من أرقام بطاقات ائتمانية، أو مواد خاصة... أو غير ذلك الكثير، من الأمور، التي لا يجوز على غير صاحب كلمة المرور هذه الاطلاع عليها. لا تكتب كلمة المرور الخاصة بك على ورقة وتضعها في جيبك أو محفظتك، ولا تخزنها أبداً في ملف على كمبيوترك الشخصي المحمول أو الذكي «اللوحي»، وحتى هاتفك الذكي... ولا تضع أبدأ أبداً.. كلمة المرور الخاصة بحساب «حيوي» أو «بنكي».. وأنت في مقهى للإنترنت، أو في كمبيوتر لا تعلم مصدره أو صاحبه. ولا تثق بي كصديق أو كخبير، ولا تقبل أبداً بأن تعطيني كلمة السر الخاصة بك، مهما كلف الأمر، فصديق اليوم قد يكون «عدو» الغد... إلى غير ذلك الكثير والكثير من النصائح، التي نصحت بها العشرات من الأصدقاء والمعارف، والذين طبقها جزءُ منهم «فارتاحوا وريحوا بالهم»، في المقابل تجاهلها الجزء الآخر منهم «فلم يرتاحوا ولم يريحوا غيرهم».. ولهذا أنصحك أيها القارئ العزيز، بأن تكون ضمن الفئة الأولى، وأن تضع كلمة المرور الخاصة بك والخاصة بحساباتك المختلفة، داخل عقلك، وتقفل عليها تماماً، بمفتاح لا يعلم أين هو سواك. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©