الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«المنطقة إلى أين: تحديات أسعار النفط» يوصي بتوجيه اقتصاد دول «التعاون» إلى أنشطة غير نفطية

«المنطقة إلى أين: تحديات أسعار النفط» يوصي بتوجيه اقتصاد دول «التعاون» إلى أنشطة غير نفطية
23 مارس 2017 11:04
أبوظبي (الاتحاد) أوصى مؤتمر «المنطقة إلى أين: تحديات أسعار النفط» الذي نظمه «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيَّة» خلال جلسته الختامية بضرورة العمل على معالجة حالة الانكشاف السياسي والأمني والاقتصادي في المنطقة العربية، بما يحقق الأمن والاستقرار داخل دول المنطقة، ويحصِّنها ضد أي تدخلات خارجية في شؤونها. والحفاظ على دعم المحور العربي، الذي يعد خط الدفاع الأول ضد محاولات تصفية الدولة الوطنية العربية على أيدي المشروع «الإخواني». ووجه المؤتمر بإصلاح بعض مظاهر الخلل الهيكلي في بعض الاقتصادات الخليجية من خلال تخفيض النفقات، وقيام دول التعاون بوضع خطط اقتصادية شاملة، قصيرة الأجل وطويلة الأجل؛ بهدف توجيه اقتصاداتها إلى أنشطة غير نفطية، تساعد على تنويع مصادر دخلها القومي، وتعدُّدها، والإسراع في جهود التنمية المستدامة. واختتم الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز، المؤتمر بكلمه رفع خلالها أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، لرعايته الكريمة لهذا المؤتمر، ولدعمِهِ المتواصل وغير المحدود لجميع فعَّاليات «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، وأنشطته البحثية والفكرية. وأعرب عن عميق شكره وتقديره للباحثين والخبراء الذين شاركوا في المؤتمر وما قدموه من جهد علميٍّ مشهود على مدار جلساته الثرية بالنقاش والتفاعل والمشاركة، التي أسهمت في بلورة العديد من الرؤى الاستراتيجية، والأفكار الاستشرافية السديدة؛ والتي قدمت قراءةً عميقةً للتغيرات التي تشهدها المنطقة على المستويات المختلفة، السياسية والاقتصادية والأمنية، واستشراف مساراتها المستقبلية. كما أشاد بالتوصيات المهمَّة، التي صدرت عن المؤتمر، بوصفها تشكل خريطة طريق لكيفية التعامل مع هذه التطورات بشكل فاعل وبنَّاء أيضاً، مؤكداً أن «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» سيعمل على أن تصل هذه التوصيات المهمة إلى صانعي القرار، وإلى مختلف الجهات المعنية، سواء في دولة الإمارات، أو في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أو دولنا العربية كافةً؛ من أجل تعظيم الاستفادة منها في بناء استراتيجيات تعزِّز الأمن والاستقرار والتنمية لدولنا جميعاً، وتضمن مستقبل أجيالنا القادمة. ووجَّه المشاركون في ختام أعمال مؤتمر «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» السنوي الثاني والعشرين رسالة شكر وتقدير إلى قيادة الدولة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» لحرصها على الاستشراف الدائم للمستقبل، ووضع السياسات وفق قراءة دقيقة لمعطيات البيئات المحلية والإقليمية والدولية، وأشادوا بالرؤية الرائدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في مجال الاستعداد المبكر لمرحلة ما بعد النفط، وبناء اقتصاد وطني متنوِّع قائم على المعرفة، وثمَّنوا رؤية سموه حول وحدة أمن دول «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» والأمن القومي العربي، وجهوده الرائدة لمصلحة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. ووجَّه المشاركون الشكر إلى الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، لدوره في تسليط الضوء على القضايا التي تتصل بأمن المنطقة واستقرارها، وحرصه على بلورة الرؤى العلمية حولها بما يرفد صانع القرار بالرؤى والأفكار التي تساعد على بناء سياسات فاعلة تحافظ على المصالح الوطنية والخليجية والعربية العليا. توصيات المؤتمر وخرج المؤتمر بالعديد من التوصيات المهمَّة؛ فعلى المستوى السياسي-الأمني، أوصى بضرورة العمل على معالجة حالة الانكشاف السياسي والأمني والاقتصادي في المنطقة العربية، بما يحقق الأمن والاستقرار داخل دول المنطقة، ويحصِّنها ضد أي تدخلات خارجية في شؤونها. والحفاظ على دعم المحور العربي الذي يضم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية ومملكة البحرين ودولة الكويت وغيرها من الدول العربية؛ باعتبار أن هذا المحور هو خط الدفاع الأول ضد محاولات تصفية الدولة الوطنية العربية على أيدي المشروع «الإخواني»، الذي لم ينتهِ خطره بعد، ويرتبط بقوى دولية وإقليمية لها أهدافها المشبوهة في المنطقة. وتعزيز مستوى التنسيق العربي في مواجهة الظاهرة الإرهابية بكلِّ تجلياتها ومصادرها وأشكالها، على أن يؤسَّس هذا التنسيق على حوار جادٍّ للاتفاق على تعريف موحَّد للإرهاب، بما يقضي على الثغرات التي تستغلها التنظيمات الإرهابية لإبقاء نفسها على قيد الحياة، واكتساب الدعم تحت شعارات مراوغة. وكذلك وضع الخطط والسياسات التي تحقق التوازن في منطقة الخليج العربي بين دول التعاون من جانب وإيران من جانب آخر. وأن يقود المجلس، بما تملكه دوله من قدرات كبيرة، الجهود لبناء منظومة عربية متماسكة، وضمان الأمن القومي العربي، وتحقيق التوازن العسكري والسياسي والاقتصادي في المنطقة، وتنويع مجالات التحرك الخارجي لدول المجلس؛ حتى يمكنها التعامل الفاعل مع المتغيِّرات والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وما تنطوي عليه من فرص من المهم استثمارها، وتحديات لا بدَّ من التصدي لها. وعلى الصعيد الاقتصادي؛ أوصى المؤتمر بإصلاح بعض مظاهر الخلل الهيكلي في بعض الاقتصادات الخليجية من خلال تخفيض النفقات، وقيام دول التعاون بوضع خطط اقتصادية شاملة، قصيرة الأجل وطويلة الأجل؛ بهدف توجيه اقتصاداتها إلى أنشطة غير نفطية، تساعد على تنويع مصادر دخلها القومي، وتعدُّدها، والإسراع في جهود التنمية المستدامة بوصفها أساس الانطلاق إلى مرحلة ما بعد النفط». ودعا إلى ضرورة الاستفادة من تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في تنويع مصادر الدخل، ووضع أسس اقتصاد ما بعد النفط، حيث قطعت الدولة شوطاً كبيراً وناجحاً في تقليص اعتمادها على النفط بوصفه من مصادر الدخل القومي، كما نجحت في تعظيم مصادر أخرى للدخل ساعدتها على التعامل بنجاح مع انخفاض أسعار النفط. وكانت فعَّاليات اليوم الثاني للمؤتمر السنوي الثاني والعشرين حول «المنطقة إلى أين: تحديات أسعار النفط» قد بدأت بكلمة رئيسية ألقاها تركي الدخيل، مدير عام قناة العربية، من المملكة العربية السعودية، تحت عنوان «مجتمعات النفط.. إدمانها وفطامها!»، مبيناً أن التقلُّبات الأخيرة في أسعار النفط فرضت على دول الخليج إعادة النظر في الاعتماد على هذا المورد الناضب، وضرورة الاستثمار في البشر، مشيداً بالجهود التي اتخذتها الإمارات والكويت والسعودية في سياق الاستعداد لمرحلة ما بعد النفط. وقال محمد دحلان، القيادي الفلسطيني، إن العالم العربي يواجه تحديات عديدة بعد اندلاع ما تُسمَّى أحداث «الربيع العربي» نهاية عام 2010، التي أخرجت بعض الدول الرئيسة كسوريا والعراق من معادلة التأثير، في وقت استغلت فيه إيران هذه الأحداث للتمدُّد وتعزيز النفوذ في الدول العربية. ورأى القيادي الفلسطيني أن المملكة العربية السعودية، بما تشكله من قدرات اقتصادية ومكانة دينية روحية، ومصر بما تمثله من قوة بشرية، ودولة الإمارات العربية المتحدة بما تتمتع به من نهضة وتقدم تكنولوجي، يمكن أن تشكل نواة لتحالف عربي يكون قادراً على التعبير عن المصالح العربية والدفاع عنها والتفاوض مع الإدارة الأميركية. حدث مفصلي وقال ضياء رشوان، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن ثورة الثلاثين من يونيو التي أطاحت بحكم جماعة «الإخوان» في مصر مثلت حدثاً مفصلياً في تاريخ المنطقة، ليس لأنها شكلت هزيمة لأحد المشروعات التي كانت تستهدف تقسيم دول المنطقة وتفتيتها فقط، وإنما لأنها أسهمت في بلورة محور عربي يمثل الحياة في العالم العرب. وبعد ذلك بدأت فعاليات الجلسة الثالثة، التي حملت عنوان (الاتجاهات المستقبلية لأسعار النفط وتأثيراتها المحتملة)، وترأسها الدكتور عبداللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، بالإمارات، وتحدث في هذه الجلسة الدكتور بسام فتوح مدير معهد أكسفورد لدراسات الطاقة وأستاذ المالية وإدارة الأعمال في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية جامعة لندن، بالمملكة المتحدة، الذي تناول مستقبل أسعار النفط والمتغيرات الجديدة في خريطة النفط العالمية، مشيراً إلى أن الانهيار الحاد في أسعار النفط ناجم، عن طبيعة دورة أسعار النفط الحالية. إذ يرى بعض الباحثين أن سوق النفط كانت عرضة لهزات بنيوية أدت إلى إنشاء نظام عالمي جديد للنفط، وأننا دخلنا عالماً يشهد «تراجعاً في الأسعار لمرحلة أطول». وفي المقابل يرى بعض آخر أن أسعار النفط ستشهد ارتفاعاً في وقت أقرب مما هو متوقع، وأن التراجع الحالي في الأسعار يحمل العديد من سمات دورات الأسعار التي حدثت في وقت سابق. كما تحدث في هذه الجلسة الدكتور توماس ريختر، باحث أول، معهد جيجا الألماني للدراسات العالمية والإقليمية، هامبورغ، بجمهورية ألمانيا الاتحادية، وتناول فيها سياسات الدول المنتجة في ضوء متغيرات النفط. أما الدكتور محمد العسومي، خبير الشؤون الاقتصادية، بدولة الإمارات، فقد تطرق في ورقته البحثية إلى واقع منظمة «أوبك» ومستقبل دورها في سوق النفط العالمية، مشيراً إلى أنه في كل مرة تنخفض فيها أسعار النفط إلى مستويات متدنية قياسية تواجه معها البلدان المنتجة للنفط تحديات جديدة قد تختلف عما سبقها من تحديات. بيئة إقليمية مضطربة وبعد ذلك بدأت فعاليات الجلسة الرابعة، وهي جلسة نقاشية تحت عنوان (الإمارات في مواجهة بيئة إقليمية مضطربة)، ترأسها الدكتور خليفة السويدي، إعلامي وأكاديمي إماراتي. وشارك في هذه الجلسة معالي أحمد بن محمد الجروان الشامسي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، رئيس البرلمان العربي السابق، والذي أشار إلى أن التحديات التي يفرضها انخفاض أسعار النفط لمستويات قياسية، تتطلب الحفاظ على معدلات التقدم والنمو الاقتصادي المستهدفة، وذلك من خلال الاستثمار في مواردنا البشرية، وإعداد الكوادر المؤهلة لفتح آفاق اقتصادية جديدة في مختلف مجالات الاستثمار. وتحدث في هذه الجلسة أيضاً مقصود كروز، المدير التنفيذي لمركز هداية، بالإمارات، حيث تطرق إلى التجربة الإماراتية في مواجهة التطرف. أما الدكتور شملان العيسى أستاذ مساعد في قسم العلوم السياسية، كلية العلوم الاجتماعية، بجامعة الكويت، فقد تطرق إلى دور دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في حفظ الاستقرار الإقليمي. «أخبار الساعة»: مزيد من التعاون البناء لمواجهة التحديات أبوظبي (وام) قالت نشرة أخبار الساعة، إن الكلمات الافتتاحية والرئيسة ووقائع الجلسات والمناقشات التي طرحت، أمس، ضمن فعاليات المؤتمر السنوي الـ 22 لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية كشفت حجم التحديات التي تواجه المنطقة في ظل التطورات المتلاحقة إقليمياً ودولياً واستمرار حالة عدم التأكد التي تسود النظام الدولي، ما يفرض على دولِ المنطقة، كما أكد ذلك الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في كلمته الافتتاحية. وأضافت، في افتتاحيتها تحت عنوان «مزيد من التعاون البناء لمواجهة التحديات المتفاقمة»، أن حجم التحديات التي تمر بها المنطقة غير مسبوقة، حيث تتداخل وتتصارع مصالح دول إقليمية ودولية متعددة من دون ضوابط قانونية أو معايير أخلاقية، ولا تبرز في ظلها أي ملامح واضحة لما ستكون عليه طبيعة النظام الدولي ولا حتى عملية توزيع القوى داخله: أحادي، ثنائي، أو متعدد القطبية. وأوضحت النشرة، الصادرة من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، انه بالرغم أن النظام الدولي نجح في منع وقوع حروب بين القوى الكبرى، فإنه فشل في منع انتشار الصراعات والنزاعات التي كانت نتائجها مدمرة، حيث فقد الملايين من البشر حياتهم، مشيرة إلى كلمة صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أمام المؤتمر بشأن حالة عدم اليقين القائمة على مستوى العالم والتي تثير العديد من التساؤلات التي يرى أنه لا توجد إجابات جاهزة لها. ونبهت النشرة إلى أن تقلبات أسعار النفط كانت حاضرة في معظم الكلمات والمناقشات، حيث تمثل بالفعل تحديات مهمة، وخاصة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تعتمد معظمها بشكل رئيس على النفط مشيرة إلى أن أهمية موضوع الطاقة ليس من أبعاده الاقتصادية فقط وإنما من انعكاساته الأمنية أيضاً، كما تحدث عن ذلك محمد بن محفوظ العارضي رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمجموعة إنفستكورب، بسلطنة عمان. وذكرت أن فعاليات اليوم الأول للمؤتمر الذي عقد بمقر المركز تحت عنوان «المنطقة إلى أين: تحديات أسعار النفط» أكدت أن إيران تمثل خطراً حقيقياً على دول المنطقة، ولهذا فإن هناك حاجة، كما أشار السفير سام زاخم، السفير الأميركي السابق لدى مملكة البحرين، لاحتواء السياسات التوسعية الإيرانية في منطقة الخليج العربي، خاصة أن محاولات ترشيد سلوكها وسياساتها باءت بالفشل، كما أكد الأمير تركي الفيصل. وخلصت في افتتاحيتها إلى القول انه في خضم كل هذه التحديات تبرز أهمية علاقات التحالف بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي توقع المشاركون نموها بشكل أكبر في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©