الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التدخين المبكر يرفع نسبة الإصابة بأمراض القلب بين الشباب

التدخين المبكر يرفع نسبة الإصابة بأمراض القلب بين الشباب
20 فبراير 2011 20:58
(الرباط) - دق أطباء وباحثون ناقوس الخطر محذرين من خطورة انتشار التدخين في صفوف المغاربة والأضرار البالغة التي يسببها الإدمان عليه، لاسيما بعد نشر إحصاءات أكدت أن “نسبة عالية من المغاربة مصابون بأمراض القلب والجهاز التنفسي ذات الصلة بالتدخين”. إضافة إلى ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الأذن والحنجرة والأنف والرئة، مما دفع الخبراء إلى اعتبار التدخين يمثل مشكلة حقيقية للصحة العمومية في البلاد. المرتبة الخامسة تبلغ نسبة تعاطي التدخين بالمغرب 30 في المائة عند الرجال و3 في المائة لدى النساء حسب دراسة أجراها فريق من الخبراء، ويحتل المغرب المرتبة الخامسة عالميا في كمية السجائر المستهلكة، وكشف بحث وطني عن التدخين بالمغرب أن “المدخنين المغاربة وجلهم من الشباب والمراهقين أنفقوا 1.17 مليار دولار لشراء السجائر”. وعلى الرغم من الحملات التي أطلقها المغرب لمواجهة هذه الآفة إلا أن انتشار التدخين لايزال يسجل معدلات مرتفعة مع إدمان فئات جديدة كالنساء والأطفال. ويقول محمد الفلالي- طبيب متخصص في أمراض الصدر والجهاز التنفسي: “إن التدخين أصبح سلوكا راسخا في المجتمع المغربي حيث تؤكد الأبحاث والدراسات أن ثلث المغاربة مدخنون”. ويضيف الفلالي: “استهلاك المغاربة للسجائر بشراهة أدى إلى انتشار أمراض السرطان بكثرة بينهم حيث تسببت هذه الآفة الخطيرة في ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الرئة والكلي والبلعوم والمثانة والتهاب الشعب الهوائية وأمراض القلب وتصلب الشرايين”. عوامل مساعدة يشير الطبيب الفلالي إلى وجود عوامل مساعدة على انتشار التدخين في المجتمع أهمها “ضعف حملات التوعية والتحسيس بمساوئ وأخطار التدخين، وانتشار تدخين الشيشة التي لم تظهر في المغرب إلا مؤخرا، ودخول النساء لائحة المدخنين فرغم أن الإحصاءات تؤكد أن نسبتهن3% من مجموع المدخنين إلا أن نسبتهن الحقيقية أكبر من ذلك بسبب إخفائهن لهذا السلوك، كما أن هناك اقبالا من طرف الأطفال والمراهقين على التدخين! بسبب سوء التربية والفشل الدراسي، حيث لوحظ أن السقوط في حبائل التدخين يبدأ مبكرا لدى الجيل الجديد، إضافة الى التدخين السلبي وعدم تفعيل قانون منع التدخين في الأماكن العامة مما يشجع المدخن على الاستمرار في إدمان وإيذاء الآخرين من حوله”. ويرى أن تقليص نسبة المدخنين مرهون بالتوعية والتحسيس بأضرار هذه الآفة في الوسطين المدرسي والمهني، ويدعو إلى أن تكون الحملات ضد التدخين مستمرة ودائمة طيلة السنة، كما يدعو الفلالي إلى “مساعدة المدخنين ودعمهم من أجل الإقلاع عن التدخين وحماية غير المدخنين من مضاعفاته من خلال منع التدخين في الأماكن العامة وفرض العقوبات الزجرية على المخالفين”. التدخين بالمدارس كشفت دراسة خاصة بوضعية ظاهرة التدخين في المؤسسات التعليمية بالمغرب، أن نسبة المدخنين بالإعداديات والثانويات تبلغ 25 في المائة، بينما بلغ معدل التدخين، حسب الجنس تلميذة واحدة من بين ستة تلاميذ ذكور. وأظهرت الدراسة التي أجرتها “جمعية سلمى” لمحاربة داء السرطان أن نسبة التلاميذ المدخنين الذين يدخن أحد أبويهم، تبلغ 38 في المائة، وأن السن المتوسط لبداية استهلاك التبغ هو 14 سنة، في حين تبلغ النفقات المتوسطة يوميا 13 درهما (دولارين) والعدد المتوسط للسجائر المدخنة كل يوم 10 سجائر. وأوضحت الدراسة أن حصيلة برنامج “إعداديات وثانويات ومقاولات بدون تدخين” تعتبر حقاً”جد إيجابية” وآفاقها واعدة، حيث بلغت نسبة محاولات الإقلاع عن التدخين بين صفوف تلاميذ الإعداديات والثانويات 69 في المائة، فيما يصل العدد المتوسط لمحاولات الإقلاع عن التدخين لدى كل تلميذ مدخن إلى أربع محاولات، ونسبة نوايا الإقلاع عن التدخين في مستقبل قريب إلى 63 في المائة. وأطلقت الجمعية حملت كبيرة لإشعار الطلبة بخطورة التدخين، وتشجيعهم على الإقلاع عنه، وتمثلت خطة مكافحة هذه الظاهرة في إحداث خلايا لتقديم الاستشارة بخصوص الإقلاع عن التدخين وإنشاء نواد صحية لمكافحة التدخين، وإشراك الطلبة والأساتذة في الأنشطة التي تتم داخل الأقسام ومحاذاة المؤسسات التعليمية وعبر المنتديات الإلكترونية وفي المجلات المدرسية، كما تم تنظيم أنشطة رياضية وعروض فنية وتسيير قافلات للتحسين بمخاطر التدخين، إضافة إلى تنظيم زيارات لصالح الطلبة إلى المؤسسات الاستشفائية المتخصصة للوقوف على حالات مرضية مزمنة بسبب الإدمان على التدخين. وشكل ارتفاع معدل الإصابة بداء سرطان الرئة في المغرب أحد الأسباب الرئيسية لإطلاق هذه الحملة حيث تشير إحصاءات وزارة الصحة إلى أن “معدل الإصابة بداء السرطان بالمغرب يتراوح ما بين 100 و180 حالة لكل 100 ألف نسمة فيما تقدر عدد الإصابات الجديدة المسجلة سنويا ما بين 30 و45 ألف حالة”. مجهودات تؤكد وزارة الصحة المغربية إنه بفضل المجهودات المبذولة في مجال محاربة التدخين، تم تسجيل انخفاض في معدل انتشار التدخين بنسبة 1.5 في المائة في صفوف التلاميذ. وانخفاض بنسبة 3 في المائة في معدل انتشار التعاطي للتدخين لدى مدرسي المؤسسات التعليمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©