الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حبيبة الغريبي.. عصامية تطمح إلى الذهب

حبيبة الغريبي.. عصامية تطمح إلى الذهب
28 ابريل 2016 23:07
ساسي جبيل (تونس) قصة حياة العداءة التونسية حبيبة الغريبي تحاكي الأفلام السينمائية، فقد لعبت الصدفة دورا في احترافها الرياضة، الذي أوصلها إلى منصات تتويج عالمية، كما دعمها الحظ حين انتزع ذهبية سباق أولمبي من متسابقة أثبتت الفحوصات تعاطيها المنشطات، وأهداها لها باعتبارها حلت في المرتبة الثانية. وهي اليوم تعد العدة لخوض منافسات ريو 2016 رغم دخولها العقد الثالث، متخذة من التمرين المنضبط، والعزيمة القوية سبيلا. وتعد الغريبي أول رياضية تنال جائزة المرأة العربية المتميزة لعام 2015، بفضل سجلها الحافل بالتتويجات في اختصاصها. وخلال مسيرتها حققت إنجازا غير مسبوق في ألعاب القوى عام 2015، بعد أن حطمت الرقم القياسي العالمي في سباق 3000 متر حواجز للسيدات خلال مشاركتها في الدوري الماسي بموناكو لألعاب القوى، فقد قطعت السباق في 9 دقائق و11 ثانية و28 من جزء الثانية، ثم حازت بعد شهر من هذا الإنجاز الميدالية الفضية في مونديال «بيكين» لألعاب القوى.وبعد انقضاء خمس سنوات على سباق 3000 متر حواجز في ألعاب لندن الأولمبية، نالت الغريبي «ذهبية» السباق لبطولة العالم لعام 2011، على خلفية تجريد المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي بلوزان السويسرية القاضي العداءة الروسية يوليا زاريبوفا من اللقبين بسبب ثبوت تعاطيها المنشطات في ألعاب لندن 2012 الأولمبية. وبذلك يصبح في رصيدها لقب بطولة العالم وذهبية أولمبية. وتغدو أول عداءة تونسية تتوج باللقبين معا. حياة ريفية وعن بدايتها في ممارسة الرياضة تقول: «أنا فتاة عصامية وحياتي تشبه الأفلام السينمائية حيث نشأت في منطقة ريفية بمحافظة القيراون، وكنت وأنا صغيرة أذهب من قريتنا إلى المدرسة سيرا على القدمين رغم أن المسافة الطويلة»، مشيرة إلى أنها ولدت وسط سبع شقيقات وأشقاء، ومع ذلك كانت طفولتها دافئة في حضن أب مولع بالرياضة وكان بطلا في ركوب الخيل. وتؤكد أن انتقال أسرتها من الريف إلى المدينة القريبة من مقر سكناها قبل التحول إلى مدينة صفاقس الكبرى، مثل لها أول انقطاع عن العالم الذي كانت تألفه، مضيفة أنها واجهت صعوبة في تقبل الأمر قبل أن ترافق إحدى صديقاتها مصادفة لحضور سباق رياضي في العدو في المعهد الجديد الذي دخلته، وعمرها لم يتجاوز الخامسة عشر، فتجرأت على طلب المشاركة، لتفوز بالمرتبة الأولى في ذلك السباق. وتذكر اليوم، الذي مهد لها لتكون بطلة عالمية، موضحة أن والدها كان يحدثها باستمرار عن البطل محمد القمودي، أول تونسي حاز الميدالية الأولمبية وأصبح رمزا في العالم، فاتخذته قدوة وسارت على خطاه. خبرة حياة وتؤكد أن المدرب، الذي اكتشفها في المعهد بعد تحولها للعاصمة للدراسة شجعها على الانخراط في «نادي رادس» بالضاحية الجنوبية للعاصمة تونس ونالت معه بطولات مهدت لانتقالها إلى فرنسا، والانضمام لنادي «فرنكوفيل سيزام» بالعاصمة باريس، لتبدأ معه مشوارها في العدو من أجل «البرونز والفضة» قبل التفكير في الذهب وتحطيم الأرقام القياسية. وتشير الغريبي إلى طلاقها من مدربها الفرنسي ذي الأصول الجزائرية خالد بوضراع، بعد الألعاب الأولمبية عام 2012 في لندن، من دون الخوض في التفاصيل. ولم تغب أنوثة الغريبي عن المضمار، وحول التحضيرات التي تسبق المشاركة في السباقات، تقول «أحب أن أطلي أظفاري، وأضع مساحيق التجميل، وأصفف شعري للظهور بأفضل صورة». وتهدي نجاحاتها إلى كل امرأة عربية، مشجعة النساء على التحدي وممارسة الرياضة، مشيرة إلى أن الرياضة تحافظ على أنوثتهن وجمالهن. وحول الانتقادات التي طالت زيها الرياضي، الذي يصفه البعض بـ «غير المحتشم»، ترد «أشدد على اعتزازي بإسلامي وبعروبتي، وأرفض تحجيمي بإطار المظهر وتجاهل إنجازاتي الرياضية العالمية». وحول الميزة، التي يجب أن تتمتع بها من تريد احتراف الرياضة، تقول إنها لابد أن تكون مستعدة للتضحية، والتمتع بروح رياضية عالية كي تكون بطلة حقيقية. وتؤكد حبيبة، التي بلغت الثانية والثلاثين من عمرها، أنها لا تخشى تقدم العمر لأنها تتدرب يوميا وبانتظام. وتقول «قبل التمرين أتناول البيض والفواكه الجافة كالتين والتمر، ولا أشاهد التلفزيون، وأنام فترة القيلولة»، واصفة نمط حياتها بالنظام العسكري من حيث الانضباط والالتزام والشدة. جائزة المرأة العربية هي فعالية سنوية تهدف إلى التعريف بنجاحات وتميز المرأة العربية في حقول العمل المتنوعة، وتوثيق منجزاتها العلمية والعملية بهدف إبراز إبداعات المرأة العربية، وقدراتها على العمل والإنتاج، وتقديم صورة مشرقة عنها في المحافل الأقليمية والدولية. وتستند، وفق معلومات منشورة على الإنترنت، إلى آليات الترشيح المفتوح لجميع النساء، والتحكيم المحايد، وتعتمد معايير الإنجاز والتفوق في المسؤولية، وصولاً إلى درجة التميز. وانطلقت الجائزة عام 2004، من رحاب جامعة الدول العربية. وبمبادرة من مجلس الإدارة لتوسيع مضامين هذه الجائزة، فقد تقرر إقامة احتفالية تقديم الجائزة في كل دورة في واحدة من العواصم العربية، وأصبحت هذه الفعالية أهم جائزة عربية يتم من خلالها تكريم نساء العرب المتميزات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©