أحمد المزروعي: حبي للسيارات فجر طاقتي الإبداعية

يثير عالم السيارات هوس الشباب وجنونهم وعشقهم، فتجدهم يحلمون باقتنائها وقيادتها قبل أن يصلوا إلى السن القانوني الذي يؤهلهم للحصول على رخصة بذلك، وليس أدل على هذا الحب الفطري الذي يكنوه لها منذ سن مبكرة تفضيلهم للعب بالسيارات الكهربائية الموجودة في مختلف المناطق المخصصة للعب الأطفال والتي خصص لها حلبة خاصة لقيادتها. الأمر أغرب وأبعد من ذلك لدى الشاب الإماراتي أحمد المزروعي 30 سنة الذي قاد السيارة وهو في السابعة من عمره وصنعها بيديه وهو في العشرينيات من عمره ؟! يعود المزروعي بذاكرته إلى أيام الطفولة الأولى التي ظهرت فيها نوابغه ويقول: “تنبه والدي لعشقي للسيارات منذ أن كنت في السابعة من عمري، فقام بتعليمي قيادة السيارة وأدهشته بسرعة استيعابي لقوانينها وحسن اتقاني لها، كبرت وكبر معي ولهي وعشقي للسيارات وصرت أطلع على تفاصيلها الداخلية عبر إصلاحي لأي عطل يصيبها فصار لدي مخزونا كبيرا حول مكونات السيارة وطريقة عملها ففكرت بأن أبتكر سيارة لا يوجد مثلها على أرض الواقع وأن أصنعها بيدي أركبها قطعة قطعة دون أن يتدخل في ذلك أحد، وفعلا ابتكرت سيارة فور ويل للبر بتصميم غريب لفت أنظار الكثيرين منذ تسع سنوات تقريبا حيث تحتوي على مقعدين فقط وأربعة اطارات وقمت بتصنيعها بقدراتي الفنية والمادية الخاصة، إلا أنها للأسف لم تطابق المواصفات الفنية المرورية وبالتالي أخفقت في تسجيلها، فلم أيأس بل كان ذلك دافعا للاستفادة من الاخطاء في صنع السيارة الثانية التي استغرق العمل فيها عامين ونجحت فعلياً في تسجيلها مروريا عام 2005 واطلقت عليها اسم “SBC” اختصارا لعبارة SPORT B GGY CLASSIC .” 3 سيارات في واحدة ويضيف: “وما يميز سيارتي التي سجلتها في مرور دبي أنها تضم 3 سيارات في سيارة واحدة وذلك لكونها سيارة باجي وكلاسيكية ورياضية في آن واحد، فمؤخرتها كسيارات الباجي وتتخذ الشكل الكلاسيكي في المقدمة ونمط سيارات السبورت من الداخل، وهذا يعني أنها تجمع بين الشكل الجميل والقوة في الأداء إذ تصل قوتها إلى 500 حصان (موتور 6 سليندر)، ولم أشتر أية قطعة من قطعها من الخارج سواء عبر الإنترنت أو غيره، بل اعتمدت على نفسي تماما في تصميم وتركيب ولحام أجزائها بالكامل باستخدام خامات محلية حرصاً على تحقيق أقصى درجات الأصالة والتميز والتفرد”. رأى المزروعي الخير على وجه سيارته الفريدة حيث فازت بالمركز الأول في مهرجان دبي للتسوق بالإضافة إلى مشاركاته بها في معارض عدة في مختلف إمارات الدولة وينوي أن يشارك بها قريبا في جنيف. نجاح المزروعي بهذه السيارة فجر طاقات دفينة لديه لا حدود لها حيث تسلسلت بعدها اختراعاته معتمدا فيها على موهبته الفذة التي منحها إياه الخالق سبحانه دون أن يطالع ما في بطون الكتب أو يلتحق بدراسة الهندسة في الجامعة. ركبي إلكتروني ثاني اختراع انتهى منه المزروعي بنجاح هو “روبوت الهجن” (الركبي الالكتروني) الذي جاءت فكرته كحل بديل للركبية الصغار في سباقات الهجن نتيجة منع منظمة حقوق الإنسان من اعتلاء الأطفال ظهر الهجن أثناء سباقاتها في ذات السياق يقول المزروعي: “الروبوت عبارة عن رجل آلي يثبت على ظهر الجمل ليقوم صاحبه بالتحكم به عن بعد عبر الريموت كنترول ليتولى عملية ضرب الجمل على ظهره بالعصا التي يحملها بيده أثناء المسابقة ويوجهه إلى المسار الصحيح وزيادة السرعة التي تمكنه من الفوز بمعنى يقوم هذا الروبوت مقام الإنسان الذي يقود الجمل، ويحتوي هذا الروبوت على موتور وبطارية 24 فولتا ونوعين من القيد أحدهما ليعطي دوران كامل وسرعة وحمولة والثاني ليعطي نصف دوران للعصا وقد استغرقت عامين في صنع هذا الروبوت والذي سوقته وبعت منه 200 قطعة بعدها طورته حتى صار من الممكن التحكم به من مسافات أطول وزودته بسماعات تمكن قائده من التحدث إليه عبر “الريموت كنترول”، كما صار يتميز بقاعدة تساعد على نقل الروبوت من جمل لآخر بسهولة وليس كما يحدث حالياً من تثبيت تام للروبوت على ظهر الجمل، كما صار الروبوت الجديد يستطيع تحريك يده بزاوية 180 درجة مما يتيح له تحكما أكبر في سرعة الجمل، كما صار وزنه أخف والتحكم به ليس فقط بالريموت كنترول بل بالصوت. عملية تطويره استغرقت عامين وفعلت ذلك لأنني وددت في تسويقه على مستوى دول الخليج العربي وقد أعددت الاستراتيجية عام 2010 وسيتم تصنيعه بأعداد كبيرة هذا العام بإذن الله” . دراجة هوائية ويفيد المزروعي أنه شارك بهذا الروبوت في المعرض الثالث للاختراعات في الكويت وحصل على المركز الثالث على مستوى الشرق الاوسط به، بالإضافة إلى مشاركته بمعرض إنجازات إماراتية الذي أقيم في جامعة زايد وحصد المركز الأول به أيضا. انتقل المزروعي بعد اختراع سيارته الخاصة وروبوت الهجن إلى اختراع وصناعة دراجات هوائية رباعية كلاسيكية تعمل بكل وسائل الطاقة المعروفة حاليا من بترول إلى كهرباء إلى طاقة شمسية وأخيراً يعكف المزروعي على تطويرها لتعمل بالغاز الطبيعي وبطاقة الهواء مستقبلا بمعنى أن هذه الدراجة صديقة للبيئة وتستطيع أن تركبها العائلة فهي مصممة لتكون ثنائية ورباعية وسداسية المقاعد ويؤكد المزروعي أنه وزع 116 دراجة منها في منتجعات وشواطئ وحدائق وأماكن سياحية عدة في الدولة بحيث يمكن للزوار والسياح استئجارها والتنقل بها بطريقة ترفيهية ممتعة وتسهم في تحريك عضلاتهم وتمرينها عبر قيام الشخصين اللذين يجلسان في المقدمة بتحريك بدالاتها لتمشي في جولتها. هذه الدراجة أيضا شارك بها المزروعي في معارض عدة وفاز بأفضل اختراع في معرض رأس الخيمة للإبداع والابتكار بالإضافة إلى المركز الأول في مهرجان الابداع الفكري في دبي. جهاز لصيد الصقور ويعرج المزروعي على اختراعه الرابع الذي يرفض أن يعتبره الأخير ففي جعبته الكثير من الابداعات التي يتمنى أن تأخذ فرصتها في الوجود، ويخبرنا عن اختراعه الرابع ويقول: “اخترعت جهازا لصيد الطيور مزود بكاميرا وشاشة ويتم التحكم فيه من مسافة بعيدة عبر الريموت كنترول، بحيث يسمح للجهاز بالانقضاض على الفريسة في جزء من الثانية، عبر الشاشة التي يمكنها مراقبة الجو في المنطقة والتحرك في مسافة ستة أمتار مربعة، وحينما تلحظ الكاميرا الفريسة ويراها الصائد فإنه بكبسة زر يعطي الأمر للجهاز بالانقضاض على الفريسة فوراً، وتوضع هذه الشبكة المصنوعة من خيوط التول بشكل مخفي تحت سطح التراب على شكل حرف “ ”. أعز اختراع يعتبر المزروعي أن السيارة أعز اختراع على قلبه لأن الإعلام والناس من بعده لقبوه بالمخترع مما حفزه ودفعه ليكمل ويقدم المزيد وهنا يوجه رسالة للشباب الذين يحبون الابتكارات أن عليهم أن لا ييأسوا لو أخفقوا في بعض الخطوات ولم تكن النتائج كما أرادوها بل عليهم أن يحاولوا ويصبروا حتى يصلوا إلى ما يريدونه كما أن عليهم أن لا يربطوا ابداعهم بوجود دعم مادي من جهة ما فالإنسان المبدع هو الذي يدعم نفسه بإبداعه وقدرته على تقديم ما يبهر الناس ويدفعهم إلى بسط كفوفهم له ليقدم المزيد والمزيد.???