السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلال سلمان: واقع الإعلام العربي بائس والصحفيون بحاجة لمن يرعاهم

طلال سلمان: واقع الإعلام العربي بائس والصحفيون بحاجة لمن يرعاهم
20 مايو 2009 02:20
لم يتردد طلال سلمان من وصف نفسه بـ«القابض على الجمر» وهو يعلق على الواقع الذي آل إليه الإعلام العربي في ظل ما يراه من انقسام في الصف العربي وترد في أحوال الأمة العربية. ورغم أنه أعرب عن سروره لاختياره شخصية العام الإعلامية، ضمن جوائز «الصحافة العربية» في دبي، إلا أنه في الوقت ذاته أبدى حزنا وأسفا بسبب ما أسماه «تراجع في الإعلام العربي». انطلق في الحديث بداية عن القضايا المبهجة، باعتبار أن رؤية النصف المليء من الكأس، تمنح المرء مساحة شاسعة من الأمل بالتغير نحو الأفضل! معربا عن تقديره لـ"نادي دبي للصحافة" لأنه جاء في زمن البؤس وبدا من خلال إطلاقه لجائزة الصحافة العربية كمن من يلقي حجرا في بركة راكدة، ليعطي الأمل أن هناك من يهتم بالصحافة. ويقول: "إن جائزة الصحافة العربية تلعب دورا لافتا في إنعاش الصحفيين العرب وإمدادهم بالأمل، لأن هناك من يهتم بها ويرعاها.. فلقد أشعرني فوزي بشخصية العام الإعلامية بأنني نجحت في التعبير عما آمنت وأؤمن به، فهو تكريم ليس لشخصي بل لما نذرت نفسي له منذ بدء مشواري الصحفي سواء داخل لبنان أو على مستوى الوطن العربي، وهو تزكية لدور "السفير" في خدمة القضايا العربية وأبرزها القضية الفلسطينية". إعلام لكل بلد ويضيف سلمان: "واقع الإعلام العربي بائس حقا، كونه يحمل نفس السمات المرضية التي تحملها بعض الحكومات العربية، لذا فهو بحسب رأيه يعد إعلاما عاجزا متخلفا بعيدا عن هموم الشعب". ويستطرد: "لم يعد لدينا إعلام عربي كذلك الذي عايشناه خلال حقبة الخمسينات وحتى السبعينات، وما لدينا الآن إعلام محلي لكل بلد عربي، هذا عدا عن أننا نشهد موت المجلات الأسبوعية. كما أن الصحف في الوطن العربي متعددة منها ما هو تابع للسلطة، ومنها ما اصطلح على تسميته بصحف "المصالح" التي تعادي نظاما لصالح آخر، وهناك الصحف الشعبية التي هي ملك لأفراد أو مجموعة من أصحاب الطموحات لخدمة العامة. فعلى الرغم من أن الوطن العربي يشهد طفرة في إصدار الصحف بما يؤكد حاجة المواطن العربي لها، إلا أنها لا تقوم بواجبها ودورها الذي ينتظره منها القارئ". نفى سلمان أن تكون "السفير" التي يرأس تحريرها قد انحرفت عن خطها العام الواضح في مجمل التطورات السياسية التي شهدها لبنان والوطن العربي، يقول: "لدي طموح في رؤية بلدي يعمر بعد سلسلة من الحروب الأهلية، ولدي اعتزاز كبير بتجربة السفير، وأشهد هنا أنني لم أصنعها وحدي. فقد شارك معي في تأسيسها عشرات وربما مئات من الزملاء من سوريا ومصر وفلسطين، ومنهم طبعا زملاء من لبنان. وقد نجحنا وصارت إلى حد ما في نظر كثير من الزملاء مدرسة لها نهجها وأسلوبها". صحافة فقيرة ومع تأكيده أنه منحاز إلى القضايا الكبرى خاصة فلسطين وحق الأمة في الحرية، ومقاتلة الاحتلال الإسرائيلي، لكنه ضمن هذا الانحياز يصر على البقاء موضوعيا لاسيما أنه يتوجه إلى عقول الناس وليس إلى عواطفهم بمزيد من المعلومات التي تفيدهم وتمكنهم من مواقفهم، فوظيفته مخاطبة العقول، كما يقول.. ويضيف: "أيضاً، تأثر الصحف العربية بالمال ما زال محدودا على عكس الفضائيات فالصحافة في لبنان ما زالت فقيرة نسبيا، ولهذا تكون ضعيفة أمام المال! إنها في لبنان بائسة وقد تراجع تأثيرها وانتشارها، ودخلنا المستنقع وصرنا معزولين". يستدرك قائلاً: "في ظل التطورات السياسية الدراماتيكية التي يعيشها لبنان ما الذي نتوقعه من الصحافة كي تكون عليه؟ نحن الصحفيون في لبنان نعمل وسط ظروف قاتلة"! دور الإعلان ويشير سلمان في سياق حديثه عن الصحافة إلى دور الإعلانات التجارية في تدعيم الصحف، يقول: "يعد الإعلان ركيزة أساسية لبقاء الصحف على قيد الحياة، حتى بما فيها الإعلان الأجنبي، باعتبار أن الصحف العربية لم تنجح في خلق قاعدة مشتركين كبرى لها تكون حارسا وحاميا لها، فحتى أعظم الصحف العربية لا تبيع أكثر من نصف مليون نسخة مقارنة بشعب يصل تعداده نحو 80 مليون نسمة"! وحول ما إذا نجحت الفضائيات بسحب البساط من تحت أقدام الصحافة المقروءة، يقول: "إن العرب فضلوا أن يكونوا متفرجين بدلا من تلويث عقولهم بالقراءة (!) بينما التلفزيون يخاطب العين والأذن.. لهذا نستنكر صراحة استغلال بعض الفضائيات للدين في التجارة سواء مذهبيا أو طائفيا". مسؤولية القلم ويلفت سلمان إلى أهمية دور الكاتب والصحفي، فيقول: "يفترض بالكاتب أن لا يتوجه في كتاباته لشخص أو لمجموعة أشخاص أو حتى لحزب، إنما لجمهرة الناس وعمومهم، وهذا يجعله دائما في إطار مسؤولية محددة وفي موقع المحاسبة فهو ليس مجرد ناقل للأخبار، وهو دائما تحت إلحاح تقديم الرأي لهم..أيضا ولأنني من الجيل الذي يحلو لي القول عنه "عايش حالة النهوض" لدي رغم الحزن الذي يعتريني -جراء الواقع الذي آلت إليه الأمة العربية- إيمان قوي بالإنسان العربي بغض النظر عن التعاسة التي يحياها، حتى لو كان صحيحا أننا نعيش ظروفا صعبة وأن الصورة قاتمة، لكن ليس صحيحا أننا وصلنا إلى نهاية الحلم، فنقاط الضوء القليلة تدلل على أن الأمور لم تنته". طلال سلمان - صحفي لبناني ولد عام 1938، بدأ العمل الصحفي عام 1957 في مجلة «الحوادث اللبنانية»، وفي عام 1962 عمل في مجلة «الأحد» اللبنانية، وفي عام 1963 أسس مجلة «دنيا العروبة في الكويت»، وفي 1965 عمل في مجلة «الصياد» اللبنانية، وفي عام 1974 أسس وأصدر جريدة «السفير» وتولى رئاسة تحريرها ولا يزال حتى اللحظة، وفي عام 2002 أصبح عضوا في مجلس نقابة الصحافة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©