الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مورينيو: تقسيم السلطة يزيد من صعوبة «البريميرليج»

مورينيو: تقسيم السلطة يزيد من صعوبة «البريميرليج»
22 مارس 2017 21:46
أنور إبراهيم (القاهرة) في حوار طويل وحصري لمجلة «فرانس فوتبول» تحدث البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، والملقب بـ «الرجل الخاص»، عن تجربته مع «الشياطين الحمر» وفلسفته في الإدارة ومعنى المنافسة في مفهومه وتطور شخصيته التدريبية وأسلوبه في العمل والتعامل مع اللاعبين وقدرته الفائقة على التأقلم، كما أدلى باعترافات مثيرة ومدهشة في هذا الحوار الذي بدأه بالحديث عن فلسفته في الإدارة والتدريب، ويبدو أنه تعلم من تجربته الأخيرة السيئة مع فريق تشيلسي، فقال: ينبغي أن يتأقلم المدرب مع واقع النادي الذي يعمل له واحتياجاته ومطالبه، وهذا يعني أن يكون ذكياً.. فالأولوية الأولى هي إقامة علاقات حب وسلام مع المجموعة التي يقودها، وأن يسعى لخلق نوع من الاستقرار داخل الفريق. وأضاف : مانشستر يونايتد لم يعد يمتلك اللاعبين ذوي الشخصيات القوية «السوبر» مثل رايان جيجز وبول سكولز أو روي كين وغيرهم، ولم يعد يتبقى فيه من نجوم هذا الجيل الجميل سوى واين روني ومايكل كاريك.. ثم جاءت مجموعة من اللاعبين كانت في حاجة إلى بعض الوقت للتأقلم والانسجام مع بعضها البعض. وتابع قائلاً: ولهذا كان مهماً بالنسبة لي أن أسعى لاستقدام نجم كبير بحجم وثقل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش لما يملكه من خبرات طويلة وشخصية متميزة لها «كاريزما» وتأثير طاغٍ على كل من حوله وليس مجرد لاعب عادي، حتى وإن كان لا يعرف ثقافة هذا النادي وطقوسه المتوارثة عبر أجياله. وحول المنافسة في الدوري الإنجليزي واختلافها عن مثيلتها في دول أخرى، قال مورينيو: في إنجلترا.. الأندية قوية اقتصادياً بالقدر الذي يجعل سوق الانتقالات هنا مفتوحاً أمام الجميع، وليس مقصوراً على فريق بعينه.. ففي إسبانيا هناك فريقان يحتكران البطولات، وفي ألمانيا هناك فريق واحد يستحوذ على أغلب البطولات.. وتابع قائلاً: هل تعرفون متى بدأ البايرن احتكار لقب الدوري الألماني «البوندسليجا» ؟ لقد فعل ذلك عندما اشترى أفضل اللاعبين من بروسيا دورتموند، حيث بدأ بضم ماريو جوتزه في أول موسم يفوز فيه بالدوري، ثم ضم البولندي روبرتو ليفاندوفسكي في الموسم التالي، ثم هوملز في العام الماضي.. إنه أسلوب إضعاف المنافس المباشر الذي يحتفظ لك بالسلطة والتفوق دائماً.. أما أنا فقد جئت إلى فريق يملك تاريخاً عظيماً ومكانة عريقة، ولكنه لم يعد بمقدوره أن يتطور بنفس الطريقة التي تطور بها بايرن ميونيخ.. لماذا ؟ لأن الوضع في إنجلترا مختلف تماماً عنه في ألمانيا، إذ أنه لا يمكن لفريق واحد مهما كان اسمه: مانشستر يونايتد أو السيتي أو ليفربول أو تشيلسي أن يسيطر ويتفوق على الجميع بصفة دائمة وعلى طول الخط. وعلق قائلاً: عناصر التحكم والسلطة هنا مقسمة بين هذه الأندية كلها. وفي إطار المنافسة الحامية والشرسة بين هذه الأندية وغيرها تكون كل الأمور أكثر صعوبة: شراء اللاعبين وتحقيق الانتصارات والألقاب وأيضاً بناء الفريق وتدعيم صفوفه. ويقول مورينيو: رغم أن إنجلترا هي صاحبة التقاليد والاستقرار دوماً إلا أن الحال تغير مؤخراً.. ففي العام الماضي تمت إقالتي من تشيلسي بعد 6 أشهر فقط من حصولي على بطولة الدوري.. وحدث نفس الشيء مع الإيطالي كلاوديو رانييري بعد شهور قليلة من حصوله على بطولة الدوري مع ليستر سيتي.. واعترف مورينيو بأن كرة القدم أصبحت مجنونة. وفيما يتعلق بتطور شخصيته التدريبية، يحاول مورينيو «الإنسان» أن يكون مختلفاً عن مورينيو المدير الفني أو الكوتش المسؤول عن الفريق، فهو يسعى دائماً إلى أن يكون «متحفظاً وهادئاً» وأن ينفصل تماماً عما يفعله في الملعب وأثناء التدريبات بمجرد عودته إلى بيته. ويعلق على ذلك بقوله: أصبح ممكناً الآن أن أعود إلى المنزل ولا أشاهد مباراة كرة قدم في التلفاز ولا أفكر مطلقاً في هذه اللعبة.. نعم يمكنني أن أفعل ذلك الآن، وهو ما كان مستحيلاً في بداية مسيرتي التدريبية.. نعم كانت هناك استحالة في الانفصال عن كرة القدم لأنني كنت منغمساً فيها طوال 24 ساعة يومياً، وربما يكون ذلك قد أكسبني نضجاً كروياً.. ولكنني اليوم أشعر بأنني أفضل وأصبحت أكثر هدوءاً و اتزاناً ولم يعد الفوز يمثل لي «الجنة» مثلما لم تعد الهزيمة تعنى «النار».. فعلاً أصبحت «الرجل الهادئ». وأعتقد أنه بوسعي أن أنقل هذا الهدوء والصفاء النفسي والذهني إلى كل من يعملون معي. وقال : ما زلت أملك نفس الطموحات التي كنت أمتلكها من قبل، كما أتحلى بنفس الاهتمام والاحترافية، ولكنني في الوقت نفسه أصبحت أكثر قدرة في التحكم في انفعالاتي والسيطرة عليها. وعن أسلوبه التدريبي، قال مورينيو: من الناحية النفسية، كلما كان التطابق والتوافق كبيراً وقوياً داخل المجموعة التي تدربها، كانت العلاقة بين اللاعبين متينة ومتماسكة، وهذا يجعلك أكثر قدرة على تحقيق نتائج إيجابية.. ويكون اللعب على روح الفريق مهماً لأنه يجعلك أكثر فاعلية، وخاصة مع مجموعة تضم شخصيات على استعداد لاستيعاب هذا النوع من «الحوار النفسي». وتابع قائلاً: عندما كنت أتولى تدريب فريق إنتر ميلان الإيطالي، كنت متميزاً في هذا المجال وكان الأمر سهلاً بالنسبة لي كما لو كنت «سمكة في الماء»؛ إذ كان عندي لاعبون يتحلون بروح الفريق مثل ماتيراتزي وكوردوبا وإبراهيموفيتش وميليتو وتياجو موتا.. لاعبون كانوا على استعداد لأن يتبعوني أينما ذهبت في كل مكان. وأضاف: أما الآن فقد اختلف الأمر صحيح أنني أشتغل بحمية وحماس إلا أن فريقي لا يضم لاعبين لهم نفس بروفايل اللاعبين الذين تعاونت معهم وأنا في إيطاليا. وعلق مورينيو على هذا الوضع قائلاً: إذن على المدرب قبل أن يذهب في اتجاه ما أن يفهم أولاً اللاعبين والنجوم الذين يعملون معه، وهذا بالضبط ما أحاوله دائماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©