الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نجوم الغانم تكتب ظلال الحب ووطأة العزلة

نجوم الغانم تكتب ظلال الحب ووطأة العزلة
28 مارس 2010 21:34
بديوانها الجديد «ليل ثقيل على الليل» الصادر ضمن مشروع «قلم» التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ويقع في 200 صفحة من القطع المتوسط. في هذا الديوان الذي تهديه إلى «الليالي الوحيدة الجديرة بكل هذا..»، تأخذنا الشاعرة نجوم الغانم إلى عوالمها التي يمتزج فيها الحب بالخسارة والخذلان والخراب وعالم الصوفية الذي يراوح بين أرض وسماء وماء ورمل ورياح عاصفة، فترسم صورة إنسان العصر التائه بين أزمنة ثلاثة. في ستة أجزاء من ديوانها الجديد توزع الشاعرة روحها وقصائدها، فاتحة أبواب الأسئلة على مصاريع جهنم في صورها وأشكالها التي تنفتح بدورها على ثراء الأزمنة والأمكنة، فتتيح لنا التعرف على دنيا هي دنياها وحدها، وعذابات تستطيع هي أن تعيد خلقها وتخييلها على نحو شعري تستل عناصره من تجربة حياتية وشعرية واسعة، عناصر تنتمي إلى اختبار الألم والمعاناة وصولا إلى الحياة. وما عنوان المجموعة «ليل ثقيل على الليل» سوى اختزال وتكثيف لضيق العبارة الذي ينفتح على اتساع المعنى، وفي العناوين الستة نجد مثل هذا الاختزال: ماء المساء، الأيام المفزعة، الضوء يتسرب في الفضاء ويتبدد، الحكايات تفتح كتابها.. المدن تقرأ، يوميات لوديف، من دفترها ذي الأوراق البنفسجية. لن أخوض هنا في تفاصيل لا قبل لهذا العرض السريع بها، وسأكتفي بأبرز العناوين التي يعيش معها قارئ هذه المجموعة الشعرية. عناوين ذات علاقة بكل ما هنالك من مفردات العشق الإنساني والإلهي، والحب والحياة والفرح من ناحية، ومفردات العزلة والموت في صوره المختلفة من جهة مقابلة. هي تقول «أوينا إلى أنفسنا/ وجدنا لعشقنا سقفا وسجادة»، وفي مقابلها تتذكر «جمر الخيانة/.. سكين الغفلة». ولأن الـ»شتاءات تغرس دبابيسها» فإن الصور الجميلة تأتي «من صندوق الأحلام». وفي الأيام المفزعة لا يبقى سوى «الظلال»، و»أطلال الحكايات»، يبقى «ملاذها اليأس» وتبقى في عزلتها «كأرغن يائس يجد العزاء عندما تدعس على أوتاره أيدي الغرباء»، لأن «الصباح يبدأ بلون الغبار» كما يحدث كل يوم، ولكن هذا لا يمنع بل يحفز «ليكون لنا مكان في قلب الرب». الكثير من مظاهر الضعف الإنساني «تدلي أكتافنا/ تورم أجفاننا/.. نظراتنا الساهمة» تجعلنا ننتظر أي «وجه من ذاكرة قصية». وفي الصباحات يختلط «كرز الأيام الأسود/ وتوت الفجر الداكن»، وتحضر «التمائم التي نثرتها أمي في الزوايا/ لتلجم قلوبنا عن الفرار/ أنبتت أشجارا حجبت شمس النافذة/ لكنها جاءت لنا بعشاق الأنحاء المجاورة/ وبالمسافرين العابرين فوق أرضنا/.. تعلموا دروسهم كما يفعل المريدون الأوفياء للطريقة». وتأتي هذه المجموعة الشعرية بعد ست مجموعات هي: مساء الجنة 1989، الجرائر 1991، رواحل 1996، منازل الجلنار 2000، لا وصف لما أنا فيه 2005، ملائكة الأشواق البعيدة 2008. التالي قصيدة من نصوص المجموعة بعنوان «أيام متماثلة»: أنت تقدر أن تزيل عن النافذة الرذاذ الطيني الذي تركه ضباب الليلة الفائتة وتقدر أن تغني قصيدة للشمس وهي ترتفع في الفضاء كرسم متحرك وربما استطعت أن تحب العالم كما تحب طفلك الرضيع ببراءة تخلو من الحكمة وإن فعلت فسترى أن الأيام تبتسم وترد عليك كل صباح بضحكة لكنك لن تعرف أبدا إن كانت تضحك من أو إليك وفي قصيدة بعنوان «هناك» تقول: كان الموت يهبط بخفة وبلا ضوضاء أمهاتهن جرحن أصابعهن ليلقمن الغيب دماءهن وكان الأطفال يختنقون بالبكاء بينما الكائنات تصد الصوت عن مسمعها والعابرون يلملمون أمتعتهم ليرحلوا باكرا تبدأ الحرب سيذهبون تاركين لنا الغبار ليكوي شفاهنا سيكون لهم أوطان ولنا جحيمنا
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©